
“عظمة” : “هوندا” جاك شايل كاسه
عمر عثمان :
العودة للكتابة في الشأن الرياضي صعبة خصوصا في مثل هذه الظروف السياسية المعقدة والبلاد تمر باصعب مراحلها السياسية على الإطلاق منذ الاستقلال، مما يجعل الاهتمام بما سواها ترف ورفاهية ولكن (لست أدري ما الذي يدفعني دفعا اليك،، ما الذي يجعلني ارتاد التسكع في حضرة الزعيم العشق الأبدي)، جبار خواطر الصفوة أينما حلوا، رحل اوندي وثابت وسومي وكودي وايوب شمارات، قبل سنوات وتركوا فينا لم يخفف نزفه،الا لقاء الأحبة في رحاب الزعيم نحضن بعضنا البعض في شتى أصقاع الأرض حين تلاشت المسافات والحواجز، ففي حضرة الأحمر الوهاج تنتهي الغربة وتنطوي الأرض ما اتسعت ويصبح هو الأرض والسماء والمكان نفسه لا فرق في طعم النصر بين شارلوت أو لندن أو دبي أو هناك في بادية كردفان أو وادي العشار أو في مريدي وجبل الرجاف، كل يبحث عن وسيلته المتاحة لمتابعة أخبار الزعيم مابين صوت الروادي في الضهاري و البحث بلهفة عن رابط في الوسائط ووزنة الطبق تجاه الدرب البطابق خطوك صوت حوافرك، هناك في المنافي.
سقط عظمة شامخا في سبيل الانعتاق شهيدا وهو الذي لم يختار سوى الأحمر رمز النضال عشقا وملبسا، فاهداه الاشاوس بطولة الموسم السابق رافعين صوره أثناء لحظات التتويج، وحين نعي الناعي من دوحة العرب زينة شباب المريخ وحلقة التراحم ورئيس جمهورية العلاقات الاجتماعية بالكوكب الأحمر الراحل مهند ميرغني بكاه رجالات المريخ كما الأطفال، صغارا وكبارا، اقطاب ولاعبين بمختلف انتماءاتهم جمعهم حب مهند المعطاء الذين لم يعرف أو تعرفه الصراعات، وظل صاحب الوجه الوضئ في كل المجالس في أحلك ظروف ليالي المريخ واشدها عتمة، كان البدر الذي افتقده اللاعبين قبل غيرهم ولم يكفي رفاق التش نعيه عبر صفحاتهم الخاصة بل بادلوه وفاءا وعرفانا بالنصر المبين الذي اهدوه لروحه بالأمس.
هذا هو المريخ يا سادة سر الله في الأرض، مضمد الجراح موزع الابتسامة زارع الفرح أينما حل ووقتما ذكر قرن ونيف من الزمان ومازال يتجلى شابا فتيا ما بين القيم والمبادئ، يدخل اللاعبون لكشفه فقط من تشبع بالقيم هو الذي يظل خالدا حتى بعد رحيله ومواراته الثرى يظل ماجدا وكمالا وبرعي وسيزر وصديقا وايداهور محفورا في الوجدان، فالمريخ يصنع النجوم ولا يصنعه اللاعبين، يصنع الرجال ولا يصنعه الدجالين، فقط يرتكز على مبادئ يلتف حولها جميع العشاق إذ لافرق في العشق بين العلماء والأطباء ونجوم المجتمع وبين المشجع الذي يحضن الرادي هناك في الصحاري.
لايزعجنا رحيل نجم ساوم واختار سوى الاحمر محطة أخرى بقدر ما يهمنا مافي جوفه تجاه الزعيم من انتماء لايقارن بكل أموال الدنيا رغم أهمية ذلك، المريخي الحر لايتزحزج ولا يتراجع عن مريخيته ويقينه دوما أن كل مشاكله محلوله ولايهم من يتولى قيادة النادي رسميا أو شرفيا طالما جنوده منتشرين في كل بقاع الأرض، شخصيا، لم انزعج طوال تاريخي ببقاء لاعب في كشوفات المريخ من عدمه بسبب المال لقناعتي اننا قادرون على توفيره في أي لحظة من أين الله اعلم!! لكن الثقة في اننا قادرون لاتتزحزح ابدا، ودونكم “ملحمة جمع مال محكمة كأس” التي إعادت الكأس للديار المريخية في أقل من 24 ساعة، وقبلها وقبلها من الأموال التي سددها جنود مجهولين لم يسمع بهم أحدا قبل أن يتقدموا لحل ألمشاكل المادية.
فالمريخ رجل صالح عبارة، تطابق الواقع تماما ومن يدخل عالمه مولود ومن يغادر مفقود مفقود.
*رحم الله اخواننا واصدقاءنا الذين التقيناهم في رحاب الزعيم، وجعل جنات الخلد ملتقانا جميعا وشفي مرضانا وأخص هنا الحبيب علم عكاشة
” ياعظمة ومايسترو وهوندا كلموا” كودي” قولوا ليه بروجكتر غير السعرانة وماقدرنا نمشي نحتفل في الفندق بعد مسمار سيما.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …