‫الرئيسية‬ رأي 70 فارهة أشعلت الحرب بين برهان ووزارة المالية
رأي - أغسطس 25, 2020

70 فارهة أشعلت الحرب بين برهان ووزارة المالية

بشرى احمد علي

كان الدكتور حمدوك محقاً عندما طالب المجتمع الدولي بضرورة توفير قوة مراقبة أمنية للسودان وذلك لضمان التحول للحكم المدني في السودان ، والولايات المتحدة اول من تنبه لعملية عرقلة هذا التحول من قبل مجموعات مؤيدة لحزب البشير ، وقد فرضت عقوبات عليها وربما تتطور هذه العقوبات حتى تصبح دولية ، الكثيرين من الذين تصدروا المشهد الاعلامي يجهلون الطريقة التي يدير بها الدكتور حمدوك حكومته ، ولا يعلمون ان الدكتور حمدوك تحمل المسؤولية وقاد البلاد في هذا الظرف الحساس وهو يحس بحجم المخاطر ، وبان عساكر البشير هم الذين يمثلون الخطر على الثورة ، حمدوك أستبق تصريح السيطرة على شركات الجيش بتصريح آخر لا يقل أهمية عن تصريحه بخصوص شركات الجيش ، رأي الدكتور ضرورة تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ، وذلك حتى يقطع الطريق على دفع التعويضات المتراكمة ، الفريق برهان تجاهل هذا التعهد من قبل الدكتور حمدوك وركز على نقطة شركات الجيش وجعلها نقطة الخلاف ، فهو لا يريد ان يسجل موقفاً ضد المحكمة الجنائية الدولية كما فعل سلفه البشير ، فهو يعلم ان مواجهة تلك المحكمة سوف تنتهي بنتائج كارثية ، وقوة الدكتور حمدوك نبعت من توقيته لزمن المعارك ، فقد خرج الفريق برهان لوسائل الإعلام مرتين في اقل من 24 ساعة وهو يتحدث عن ازمة واحدة ، وتجاهل عدة ازمات يمر بها السودان من بينها التراخي الأمني والتدخل الخارجي وازمة السلام ومفاوضات سد النهضة ، والشخص الذي التقي بالضباط في يوم أمس هو (برهان ) التاجر الذي يتكلم بلغة السوق ويردد يستر الله ويفتح الله وليس الفريق برهان ضابط الجيش الملتزم بآداب المهنة ويعرف قيمتها ..
تنبيه الدكتور حمدوك جعل الفريق برهان يقول الكثير ويفصح عما كان يعتمل في صدره ، حيث وصف الشق المدني بالفشل وتبديد الاموال ، وهي اتهامات جزافية مرفوعة في الهواء الطلق ولا تليق بالمنصب الذي يحمله ، وكلنا نعرف أن ازمة المكون العسكري طفت علي السطح عندما رفضت وزارة المالية شراء 70 عربة فارهة ، هذا العنوان هو الذي أشعل شرارة الأزمة ، وأعتقد ان المواطن السوداني الذي وعد الفريق برهان بالوقوف معه غالبته الدموع وهو يرى هذا الفساد المقنن ، خلاف وزارة المالية مع الفريق برهان ياتي من باب رفضها تمرير تلك الصفقة الفاسدة ، ومن ذلك اليوم كشر المجلس العسكري عن انيابه واعتبر نفسه في حالة حرب مع وزارة المالية ..
ومن فلتات اللسان ، أن الفريق برهان تحدث لأول عن الانتخابات ، وهي انتخابات مستعجلة لا تراعي تحقيق الاستقرار وتوقيع اتفاقية السلام والاقتصاص من مجرمي الحرب مما أعاد للاذهان نفس السيناريو الذي كان يطرحه المخلوع البشير قبل سقوطه ، البشير كان يرى ان الانتخابات سوف تحل أزمات السودان العالقة وتمنحه الفرص لتصدر هرم القيادة بسبب استخدامه للاموال وشراء الذمم ، وربما يكون الفريق برهان قد كشف لأول مرة عن طموحاته الشخصية بان يرث عرش البشير في الحكم ، فهو يحتاج لمال شركات الجيش حتى يخلق له قاعدة انتخابية …
نجح الدكتور حمدوك في إذابة جبل الجليد ، وهو باعصاب باردة ينتظر الخطوة التالية التي يقوم بها الفريق برهان ..وبعد حديث الفريق عن فشل المكون المدني وفساده وبعثرته لاموال حرب اليمن ..فهل سيصحح مسار الثورة ويتبنى مشروع الصادق المهدي بضرورة تمزيق الوثيقة الدستورية ؟؟ ام انه سوف يراوغ ويتردد في الانتحار السياسي فالمواجهة لن تكون مع الدكتور حمدوك ، بل هي مواجهة مفتوحة في الميادين والشوارع تنتهي بالانقلاب على صقور الحركة الإسلامية داخل الجيش ، فتعود هذه المؤسسة من جديد لحضن الوطن بعد ان مزقت جسدها سياط سياسة التمكين .

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …