‫الرئيسية‬ رأي فاروق جويدة يكتب : مبروك للاخوة في السودان
رأي - سبتمبر 5, 2020

فاروق جويدة يكتب : مبروك للاخوة في السودان

فاروق جويدة :

عاني الشعب السوداني الشقيق سنوات طويلة من الحروب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد.. ويبدو أن الرئيس السودانى الأسبق البشير كان يشجع الحركات الانفصالية وربما تورط في مؤامرات غاب معها الأمن والاستقرار سنوات طويلة، وكانت حرب دارفور وانفصال الجنوب وسنوات البؤس التي عاشها الشعب السوداني في ظل القمع والاستبداد ..

أخيرا تم توقيع اتفاق السلام بين القوي المتحاربة في السودان في جوبا عاصمة الجنوب تحت رعاية ومشاركة الرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس دولة الجنوب سلفاكير.. لقد ضاعت فرص كثيرة علي الشعب السوداني في التنمية والبناء والأمن والاستقرار.. إن السودان من اغنى الدول العربية ولديه من الموارد والإمكانات ما يكفيه ولولا التخبط السياسي ونهب أموال الشعب طوال حكم الرئيس البشير لكان للسودان وضع آخر.. لا شك أن اتفاقية السلام بين جبهات الصراع سوف تغير حسابات كثيرة خاصة أن العالم يتابع ما جري من أحداث بعد خلع البشير وكلها مقدمات تؤكد أن السودان أمام تجربة سياسية تختلف تماما عن سنوات حكم البشير ..

إن السودان يتطلع إلي مستقبل آمن يعيد للشعب أمنه واستقراره وكرامته.. أنا عاشق قديم للسودان وهو من أكثر الشعوب العربية ثقافة وانتماء ووعيا، وهو شعب عاشق لجذوره العربية لغة ودينا وجذوراً.. إن موارد وثروات السودان تغطي احتياجات العالم العربى من الغذاء، وفي السودان ثروة حيوانية ضخمة وفي السودان مناطق سياحية مبهرة..إن سنوات الحرب الأهلية والاستبداد حرمت الشعب السوداني من أن يقيم وطنا يتمتع بخيراته، وشعبا لديه كل إمكانيات التقدم.. أمام الشعب السوداني الآن وفي ظل الأمن والاستقرار أن يتصدر السودان المسيرة ويأخذ مكانته التي يستحقها مكانة ودورا..

لقد زرت السودان كثيرا واحمل تقديرا عميقا لكل النخب الثقافية فيه باختلاف ألوانها وتوجهاتها و الشعب السوداني من أكثر الشعوب العربية حبا وانتماء للغة العربية .. قال لي نزار قباني شاعرنا الكبير يوما إذا أردت أن تقول شعرا فاذهب إلي السودان، كل شيء في السودان، يعشق الشعر الناس والأماكن والأشياء وحين ذهبت إلي السودان رأيت شعبا يعيش بالشعر..

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …