‫الرئيسية‬ رأي أيها السادة هناك… أخبروا البرهان عنا
رأي - سبتمبر 8, 2020

أيها السادة هناك… أخبروا البرهان عنا

أستاذ /عمر عثمان

حين يفتح رئيس مجلس سيادة حكومة الثورة أبواب القصر مشرعة لأحزاب التوالي ومصاصي دماء الوطن ومن وقفوا مع النظام البائد حتى لحظة سقوطه، فإن السكوت على مثل هذه الممارسات يصبح جبنا.

فهؤلاء السادة هم من تسببوا بصورة مباشرة في إطالة عمر النظام البائد وبصورة غير مباشرة في ارتكابه لكل الجرائم ضد الإنسانية في معتقلاته وسجونه أو في قرى دارفور والنيل الأزرق وحتى همشكوريب، فقد زادوه باتفاقياتهم الانتهازية معه انتصارات معنوية أسهمت كثيرا في نفخه وتشجيعه على ارتكاب مزيدا من الجرائم واكسبوه فنونا من الفساد بحيث لم يعد يهتم بأمر المواطن طالما ظل يغمر أرصدة هؤلاء عبر اتفاقيات مشبوهه الوطن آخر همومها ودونكم حبس تجاني السيسي وتوجيه التهم المتعلقة بالفساد في أصول السلطة الإقليمية بدارفور ذلك المسمي الذي أنتجته اتفاقية الغرض منها شق صف الحركات واضعافها بل فتنة القبائل في دارفور في بعضها البعض وما ينطبق عليه ينطبق على مسار وبشير آدم رحمة وحتى برطم الباحث عن الأضواء في زمن الإنقاذ الضائع.

فهؤلاء السادة هم اس بلاوي السودان ومشاكله واستقبالهم. سماع رؤيتهم يعتبر انتكاسا وردة لأن الثورة لم تأتي إلا للتخلص من أمثال هؤلاء الذين لا يستطيعون العيش خارج أسوار الحكم، والمؤسف حقا أن يكون يستقبل أحمد بلال عثمان الذي لم يخرج من حكومات الإنقاذ منذ اتفاقية ميشاكوس في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي ولأكثر من ريع قرن من الزمان اي خمس اسداس عمر الإنقاذ، فكيف بربكم أن يكون حرا طليقا حتى اليوم بل وسماع رأيه وقبول مذكرة هو أحد موقعيها في حين أن الله لم يفتح عليه أن يكتب سطرا واحدا طوال وجوده وسط الإنقاذيين منفذا لجميع مخططاتهم وبرامجهم تارة وزير داخلية ووزيرا للصحة وأخرى وزير للثقافة والإعلام وناطقا رسميا باسم حكومة الدمار.

فهل يعلم البرهان (رئيس مجلس سيادة حكومة الثورة) أن قوى الثورة قبلت به رئيسا وفق وثيقة دستورية معيبة لتحقيق أهداف محددة وفق رؤي نابعة من قلب الثورة باجسامها المختلفة يمثل القصاص من قتلة الشهداء ( شركاء من فتح لهم أبواب القصر) اولي مطالبها ومن ثم تفكيك التمكين واسترداد الأموال المنهوبة أمام سمع وبصر هؤلاء في مختلف المراحل.

المهم في الأمر أن ماقام به البرهان اليوم يمثل استفزازا لكل قوي الثورة الحية وانتكاسة ثورية من الصعب تمريرها مهما حاول أن يصيغ من المبررات فإنها سقطة تتطلب الاعتذار للثوار وأسر الشهداء، فالخطوة تعتبر تحدي واضح لشعارات الثورة والوثيقة الدستورية (رغم أنها معيبة)، التي تعتبر كل من شارك في النظام البائد عرضة للمساءلة والتحقيق وليس الجلوس والأستماع لدرجة الحديث عن عقد ورش عمل ومؤتمرات من أجل مناقشة ماجاء فيما حمله هؤلاء الفاشلين، الذين استخدمتهم الإنقاذ في مراحلها لضرب المعارضين لها وشق صفوفهم دون النظر لما تحمله هذه الاتفاقيات من تحسن ملموس على الأرض إذ ظلت كل الاتفاقيات حبر على ورق لم يستفد منها غير هؤلاء في حساباتهم الخاصة وعيشة الدعة بينما ظل أهلهم الذين وقعوا باسمهم يعانون من قصف قراهم بالطائرات وحرقها بالكامل، مع جلوس هؤلاء في الخرطوم غير آبهين بما يحدث هناك.

فإذا كان تحدي مسار قبل شهور للثورة وحكومتها بأن لديه عشرة الف مقاتل جاهزين لأحداث انقلاب على حكومة الثورة لا يعني البرهان في شئ، فإن ذلك يعني لنا الكثير، لذا يبقى استقباله اليوم من قبل البرهان موافقة مبدئية ورضاء تام بما ظل يقوله ويهدد به الرجل، الذي يبدو أنه على توافق تام مع هذه الرؤية وهو يطلب قبل اسبوع تفويضا له للانقضاض على السلطة.

عموما يبقى اجتماع اليوم خطوة أولى وقيدومة لعمل قادم لن يصب بكل تأكيد في اتجاه دعم الثورة للانتقال بأمان للحكم المدني الكامل.

فعلى السادة المدنيين في مجلس السيادة الحديث بوضوح أكثر مع البرهان وطريقته المريبة تجاه الثورة ونواياه التي ظلت موجهه بالكامل نحو تعطيل مسيرة الاتفاقات المبرمة معه كمكون عسكري، قبل أن تتحول هذه النوايا إلى نيران لن يصبح بعدها الوطن سوى اكواما من الرماد فالثورة لم ولن تموت ما فينا عرق ينضح.

فاخبروا البرهان عنا أن قبولنا بوجودكم في مجلس السيادة حتى اليوم لم يكن سوى احتراما للمواثيق والعهود فإن نكصتم، فإنا لانملك سوى العودة لديسمبر المجيدة، فالشعوب الحرة لاتعرف الخنوع ولا الاستسلام والثورات لايقتلها الالتفاف عليها بل يزيد لهيبها لهيبا،،

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …