‫الرئيسية‬ رأي كيف اكتشف الفريق كباشي مدينة الخرطوم؟
رأي - سبتمبر 14, 2020

كيف اكتشف الفريق كباشي مدينة الخرطوم؟

بشرى احمد علي :

لا أعتقد حتى أن الرحالة الذين اكتشفوا منابع النيل من أمثال صمويل بيكر ، أو كتشنر نفسه الذي غزا السودان ، أو إسماعيل محمد علي باشا والذي مات مخترقاً بالنار ، لم يكونوا اكثر تحوطاً امنياً من الفريق كباشي عندما اكتشفوا مجاهل وطننا الغريقة، فإن كان الذي يفترض به أن يزور ضحايا الفيضان خائفاً على حياته ويصطحب معه كتيبة مسلحة يُمكنها تحرير حلايب، فماذا يتوقع منه المواطن البسيط الذي ينتظر الفرج، وقد اجمع اغلب المعلقون ان المناطق التي زارها كل من برهان وكباشي هي مناطق نفوذ حزب المؤتمر الوطني المحلول وبانهم يسعون لجعل هذه المنطقة مثل سهل البقاع او بنت جبيل في لبنان.
لكن المراقبين يرون ان اهتمام العسكر المباغت بأزمة السيول والامطار هو المبالغ التي جمعتها دولة قطر لصالح المحتاجين، وهي أموال تكفى لقيادة حملة علاقات عامة تمكن العسكر من حكم البلد وتجعلهم يلعبون دور المنقذ كما قال الشاعر
يجود علينا الأكرمين بمالهم..
ونحن بمال الأكرمين نجود ،
ولكن شيوخ قطر يتحفظون في تعاملهم مع البرهان والذي أصبح يلعب على حبل التناقضات كما فعل سلفه البشير ، وقد تبجح نائبه حميدتي اكثر من مرة في وسائل الإعلام انه طرد وزير الخارجية القطري من السودان وجعل طائرته تغادر من لحظة وصولها..وهو نفس المطار الذي استقبل طائرة إسعاف إسرائيلية هبطت من أجل إنقاذ حياة مستشارة الفريق برهان للشئون الخارجية نجوى قدح الدم.
و يُمكن تشبيه القطريين بثعبان في منطقتنا اسمه (الدقر)، وهو ثعبان ذكي لا ينسى عداوته مع الناس ويثأر في الوقت المناسب، ولن ينسى القطريين ذلك التصريح الذي أطلقه حميدتي وهو تصريح يشبه لغة يونس محمود والتي تسببت في خسارة السودان لعلاقاته الخارجية في بداية حكم الإنقاذ، لذلك لن يسمح القطريون بأن تتحول مساعداتهم الإنسانية الي ممر للعلاقات العامة، بل سيحرصون على متابعتها شعبياً واعلامياً..
وسؤالي للمكون العسكري.. كيف تطردون وزير الخارجية القطري من المطار ثم تستقبلون الإغاثة التي ترسلها دولته؟؟

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …