‫الرئيسية‬ رأي السودان … (على) هامش الانسانية
رأي - سبتمبر 2, 2020

السودان … (على) هامش الانسانية

رشاد عثمان المهدي

لسنا في حاجةٍ للرجم بالغيب .. وليس لنا حق الغوص داخل الضمائر .. ولكن لنا الحق في “مديح الظِل” السوداني (الواطي) الذي نراه ولا يرانا…

بعد أكثر من ثلاثة أرباع قرن من توالي الخيبات وتواظب الخطوب، ما زال بعضهم – وبكل سفور – يتناحرون حول مغانم سياسية ضعف فيها الطالب والمطلوب، ويتفانون في مراد النفوس وإشباع الذات.. أدمنوا تغليب التكتيكي على الإستراتيجي وفاقوا سؤ الظن في التكالب على الظفر بالخاص على حساب العام في بلد فقدت ثُلث مساحتها الجغرافية ونصف عمقها التأريخي جراء تهاوشٍ عبثي .. وهم يعلمون علم اليقين أن من يتحدثون باسمهم قد أنهكهم الوقوف اليومي وهم يجترون ويلات عذاباتهم ومعاناتهم اليومية ويجتهدون في إسناد هياكلهم العظمية على زوايا المعسكرات التي زخرفتها الكآبة .. ناهيك عن أشباه حواضرٍ أصبح عنوانها هو الدمامة والصفوف .. صفوف كل شئ وصفوف أي شئ بعد الإنهيار الشامل للإقتصاد الريفي (رافعة إقتصاد السودان) .. والمأساة الملهاة أن على الواقفين في هذه الصفوف إنتظار صفوفٍ أخر … هي صفوف الإنتخابات بعد نهاية (الفترة الإنتقالية) التي لازمت السودان منذ إعلان (استقلاله) !!…

لا يعنيني هنا مركزٌ أو هامش .. فقد أضحى السودان كله هامشاً في أسفل صفحة الإنسانية..

“أكادُ لا أصدق” !!..
مازالوا – وبذات العبثية – يتهاوشون حول شعارات أُبتذل أغلبها، ويزايدون على مبادئ أسترخص جُلُها … ويصرّون إصراراً لا يسنده تأريخ ولا حاضر ولا مستقبل ولا منطق – ولا حتى باطل – أن يشاركوا في كتابة الفصل الأخير من تأريخ السودان!! …ذلك التأريخ الذي بدأت كتابته منذ عشرة قرون قبل الميلاد!

يا اخوانا … ده حدو وين ومتين؟!!

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …