‫الرئيسية‬ رأي هل يوغندا هي المثال ؟؟؟
رأي - أغسطس 29, 2020

هل يوغندا هي المثال ؟؟؟

سالم الامين :

الكثير من الأصدقاء يتواصلون معي في التعليقات أو في الماسنجر مستهجنين كثرة الاستدلال ببعض الدول الأفريقية و كأنها مثال يجب أن نحتذي به ، فيستدلون مثلا بالفساد في نيجيريا و الإجرام و عدم الأمان في يوغندا و كذلك الديكتاتورية فيها و هي أكثر الدول التي استدل بها …

بحكم وجودي في يوغندا مكنتني الظروف من الاختلاط بالبشر ، فوجدت عندهم سلوكيات أنسانية راقية عندما ترتبط في التعامل مع الآخر ، نحن نفتقدها في التعامل فيما بيننا ، هم ابدا ليسوا ملائكة و لهم سلوكياتهم الشخصية السيئة ، لكنني بأي حال لست في حاجة أن أترك الجيد لأنقل إلى أصدقائي السلوك السئ أيا كان …
أما ما يخص نيجيريا فأنا اتابع بإعجاب تجربة الحكم الفيدرالي في بلد الانقلابات ، تطبيق هذا النظام في بلدهم الذي يشبه السودان في اتساع رقعته و تعدد ثقافاته و اثنياته و اضطراب الحكم فيه ، جعل البلاد تعيش استقرارا سياسيا منذ العام 99 بدون أي انقلاب عسكري . و ارتفع الناتج المحلي و القومي و حدثت تنمية غير مسبوقة في البلاد ، و استقرار سياسي بقيام الانتخابات في مواعيدها قوميا و ولائيا.
وجود فقر في البلاد لا يعني أنه ليس هناك تطور اقتصادي . و اهم من كل ذلك هو تطور الحكم الفيدرالي … لذا أقوم بين كل فترة و أخرى بنقل بعض تجاربهم في هذه الصفحة .
حتما لدينا ما نتفوق به على هذه الدول ، لكن ما نحتاج إليه حقا هو نقل تجاربهم الناجحة ، و سلوكيات مواطنيهم الجيدة و مدى التطور الذي حدث في بلدانهم خلال الفترة السابقة …
فالذين يتواصلون معي يتحدثون عن انتشار الأمراض و الإجرام في يوغندا ، و عن الفقر و الفساد في نيجيريا …
فيوغندا استطاعت أن تحاصر مرض الإيدز و تقلل نسبته العالية في بداية التسعينات ، إلى أقل نسبة إصابة على مستوى العالم الآن في 2020 .
و يكفي أن نعرف بأنها من أقل الدول إصابة بالكورونا على مستوى القارة حاليا … أما الإجرام فقد استطاعت أن تحاصره إلى جيوب صغيرة جدا بنسبة لا تتجاوز أي دولة أوروبية ، فلا تستطيع أن تصف دولة بانعدام الأمان فيها و باستطاعتك أن تتسكع في شوارعها الثانية صباحا أو أن تسافر بالبصات إلى أي مدينة داخل و خارج البلاد في ذات الساعة ! .
أتمنى من هؤلاء الاصدقاء تخفيض نسبة الحساسية تجاه أفريقيا ، لأنها تسير الآن بخطى ثابتة ، و أوضاعها تختلف تماما عما كانت عليه في الثمانينات و التسعينات . و يجب أن ننظر إلى تجاربها بعين فاحصة و عميقة بعيدا عن التنميط و السطحية التي نتعامل بها مع كل ما هو إفريقي …

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …