‫الرئيسية‬ رأي لابد من ثورة في الثورة
رأي - أكتوبر 20, 2020

لابد من ثورة في الثورة

جعفر عباس :

أكثر ما ينكد عيشتي أن احس بأنني مضطر لمساندة حكومة حمدوك، فهي بالعديد من المقاييس عاجزة، ولا تمثل الثوار الذين دفعوا مهر الدم: سلمت ملف السلام للعساكر، وعجزت عن استرداد الشركات الضخمة من العساكر، بل هي عاجزة عن إدارة الممتلكات التي تم استردادها من عصابة النظام المباد، ووزيرة المالية تجهض مجانية التعليم وتقدم للفريق أول محمد حمدان دقلو- حميدتي تعويضا بملايين الدولارات عن مناجم ذهب جبل عامر الذي قيل انه تنازل “مشكورا” عنها، ومن فرط الاستسلام للعساكر جعلت الحكومة من الذي قفز بالزانة الى رتبة فريق اول رئيسا للجنة الطوارئ الاقتصادية، بينما كان الأصل في اختيار حمدوك رئيسا للحكومة انه يحمل الدكتوراه في الاقتصاد، واليوم نحس ان حميدتي هو الكل في كل مجال، لأنه يتصدر المشهد وبيده المال والرجال والألقاب والرتب، ويطرح نفسه كمنقذ ونحن شبعنا “إنقاذا” وفقرا ونكالا من الذين صنعوا منه جنرالا
ويزيد من حدة النكد أن أجد نفسي في خندق من “لا” يريدون سقوط حكومة حمدوك ليس إعجابا بها ولكن خوفا من ان يكون البديل هو حميدتي وكباشي والبرهان، ولا أعرف بلدا ذاق العافية تحت حكم عسكري، ومصابنا عظيم لأن الجهة التي ينبغي ان تحاسب حكومة حمدوك وتصلح مسارها وهي قوى الحرية والتغيير (قحت) هي أس وسبب العلة، لأنها تتألف من تنظيمات عليلة وكليلة وبها أفراد طفيليون يريدون ان يتسلقوا الى مجد متوهم على جماجم الشهداء، وأطراف اتفاق سلام جوبا بدأوا في الاستعداد على الانقضاض على المناصب، ومؤكد أن “الشكلة حتقوم” بينهم قريبا على الكراسي، بل إنهم يقولون إنهم لن يرضوا بشرط القراءة والكتابة لجعل عناصرهم ضباطا في الجيش الوطني وهم بذلك يقصدون إنه طالما ان الرتب في الدعم السريع توزع عشوائيا فلماذا يكونون هم الاستثناء؟
أظن لابد من ثورة في الثورة لتطيح بقحت بشكلها الحالي وبالحكومة بتشكيلها الحالي وتأتي بقيادة خرجت من رحم الوجع تنحاز للشعب، وتكنس الانتهازيين الجدد لأنهم خطر على الثورة في وقت لم يعد فيه الكيزان يشكلون أي تهديد لها، حكومة تسببت في رفع سعر الدولار لأنها اشترت 350 مليون دولار من السوق السوداء لتدفع تعويضات الأمريكان يجب ان تحاسب وتذهب، وحكومة تدير أمورها كمحفل ماسوني ولا يخاطب أقطابها الشعب ليعرف الحاصل وما سيحصل يجب تفكيكها وإعادة تشكيلها بشروط ووجوه جديدة

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …