لماذا تنشرون الكراهية ضد الإنقاذيين..؟!
مرتضى الغالي
مجموعة “مجتهدة” من (الإخوة الإنقاذيين)- وفيهم من يحاول التملص من مسبّة وفضيحة أن يكون إنقاذياً- ينشرون في وقت واحد أحاديث متكررة متسلسلة يقولون فيها إن إعلام الثورة ينشر الكراهية في المجتمع…! (وأين هو إعلام الثورة)..؟! غفر الله لكم..!!
يا ليت للثورة إعلام حتى يبيّن كوارث الإنقاذ الحقيقية وجرائمها وسوءاتها القبيحة من اجل طي صفحتها الكريهة الغارقة في الدماء والأشلاء والمخازي..؟ وبالله عليك من ذا الذي يستطيع أن ينشر الكراهية (بعد الإنقاذ)..؟! وهل تركت الإنقاذ (فرضاً ناقصاً) في نشر الكراهية..؟! الثورة تكره الذين يكرهون الوطن ..وهذه (كراهية مشروعة) ويا ليت الثورة تستطيع أن تنشر هذا النوع من الكراهية على أوسع نطاق و(تكسب الأجر)..! ويا ليت كراهية الإنقاذ الموجهة ضد الوطن والشعب كانت (كراهية معنوية) مُضْمرة في قلوبهم الحاقدة لا تتعداها ولا تضر (الجهة المكروهة) وهي الوطن والمواطنين والحق والخير والعدل ..ولكن الإنقاذ كانت تطبق الكراهية (عملياً) في عمليات قتل وقصف وسحل ودهس واغتصاب وحرق وتعذيب ونهب وسلب ومصادرة وطرد وتشريد وتشطير وتمزيق للوطن.. بل جعلت للكراهية تشريعات ومؤسسات وإدارات وهيئات وسفارات ومليشيات ولجان ومشرفين ..وبعد هذا تسألون عن نشر الكراهية..!
هذه والله حكاية غريبة…! ولهم العذر لان إعلام الثورة وتلفزيونها العجيب لم ينشر حتى الآن هوائل جرائمهم ولا غوائل فسادهم (التلفزيون القومي بالأمس كان يسخر من خطاب حمدوك)… جماعة الإنقاذ يتحدثون عن الإقصاء وعن نشر الكراهية ولهم الحق..! فلا الإعلام ولا القضاء تقدم حتى الآن لنشر حيثيات (حيثيات الجرائم فقط) مثل جريمة قتل ثلاثمائة ألف في دارفور وأعداد غير معلومة في كردفان والنيل الأزرق مع سلسلة من المذابح العديدة المعلومة التي لا زالت تسمم بدن الحياة السودانية.. الفلول يقولون ما يقولون لأن يد العدالة لم تسائل حتى الآن مَنْ أمر باحتجاز طبيب بدون تحقيق ثم أمر بدق مسمار على رأسه.. وعلى فظاعة ما يُعرض في (أفلام المافيا) وعصابات المخدرات وكارتلات الجريمة المنظمة من فنون وآليات التعذيب والقتل لم نشاهد أو نسمع أن أي سفاح منهم تجرأ بدق مسمار حديدي صدئ على رأس إنسان حي..! ونحن نروي هذا الفظاعة مع الأسف والألم البليغ.. ولكن ماذا تقول في هذا المستوى من البجاحة الذي يجعل المواطنين يسترجعون الآلام العميقة التي مرت على أبناء الوطن وبناته من فظائع الإنقاذ التي ليس كمثلها شيء في التاريخ الحديث والقديم يمكن أن يبلغ هذه الدرجة من الخسة والوضاعة والوحشية..! ثم يتحدثون عن نشر الكراهية ضد الإنقاذ والإنقاذيين…! والله جل وعلا في محكم تنزيله لعن الكاذبين ولعن الظالمين ولعن المنافقين.. فهل يعني ذلك نشر الكراهية في المجتمع..؟! والإنقاذيون جمعوا (في توليفة واحدة) بين الكذب والنفاق والظلم..مما جعل لعنتهم (ثلاثية)..!!
هؤلاء الناس لا يخجلون.. شخص يعرف أن المخلوع ابن أخته يأخذ عمولات من المستثمرين ويجعل إخوانه يقاسمون رجال الأعمال الأجانب والمحليين أموالهم واستثماراتهم على رؤوس الأشهاد؛ ثم يحمل مال الدولة إلي بيته ومع ذلك يتحدث (الخال الذي في مقام الوالد) عن أي شيء في الدنيا إلا فساد المخلوع وشيعته وقرابته وأصهاره..ولكنه يتحدث عن (الحريات الصحفية) وعن العدالة وهو نفسه على طائلة الاتهام؛ فمن أين أتى بالأموال التي يشترى بها الصحف و(الثيران) وينشئ بها المنابر والأحزاب والشركات ثم يجعل من نفسه (ناشر وصاحب امتياز) وهو بالكاد لا يصلح لأداء أي وظيفة مما يبدو من جهالته وضحالته؛ فهو شخص عقيم سقيم (أطرق أخرق) يغني فرحاً بشطر الوطن نصفين، ويرى نفسه داعية إسلامياً وهو من بعد مخاتل خؤون لا تؤمن بوائقه.. مصابٌ بمتلازمة العَته والبلَه وضعف الإيمان وكراهة الحق ومناصرة الباطل…. ومن الذين تصفهم المأثورات بـ (الرويبضة) ولا يغرنّك انه يردد هذه الكلمة في وجه خصومه الأحرار الثوريين..فعلماء النفس يقولون إن بعض العقد النفسية المركّبة تجعل صاحبها مهووساً بحالة النقص لديه فيصف بها الآخرين.. بينما هي من أبرز الصفات التي ترتبط به (الكمده بالرمده)..!
وعلى هذا المستوى من البشر قِسْ بقية (عصبجية الإنقاذ): وزير خارجية يهرّب أموال الدولة، ومحافظ بنك مركزي (يبرشت) من الخزينة العامة، ووزير مالية ينشئ بورصة ودار مال باسم الدولة من أجل شركاته الخاصة، وقضاة يغيّرون القوانين بالرشاوى، وقطاع طرق في هيئة وزراء يحملون مال الدولة في (ضهريات السيارات) وأساتذة جامعات يستوردون آليات التعذيب والتدريب من وراء نهر السند (وسيحون وجيحون) ومديرون حرامية ويجمعون المال من خزائن المؤسسات بغير إيصالات، وسارقون يجنّبون أموال الدولة لصالحهم، وأفاقون يهربون بعائد الصادر، ومتنفذون ينهبون مجمل عائد النفط ، ومتنطعون يستولون على ملايين الأفدنة من الأراضي على الميادين في المدن، وقياديون مجرمون ينشطون في حماية (كونتينرات المخدرات) وتابعون يهرّبون الذهب عبر المطار والمحاصيل والوقود عبر الحدود، وبارونات منزوعو الذمم يعملون في تجارة العملة و(فتل الدولارات) وتخريب الاقتصاد، وقياديون من قاع (الفاقد التربوي) يتخصصون في غسيل الأموال، ولصوص يبيعون مرافق الدولة ويحوّلون ملكية المؤسسات الناجحة لأنفسهم وتسجيلها (مؤسسات خاسرة) ويتاجرون بديون الحكومة باعتبارها (ديوناً هالكة)..وأئمة في هيئة ذئاب يعتمرون العمائم والشالات والطيالسة والعبايات يحللون قتل الناس ويجيزون الظلم ويحمون الفساد بالفتاوى (المخستكه) ومليشياويون يبيحون دماء المواطنين وقطع رقاب الأسرى ويفتكون بالشباب في الشوارع قتلاً وسحلاً وإغراقاً في وحشية يتبرأ منها هولاكو وتيمورلنك وجنكيزخان. ومتجرئون اختصوا بسرقة القروض (هل سمعتهم قبل الإنقاذ ومنذ معاهدة وستفاليا عام 1648 بشخص يسرق قرض من دولة إلى دولة)…؟! ولكن يا جماعة الثورة: لماذا تنشرون كراهية الإنقاذ..!!
وإذا لم يكن ذلك هو الحال.. فكيف تسنّى لأبناء الفقراء (المقشطين) أن يملك الواحد منهم عشرات الشركات والفلل والمزارع الاسترواحية (ليس مزارع إنتاج الخضر والبصل والعجور) والبنايات الأفخر في دبي وماليزيا وتركيا و(جزر كايمان) والعمارات الشواهق المؤجرة بالدولار؛ وبحيث يملك الفرد منهم عشرات ومئات العمائر في مواقع الامتياز في العاصمة ومدن السودان وملايين الأفدنة في الضواحي وطرف المدائن…! طبعاً سيقول بعض الناس: إنك لا تعرف مكامن فساد الإنقاذ الحقيقي ولم تذكر شيئاً ذا بال عن الحجم الحقيقي للفساد والنهب..(وهم في ذلك من الصادقين).. فمن يستطيع أن يلم بكل فساد الإنقاذ الذي لا يضارعه فساد في كل قصص الأمم منذ طسم وجديس وثمود وعاد (الذين جابوا الصخر بالواد)..ثم بعد ذلك يأتون بالمحامين الفاسدين ليترافعوا عن سرقات الإنقاذ مستنكفين اعتقالهم مطالبين بإطلاق سراحهم..وهم الذين كانوا يفتكون بمئات الآلاف بغير جريرة ويقتلون المحبوسين العزلاء ويدخلون الأجسام الحديدية في أدبارهم وهم أحياء..! لماذا تكرهون الإنقاذ..؟!
ما كان أغنانا عن الحديث عن فظائع الإنقاذ التي يعرفها الناس جميعها..ولكنها البجاحة التي تضر بصاحبها الذي يريد أن يغطي على سوءات الإنقاذ فيكون دفاعه عن باطل الإنقاذ إنعاشاً للذاكرة الوطنية بجرائم هؤلاء البشر وسرقاتهم..هذه الثلة (المنحوسة المنكوسة) غير المباركة التي أدخلت على السودان بل على تاريخ الأمم قاطبة نماذج قياسية لسوء علاقة الأنظمة مع شعوبها بهذه النماذج العجيبة من جرائم الوضاعة والإضاعة، والقتل والتقتيل، والترويع والترهيب، والشناعة والبشاعة..إنه نموذج (الدولة القرصان) التي يبدأ الفساد فيها من قمة العصابة الحاكمة إلى أصغر حرامي (هويّن) يملأ جيوبه بفرض الرسوم القسرية على ماسحي الأحذية و(حاجّات الفول) وأطفال الدرداقات..!! الله لا كسّب الإنقاذ.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …