‫الرئيسية‬ رأي بنك السودان ما زال تحت سيطرة الكيزان
رأي - سبتمبر 21, 2020

بنك السودان ما زال تحت سيطرة الكيزان

د. احمد عبد الله الحسن* :

هل فقدت الدولة اتزانها
ما لكم كيف تحكمون
طالعت بالأمس قرارا صادرا من بنك السودان المركزي، الإدارة العامة للسياسات والبحوث والاحصاء
منشور إدارة السياسات رقم ( 21/2020) معنون الي كافة المصارف ,بتاريخ 17/سبتمبر /2020 , والذي جاء فيه بناءا علي خطاب وزارة الصناعة والتجارة بتاريخ بتاريخ 15/سبتمبر /2020 م
الفقرة ( 2) تعديل السلع المذكورة ادناه في قائمة السلع الضرورية :
أ‌- مدخلات انتاج صناعة التبغ والسجائر.
,,,
هذا القرار المعيب يوضح جليا حجم الفساد الإداري الذي يسود مؤسسات الدولة ممثلة في بنك السودان المركزي والذي يمثل انيس حجار المعروف بمصانع التبغ (مصانع حجار) هو أحد أعضاء مجلس إدارة بنك السودان.
يعلم القاصي والداني المشكلات الصحية الكبيرة والاقتصادية والاجتماعية التي تخلفها صناعة التبغ علي الفرد والمجتمع , ونحن نناهض هذه الصناعة علي كافة الأصعدة والسودان ليس بمعزل عن ذلك واهو احد الدول الموقعة علي الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في 2005 م والتي تقف بقوة ضد شركات التبغ مما حذا بها لاحقا سن ما يمسي بالسياسات الست لمكافحة التبغ والتي تستند علي حماية المواطن من هذه الصناعة المدمرة , بسن قوانين تعمل علي زيادة الضرائب علي هذه الشركات وسن العديد من القوانين التي تعمل علي تضييق نطاق عملها , لنفاجا بهذا القرار والذي يوضح تبني الدولة ممثلة في بنكها المركزي لوضع التسهيلات لتجارة الموت ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية الموقعة عليها وقبل ذلك صحة المواطن المسكين والذي اصبح اخر هم هذه الدولة ,
كلنا نعلم الوضع الاقتصادي المرير الذي تمر به البلاد والتي وضعت أكثر من 90% من هذا الشعب في حالة الحوجة والعوذ ودون خط الفقر، مع ندرة واضحة في العملة الصعبة في ظل توقف الإنتاج. لتاتي لجنة بنك السودان بوضع مزيد من التسهيلات لصناعة التبغ فقط لأنها تدعم وتدفع ضرائب للدولة، لماذا تكون نظرة الدولة قاصرة والنظر لما يقدم لها من هبات من شركات التبغ وتجار التبغ على صحة مواطنيها وسيادة قرارها.
هذا القرار يمثل فساد اداري كبير واستغلال للسلطة لمصلحة شركاته التي تدمر في شباب البلاد والذين هم قاعدة الإنتاج والتطور، وذكرني هذا القرار بقرارات سابقة كان يصدرها وزير الصحة السابق بولاية الخرطوم حتى تتوافق مع استثماراته في الصحة، تغيرت الوجوه واستمر الفساد،
ثورة ديسمبر والتي قدم فيها الشباب ارواحهم ودماءهم غالية لم يخرجوا لإزالة فاسد والاتيان بفاسد اخر،
رسالة الي:
مجلس السيادة واتمني ان تكون له السيادة في حفظ سيادة الدولة.
مجلس الوزراء ورئيس الوزراء: لا تبيعو الوطن والمواطن من اجل تمرير سياسات تهدم، فالثورة أتت بكم للبناء لا للهدم.
وزير التجارة والذي وصي بذلك نقول له بالفم المليان ان كنت غير قادر علي التمييز ما بين الضرورات ومصلحة المواطن وحفظ حقوقه فارحل.
مجلس إدارة بنك السودان المركزي: خزي ما توقعون عليه فان كنت نائمين فاصحو واعو ما توقعون عليه.
وزير الصحة: انت امام تحد كبير واعلم ان التحديات كثر ولكن اتمني ان تضع بصمتك فانت مسؤول امام الله عن صحة المواطن واي قرار يهدر صحته يجب ان تقف ضده.
الي كل مواطن غيور يخاف على صحته وصحة اهله فان هذا القرار يقدم صحتكم مهرا رخيصا لشركات التبغ.
الي كل الإعلاميين الشرفاء: سلطو السنتكم واقلامكم لحفظ مكانة الاعلام كسلطة رابعة قادرة على التغيير.
وفي الختام نرفع الاكف بالدعاء بان يحفظ البلاد والعباد وان يحفظ ماء وجهها الذي لطخته مطامع الطفيلية والرأسمالية.
ولنا عودة

* اختصاصي طب الاسرة
اختصاصي مكافحة التبغ
19 سبتمبر 2020 م

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …