تحرير الجيش من أوساخ السوق وأوضاره
عبد الله علي ابراهيم
“الجيش في السوق: وتأتيك الساطع بوثيقة الصادر وأنت في مكتبك”
لا أعرف كلمة موجزة في فساد دخول الجيش مجال الاقتصاد من هذه الكلمة البسيطة من مواطن يعمل في تجارة الحبوب والسمسم بالذات. لم يذكر اسمه ونقلتها عنه. وأراد من كلمته الرد على الفريق أول البرهان الذي احتج على الناقدين للجيش دخول السوق (كأن ذلك اختصاصاً له في وصفه الوظيفي الأصل). فعرض عليه خبرته مع شركات الجيش والأمن. وهو دخول كارثي وخراب بيوت لأن هذه الشركات تتمتع من رباط الخيل وسلطان الدولة ما يطرد كل منافس لها من السوق.
ومن رحمة الثورة بنا أن صار دخول الجيش في السوق الآن موضوعاً للنقاش بعد أن كان ممارسة لا وسع لنا سوى الطنطنة حيالها. وهذا بداية تحرير الجيش من أوساخ السوق وأوضاره عزيزاً “مالى قاشو” يقعد للمتربص بالوطن من الأعداء الحق كل مقعد. فإلى الكلمة القصيرة الرشيقة:
رداً على خطاب البرهان وأنا مواطن من هذا الشعب أعمل في مجال المحاصيل وبالأخص السمسم. أكبر شركة نقل في مجال المحاصيل وبالأخص السمسم هي شركة الساطع. وتمتلك أسطول من الجرارات والعربات الثقيلة وتتبع للقوات المسلحة. ولديها فروع في جميع حاميات الجيش بالولايات. وتقوم بإيجار هذا الأسطول الضخم لترحيل المحاصيل والبضائع لتجار السمسم. وما يغرى هؤلاء التجار للتعاقد مع الساطع هو لوحات الجيش على أسطولها. فبمثل هذه اللوحات يتجنب التاجر مساءلات كثيرة في مواقع التفتيش من جمارك وزكاة وضرائب.
في مجال عملي هناك أكثر من شركة تتبع للأمن الاقتصادي تعمل في مجال المحاصيل . وأسعار نقل المحاصيل في إزدياد مستمر لم نعهده منذ اثنى عشرة سنة أي قبل دخول هذه الشركات في المجال. وهنا أيضاً يغري التاجر للتعاقد مع هذه الشركات تسهيلات لا تنعقد لك بدونها. فهي تأتيك بأوراق الصادر في مكتبك وتتولى التصدير عنك رغم أنك لا تملك سجل صادر أصلاً. ويأتيك ورق المواصفات والمقاييس من هذه الشركات في مكانك. فلا يعرض محصولك للفحص في معامل المقاييس. وهذا نموذج بسيط من ممارسات الشركات الأمنية.
(جرى تحرير قليل للكلمة)
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …