تفويض … ورهان … ورسائل فى إستقبال فرسان السلام
شاكر سليمان حسين (أبو بلسم) :
إنه استفتاء جسده مشهد ترحاب الشعب بجموعه الغفيره غير آبها بفايروس العصر ( كورونا ) وذلك ابتهاجا بقدوم صناع السلام فى مشهد سيذكره التاريخ بعظمته مانحا تصديقا وتفويضا شعبيا غير مسبوق بالقبول والرضي بما تحقق من لقاء ولم شمل أبناء الوطن الواحد من بعد فرقة وشتات ، تداعياته خراب ودمار وفقدان جزء من ترابه فى لحظة فساد …
تفويض عملى غير قابل للنقاش بمنح صناع السلام وحكومته الإنتقالية صلاحية إدارة المرحلة وفق الخطط ، والبرامج المعد لها عبر أضلاع مثلثه ( حرية ، سلام ، عداله ) لتحقيق نتائج فعاله تعكس طموحاته ولا شئ غيرها …
رهان على خيارات كثيرة ، وكل خيار يمثل تحدى لا يقبل المساومة والاسفاف ، ولا يرضي بغير النجاح قيمته الحقيقية الذي يحصل عليه المراهن ( الشعب ) فى حال كان الخيار الذي راهن عليه ( صناع السلام من حكومة وكفاح مسلح ) صحيحا ، فتحدى هذا الرهان لا يتحمل الخساره ولا يقبل بغير الربح …
الرسائل الموجهة فى الإستقبال التاريخى ..
أولا .. الشعب لن يقبل تصنيفه وحشره فى زاوية العنصرية ، والقبلية ، والجهوية ، والفئوية ، والمناطقية . حيث لا مجال لتلك العقليات والمفاهيم المريضة لسودان ما بعد النظام البائد …
ثانيا .. الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد، وهذا يتطلب من الحكومة أن لا تقع في فخ الوعود الرقمية ، بل يريد إجراءات سياسية لا تحتاج ميزانيات مالية بقدر ما تحتاج إرادة وشجاعة سياسية هما رهان الحكومة الجديدة الحقيقية. وهذا يتطلب من الحكومة استكمال إجراءات الثقة التي بدأت قبل السلام وذلك بفتح ملفات الفساد وملفات حقوق الإنسان بجرأة تستوعب كل المعنيين …
ثالثا .. الشعب يريد حكومة عملية في حديثها عن التضامن ، فيكون مطلوبا منها إجراءات في هذا الاتجاه لعل أكبرها أثرا هو إعلان سياسة تقشف لا تستهدف حرمان المواطنين من الخدمات الأساسية كما دأبت السياسات البائدة على ذلك ، والتقشف يبدأ بمراجعة الأجور الكبيرة بما فيها أجور الوزراء والبرلمانيين بصفتهم يمثلون الشعب وأول المتضامنين معه ، وبمراجعة أوجه صرف ميزانيات الإدارات العمومية ، علما أن أموال الشعب يبذر منها الكثير في كماليات وسفريات وحفلات … لا تبررها الوضعية الاجتماعية والاقتصادية …
رابعا … شعب السودان الجديد يريد حكومة مؤسسات ، والبقاء لمن يقدم برنامجا وطنيا يصل بالبلاد إلى مصاف التنمية والتطور والإزدهار ، والرجل المناسب فى المكان المناسب من غير تكتلات ومحاصصات حزبية أو غيرها .. وليعلم ان الشعب هو الرقيب الاول وقاهر الديكتاتوريات ، وقد طوي صفحة الظلام بمعضلاته ومتطلع للافضل عبر الإستفادة من موارده الضخمة فى وجود ادارة وطنية غيوره..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …