‫الرئيسية‬ رأي لم نأت بملائكة للسلطة وانما بشر اثبتت التجربة ضعفهم
رأي - أكتوبر 15, 2020

لم نأت بملائكة للسلطة وانما بشر اثبتت التجربة ضعفهم

سيد الطيب :

في مثل هذا اليوم من العام 2014 قامت مجموعة من الدعم السريع بالاعتداء على العميد ركن عصام وجلده بالخراطيش في مدينة الضعين، عندما قمت بنشر الخبر والصور حينها قام عدد من افراد اسرته وضباط في الجيش بالتواصل معي وطلبوا مني حذف الصور احتراما له ثم خرج الصوارمي في بيان ينفي التهمة عن الدعم السريع ويلصقها في مواطنيين خوفا من حميدتي.
كنا حين نتحدث عن خطورة مليشيا الدعم السريع على الجيش قبل المواطنين يسارع الكيزان بوصفنا بالعمالة واثارة الفتن.
كان الذين يزايدون علينا اليوم يخافون مجرد التعليق على بوست يتحدث عن جرائم حميدتي ومليشياته.
نعلم ان الثورة السودانيه كغيرها من الثورات الشعبية طويلة الامد لن تسير في خط مستقيم بل ستمر بمنعرجات عديدة وسيتساقط المتساقطون ولكن تبقى حقيقة انها حررت الناس وكسرت حاجز الخوف ويمكنك ان تشاهد الان قائد الاركان السابق كمال عبدالمعروف وداليا الياس وامثالهم يتحدثون عن السياسة دون خوف.
ان الثورة السودانيه لم تحرر المدنيين فقط وانما حررت العسكريين الذين كانوا يقفوا مجبرين لتحية منسقي الخدمة الوطنيه وقادة الدفاع الشعبي
كان الصول كوشيب يصدر التعليمات لقادة الجيش والشرطة ويستقبلوه بالتحية العسكرية حتى نصرتهم الثورة التي يعملون ليل نهار على وأدها واجبرت المجرم كوشيب على الهرب الى لاهاي.
كان فرد جهاز الامن يستطيع ان يعتقل ويكفت اي ضابط دون خوف من عواقب فعله حتى اعادة لهم الثورة مكانتهم.
على المستوى الشخصي لا يمكنني احترام امثال كمال عبدالمعروف وقبول حديث اي كوز من المدنيين او العسكريين حتى لو كان حديثه صحيح بنسبة 100% لان الذي بيننا وبينهم بحرا من دماء الشهداء وثلاثين عام فيها قسموا بلدنا وانتهكوا اعراضنا وكونوا المليشيات لقتل اهلنا ونهبوا ثرواتنا وجعلوا بلادنا قبله للارهابيين وملاذاً للمجرمين ونحتاج عشرات السنوات حتى نصل لمستوى دول جاره سبقتنا في كل شي وحافظت على وحدة جيشها وارضها وسيادتها.
حين يتحدث الضباط الشرفاء امثال النقيب حامد نقف احتراما لهم ونتفق كثوار ونختلف كثوار بكل تهذيب لان المناضل الحقيقي يحترم نضالات ومواقف الوطنيين الاحرار.
ان الثائر الحقيقي الذي يؤمن بشعبه وعظمة تضحياته جيلا بعد جيل منذ العام 1989 لا يمكن ان يتماهى مع خطاب الكيزان ويصفق لتفاهاتهم بحجة فشل الحكومة الانتقالية بل ويتحسر على المخلوع الذي دمر كل شي،

الحكومة فشلت تسقط ولا اسفا عليها والشعب الذي اسقط المخلوع الذي لم يتوانى في حرق القرى وابادة اهلها قادر على اسقاط حكومة انتقالية حين يقرر دون عون من الملثمين والقتلة والمغتصبين ومقتحمي البيوت وسارقي القوت.

لم نأتي بملائكة في السلطة وانما بشر اثبتت التجربة ضعفهم ومن يتولى مسؤولية في هذه الظروف اذا نجح شكرا ليه فشلوا يدونا عرض اكتافهم جميعا العسكريين قبل المدنيين حتى لا تضيع الفترة الانتقالية في تغيير الحكومة تلو الاخرى وتتكرر تجربة اقالة دكتور أكرم مرة اخرى لان الحال سيظل كما هو عليه طالما هناك عسكر متحكمين في اكثر من 80% من الاقتصاد سيستمروا في خنق اي حكومة مدنيه وجعل ثورة الحريه والسلام والعدالة تتحول الى مطالب بالخبز والغاز والدواء كما حدث لثورات شعوب اخرى ونحن اصحاب أول ثورة شعبيه سلمية في العام 1964 نعلم الشعوب من حولنا اسقاط الدكتاتورية عبر الاضراب السياسي والعصيان المدني لا يمكن ان لا نتعلم من تجربتنا الاولى والثانية ونفرط في الثالثة لان هناك نخبة عسكرية تقدم مصالحها الزائلة على مصالح الوطن ونخبة سياسية افنت عمرها في الصراعات التافهة فلا تضعيوا زمنكم في المزايدات الفارغه لان الواقع منذ الاستقلال يقول لو كان لنا جيش وطني وسياسيين ناجحين لما حدثت ثلاثة انقلابات وحكمنا العسكر 55 عام واوصلوا بلادنا لهذا الحال.

اما لاصحاب الحسابات الجديدة المزيفه الحايمين في الصفحات نحن الذين جعلناكم ملثمين في الشوارع وفي الفيسبوك تخجلون من اسمائكم الحقيقة وتخفون صوركم خجلا وخوفا ندافع عن الفترة الانتقالية حتى تمام الوصول ولا ندافع عن حكومة انتقالية عجزت عن القيام بواجبها، ستتغير الحكومة مرة واثنين وثلاثة بأمر الشعب ولكن سيستمر الانتقال بالاجدر وحين نقول تغيير الحكومة يجب ان يدري العسكريين الجارين وراهم ديل قبل المدنيين انهم المستهدفين اولاً بالتغيير حتى لا يأتي حميدتي وبرهان جديد يرتدوا الزي العكسري دون ان يتحلوا بشرف الجندية وقيم العسكرية ويجسلوا على كراسي السلطة بإسم امن الوطن ثم يتأمروا على الثورة ويركبوا مكنة مراقبين دوليين وليس مسؤولين ويشبكونا نحن فشلنا فشل ذريع ثم يطالبوا بالتفويض.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …