الذين طالبوا بطرد السفير البريطاني من هم؟
بشري احمد علي :
هناك من قال إنهم يتبعون رأساً إلى عضو المجلس العسكري المثير للجدل الفريق شمس الدين كباشي، والذي أصبح يصرف الأموال على حاضنة مزيفة صنعها بنفسه..
وهناك من قال إنهم من جماعة شباب حول حميدتي وهي مجموعة من أبناء شمال السودان تعتقد أن الجنرال حميدتي يمثل الحصان الرابح في ماراثون السلطة الحالية..
وهناك من قال إنهم خليط من التيارات المجهولة التي تتحرك عند الطلب، وهي عناصر يحركها المال ويغذيها الطموح..
لكن يبقى السؤال هل تدخل السفير البريطاني في الشئون السودانية؟؟ ومتى كانت الارادة السودانية حرة من التدخل الإقليمي السافر؟؟
يا سادة كل الحاضرين في المشهد السياسي الحالي طافوا على السفارات الأجنبية وهم يبحثون عن الشرعية المفقودة ، وقد كانت الدعوات تُقدم للسفير البريطاني او القائم بالأعمال الأمريكي حتى لحضور اجتماعات الإدارة الأهلية..
الصحيفة السودانية التي نشرت اللقاء هي التى ذهبت اليه في مكتبه وسألت عن رأيه في موضوع اتفاق جوبا، والرجل أجاب بكل صدق ان هذا الاتفاق ناقص لانه لم يشمل الحلو او عبد الواحد نور، ونصح القائمين بأن يطوروا هذا الاتفاق ويجعلوه شاملاً حتى يحظى باجماع المجتمع الدولي.. انتهى كلام سعادة السفير ،
وقضية جبال النوبة تعتبر اقدم من قضية دارفور من ناحية الزمن او التعقيد ، وقد عاش شعب جبال النوبة تحت الحصار منذ نشوء الدولة السودانية، ولم تكن لجبال النوبة مشاركة في السلطة او الثروة ، واجابة السفير عرفان اللبقة لم تعجب بعضاً من الذين يتلاعبون بالمشهد السياسي، و هناك من رأى ان العودة لطريقة البشير في صرف البركاوي قد حان أجلها، والدفع بالمحتجين أمام باب السفارة كان أفضل من المواجهة والأعتراض المباشر ، فبدأ اسلوب التحريض على الدبلوماسيين والدول تحت حجة حماية السيادة، ولم يعد الشارع السوداني المطحون بقضايا الخبز والوقود والمحروقات يحفل بهذه النوع من السلوك الذي استهلكه نظام البشير ، وقانون سلام السودان الذي وقعه الكونغرس الأمريكي في عام ٢٠٠٤ وأدى لاحقاً لانفصال جنوب السودان لم يتم اعتباره تدخلاً في الشئون السودانية، لأننا جزء من هذا العالم المتغير ولا يمكن أن نصبح جزيرة معزولة..
واذا كنا ليس في حاجة إلى المجتمع الدولي او ان هذا المجتمع الدولي يُعتبر اكذوبة.. اذا لماذا دفعنا التعويض لامريكا لنخرج من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟؟ نحن نبحث عن شهادة حسن سير وسلوك ونشتري براءتنا من تهمة الإرهاب بالمال السوداني وذلك حتى تتحسن سمعتنا أمام المجتمع الدولي فيقدم لنا القروض والمساعدات…
السفير عرفان حاول أن ينصح الذين ورثوا عرش البشير وأصبحوا يتكلمون بلسانه وكان رد الفعل وقفة هزيلة ومجهولة تكشف جبن من سخر لها الأموال واعطاها النصيب من التغطية الاعلامية..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …