تذكرة لمن القى السمع و هو شهيد
عمر عبد الله (كِته) :
اوائل التسعينات من القرن الماضي حدث اصطفاف ظنناه مخلص حينها و انبثق التجمع الوطني الديمقراطي (ارجو تنبيهي هل الاسم صحيح.. فقد تطاول الأمد و أصبحنا في عداد الشيوخ بعد أن كنا في بدايات الشباب الباكر جداً..) و ما تبعه من تكون جيوش او لنكن دقيقين تكونت مليشيات حزبية لم يكن لها اثر كبير في التصدي لحكم الانقاذ المقبور و كذا كان دور التجمع الوطني الديمقراطي الا من بعض مناوشات كلامية من هنا او هناك مما مهد الطريق و جعلها سالكة لتمدد الاسلامويين و من ثم تثبيت حكمهم و تعضديد سطوتهم و اعمال معاول هدمهم في جسد البلاد و لم يدم الحال طويلاً حيث تشرذم التجمع المتهالك و دبت الخلافات بين مكوناته و تفرق ايدي سبأ و افل نجمه و ذهبت ريحه من غير بواكي عليه، و نتج كل ذلك بسبب اعلاء الاجندة الحزبية و تدني او انعدام اجندة خدمة الوطن و روح الوحدة و التجرد و نكران الذات و اختلال ميزان الشعار و الممارسة لصالح الشعارات البراقة دون الفعل المفضي لانتشال السودان من وهدته ..
ما اشبه الليلة بالبارحة البعيدة فقد علي التناحر و ان كان بصورة خفية لذلك نري سوء الحال و ضعف الأداء الحكومي و التدحرج المريع في كل المناحي و عدم استيعاب مرامي الثورة العظيمة التي كانت لها شوكة و قوة و سطوة ابان عنفوانها و الذي ذبل بفعل فاعل او قل فاعلين ..
و الحل الوحيد للخروج من هذا الجب هو ادراك ان الثورة العظيمة لها شوكة و انياب و مخالب و ثوار اقوياء اوفياء و اهم من كل ذلك بواسل حد النبل و على اهبة الاستعداد لضخ الدماء و إعادة الروح لمارد الثورة الذي وضع حداً لعنجهية الإنقاذ سيئة الذكر و فتح أبواب الأمل لسودان جديد عزيز تمشي فيه الحرية بين الناس و تحلق حمامات السلام في سماءه الصافية و يعم العدل ارجاءه..
فهلا تركت حكومة الثور الخوف و الضعف و الوجل و ارتفعت نحو منصة الثورة العالية و هي مخولة بتنزيل مرامي الثورة و أفكارها و اهدافها ارض الواقع و جعلها ماثلة في حياة الناس، كل ذلك باستخدام القوة الدافعة الثورية العظيمة ..
الا ليتها تفعل ذلك قبل فوات الأوان..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …