‫الرئيسية‬ رأي ميزتا هيثم شديدتا الأهمية اللتان نفتقدهما الآن
رأي - أغسطس 29, 2020

ميزتا هيثم شديدتا الأهمية اللتان نفتقدهما الآن

جعفر خضر

أحرز هيثم عبد الكريم أعلى درجة في الجغرافيا على مستوى ولاية القضارف أو الأقليم في امتحان الشهادة السودانية في العام ١٩٩٧ ليلج إلى كلية الآداب جامعة الخرطوم. لكن ليست هذه ميزة هيثم شديدة الأهمية .
ولا ميزته رفضه مجرد التقديم للخدمة العسكرية بعد تخرجه من الجامعة، عندما كان الجيش يبحث عن العارفين باللغة الروسية وهو أحدهم، فحب الناس مذاهب.
وليس ما يميز هيثم أنه نجح في عمله التجاري في مغلقه الذي توسع رويدا رويدا بسوق المحصول بمدينة لقضارف.
كان هيثم بارا بوالديه وهذه ميزة شديدة الأهمية لكن لا أظن إن الناس يفتقدونها هذه الأيام.
وكان هيثم مهذبا، طيب القلب، وقليل الكلام، ووثيق التواصل مع أصدقائه ومعارفه. كنت شخصيا أحظى منه بزيارات ثابتة في الأعياد في منزلنا برفقة صديقه الحميم عامر محمد نور، وطيور الجنة على أشكالها تقع، فعامر يتسم بذات صفات صديقه هيثم. ولقد زرت هيثم مرة بمغلقه فأكرمني غاية الكرم.
أما ميزة هيثم العظيمة التي نفتقدها اليوم، فهي الحساسية الإيجابية العالية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما ذوو الإعاقة الذهنية، فقد كان يوظف معه أحدهم (عبد السلام وركل) ، يكلفه بما يستطيع من عمل، ويعطيه أجره، وقد سار وركل في جنازة هيثم قبل يومين، وكان يوجه الدافنون، فكأنه يبحث عن راحة صديقه الراحل في قبره، وكان وركل يطلب له الفاتحة بين الفينة والأخرى.. فيكفيك يا هيثم – من هذه الدنيا – محبة وركل!! .
أما الميزة العظيمة الأخرى التي وسمت هيثم ونحتاجها الآن بشدة فهي اللا عنصرية، فقد كان هيثم لا يفرق بين الناس بسبب قبائلهم ويوزع محبته على الجميع دونما استثناء. فكم يحتاج الوطن لأمثالك الآن.
ولكن عزاءنا في رحيله أنه قد علم الناس صفاته بلسان حاله. قد يأتي العيد، إذا أمد الله في العمر، ولن يأتي هيثم، فنسأل الله أن يجمعنا به برفقة الحبيب المصطفى في الفردوس الأعلى.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …