‫الرئيسية‬ رأي عديل المدارس
رأي - سبتمبر 18, 2020

عديل المدارس

د ناهد قرناص :

والعنوان كان اسم لبرنامج تطوعي جميل قاده طارق الأمين وفرقته ..ظلوا لسنوات يتجولون بين مدارس السودان الحكومية ..مناطق نائية واسماء لم نسمع بها في نشرات الاخبار الرئيسية ..كان الفريق يحط رحاله بالمدرسة ..فيتقاطر اليهم اهل الحي ..معا يصلحون من شانها ..الحائط الذي تهدم يقيمونه ..السور الذي تكسر يعيدونه كما كان ..يطلونها بطلاء زاهي ..يشتلون اشجارا ..ومن ثم يجمعون عدتهم وعتادهم ويرحلون تاركين عبق ازهار زيارتهم للمنطقة.
قبل يومين انطلقت امتحانات الشهادة السوادنية في ظل اوضاع بالغة الصعوبة ..وظروف سيئة للغاية ..لكننا رغم كل شئ ..يملؤنا الامل في نجاح ابناءنا وبناتنا وبالتوفيق لهم جميعا ..لكن المقال يصب في اتجاه آخر ….الصور التي تواترت عن المدارس في كل ارجاء البلاد صور محزنة ..المدارس تشكو حالها وتئن ..الجدران آيلة للسقوط ان لم تسقط ونحن نكتب في هذه السطور ..هناك مدارس تحلم بجدران ..بيساطة لانها في العراء ..مناطق في اماكن نائية مدارسها تفتقر للداخليات ..وطلاب الريف ..يعولون على احسان اهل المنطقة ..الذي انقطع جراء السيول التي جرفت اغلب المساكن ..وصار الكل سواسية ..الوافد والغريب ..باختصار الخريف كشف سوأة البلاد ..والمدارس نالت القسم الأعظم من الويلات.
بعد طول تفكير وتمحيص للوضع الراهن ..اتت الى ذهني فكرة ..ربما كانت صعبة التنفيذ ..ولكنها ليست مستحيلة ..ارجو ان يتسع صدركم لها ..على الاقل تحت شعار (الاعواج رأي ..والعديل رأي )…ماذا لو قام وزير التربية والتعليم بخطوة جريئة يعلن فيها تجميد العام الدارسي ؟ ..على ان يتم استثمار الزمن في تاهيل المدارس الحكومية في كل أرجاء الوطن ؟ اعملوا عديل المدارس لكل السودان …نفير شامل للمدارس بكل مراحلها ..بناء وطلاء وتأثيث وتشجير ..اقامة ملاعب ومعامل وحمامات تصلح للاستخدام الآدمي ..مشروع قومي يتم استقطاب دعم دولي له من المنظمات العالمية التي تهتم بشؤون التعليم والثقافة ..(اليونسكو مثلا ).. مشروع يتم فيه استنفار الرأسمالية الوطنية للمساهمة في بناء الاجيال القادمة ..مشروع لو تضافرت الجهود لانجازه ..لصرنا مضرب الأمثال في الشعوب ..ولكتبنا التاريخ كما فعل اجدادنا في قديم الزمان ..
اطلقوا النداء من هذه اللحظة لبناء المدارس وتأهيلها للعام القادم ..ستجدوا الاستجابة من اهل كل منطقة وكل قرية وكل حي في مدينة ..سيتبارى الجميع للدفع وبذل كل مجهود ..واراهن بان السوادني سيتفوق على نفسه في البذل والعطاء لهذا المشروع ..لذلك اتمنى ان يتقدم الركب اصحاب المال في السودان ..لا يسبقنكم بها احد يا اصحاب الاموال ..اضربوا لنا الامثلة الجميلة ..وتبرعوا بمال الله الذي في خزائنكم ..تبرع يا محمد ابراهيم (مو) ..تبرع يا اسامة داؤد ..تبرع يا نادر ابراهيم مالك ..تبرعوا يا ال النفيدي ..يا ال الشيخ مصطفى الامين ..يا وجدي ميرغني ..يا ال ابو العلا ..يا ورثة محمد علي عباس …تبرع يا عصام الشيخ ..ويا ابراهيم الشيخ ..والكثيرين الذين لم تسعفني الذاكرة باسمائهم …تبرعوا وابنوا سودان الغد ..سودان العدالة والحرية والسلام ..تبرعوا لكي ترن اجراس المدارس فرحة ..وتغني مع الاطفال (يلا يا ولاد المدارس في ربى السودان وسهلو ..يلا شخبتوا في الكراريس ..اكتبوا الواجب وحلو ).
الجريدة

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …