يحدث في القضارف: ليس له وظيفة ولكنه في الدرجة الأولى!
جعفر خضر :
إن الخراب الذي طال الخدمة المدنية جراء التمكين بلغ حد تعطيل دولاب الدولة، ليس نتاج عدم تعيين المؤهلين فحسب بل وبسبب النهب والإفساد الممنهج الذي استشرى في كل المؤسسات بلا استثناء .
تم تعيين نور الدين عمر عوض السيد في إدارة الأوقاف في الدرجة الخامسة بدون أي مؤهلات بخطاب من أحد عتاة كيزان العهد المباد. ليس في الدرجة التاسعة كما يتم تعيين الخريجين، وإنما في الخامسة مباشرة، إذ أن ورقة مكتوبة بالقلم الأخضر من قيادي “رسالي” هي أكبر قيمة من شهادة بكالريوس من أرقى الجامعات! .
وفي فتره لا تتجاوز السبعة سنوات قفز نور الدين بالزانة لبجد نفسه في الدرجه الاولي!!! فهل يحتاج وقف هذا العبث لكل هذا الوقت وقد مر عام على تشكيل حكومة الثورة في الخرطوم، وهل تحتاج إقالة ومحاسبة هذا النور الدين إلى لجنة إزالة التمكين؟
قام الوالي العسكري اللوء نصر الدين، حامي الفساد والمفسدين – قبيل إقالته – بإجراءات قصد منها وضع عراقيل أمام الإصلاح بتعيين شخوص وإجراء ترتيبات إدارية مثل إعادة هيكلة إدارة الحج والعمرة، والأوقاف، والارشاد ، وشكلها تحت مظلة “المجلس الأعلى للشؤون الدينية والأوقاف” وأضيفت لها جمعية القران الكريم، وعيّن الأستاذ مبارك الشفيع أمينا عاما للمجلس، والذي سبق أن اعفته الدكتورة أميرة القدال من منصب مدير هيئة الحج والعمرة. فعل نصر الدين ذلك استباقا لمجيء الوالي المدني، ومتجاوزا في قراره معايير التعيين والحرية والتغيير ، وقد شملت الهيكلة الجديدة استمرار موظفين ليس لديهم وظائف أصلا وإنما عينوا في العهد البائد في وظائف خاصة، متجاوزين كل الموظفين في هذه الإدارات من حيث مدخل الخدمة والترقيات، ونور الدين هو المثال الساطع في مقام الفساد هذا .
بإمكان أمين عام المجلس أن يزيل التشوهات البائنة بإعفاء نور الدين وإيقاف الفساد بهيئة الأوقاف وغيرها، بحكم موقعه. إما الذهاب في ذات اتجاه نصر الدين بأن يبقي على الأوضاع كما هي، فلن يجدي فتيلا، لأنه هو نفسه ليس عصيا علي التغيير والمحاسبة على التقصير في هذا الأمر، الذي يضيف به صفحة سوداء لصفحات ملفات إدارة الحج والعمرة، التي كتب عليها السؤال: هل كان الأمين، على مدى سنوات،يخدم المؤتمر الوطني أم حجاج بيت الله؟
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …