بشري احمد علي :
اكتشف العالم نظام التجميع في الصناعة ، بسبب رخصة المواد الخام أو العمالة وقلة الضرائب لجأت بعض الشركات الى نقل صناعتها للخارج حتى تحقق efficiency..
وكذلك الحال في دنيا الانقلابات ، لجأ الفريق برهان إلى تجميع انقلابه في جوبا ودبي بعد فشل محاولته في الثالث من يونيو عام 2019 ، في ذلك اليوم قرأ الفريق برهان بيان الانقلاب من كراسة مكتوبة وتحدث عن مشاركة الجميع بدون اقصاء ، وعبارة محاربة الاقصاء تكرر الان على لسان القادمين من جوبا والقصد منها تفكيك لجنة تفكيك التمكين مع ضم عناصر حزب المؤتمر الوطني الي الخارطة السياسية ، حاول الفريق وقتها صناعة حاضنة محلية تتكون من رجال الادارة الأهلية والطرق الصوفية ولكن ذلك المسعى قد فشل بعد ان خرجت الجماهير في 30 يونيو واعادت رسم مسار الثورة من جديد ..
مثل ملكة الشعر او شيطانه لم يعدم الفريق برهان من الحيلة بعد ان اعيته حواضر المدن فنقل معركته إلى جوبا وعدة عواصم عربية وهو يعد الجميع باقتسام الكيكة ، سار الفريق برهان على درب البشير فأسال لعاب اركو مناوي الذي يطمح للحكم ولعب على اوتار جبريل ابراهيم ليمثل المدخل الجديد لمشاركة الاخوان المسلمين ، كل الذين وقعوا على هذا الاتفاق شاركوا في نظام البشير وقد رضوا في السابق بأقل مما حصدوه اليوم ، الفريق برهان يعلم ان طرق الانقلاب التقليدية أضحت مرفوضة وكادت في الثالث من يونيو من العام الماضي ان تدخله نادي المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ، فكان الذهاب إلى جوبا ضرورة ان لم يكن هو الخيار الوحيد ، وفهمت الحركات المسلحة الرسالة وردت التحية بأحسن منها عندما عادت إلى الخرطوم لتكمل دورها الإعلامي وتنتقص من الثورة وشهدائها ، لم تطالب تلك الحركات بمحاكمة البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بل اكتفت بحرق اعلام الثورة ورفع شعارات الجهوية ووعد الشريط النيلي بحرب ضروس لا تبقي ولا تذر ، بالتأكيد لن تكون هذه نهاية الثورة ، ومهما بلغ خبث المجلس العسكري وخلطه للاوراق إلا ان رجل الشارع يفهم ان الذي جرى هو انقلاب وليس اتفاق سلام ، البرهان سوف يصبح رئيساً وقادة الحركات المسلحة سوف يصبحون جزءاً من الشرعية التي افتقدها ، والسؤال المهم ما هو الثمن الذي قبضه صاحب المصنع الفريق سلفاكير ؟؟
فشل التغيير في شمال السودان يؤهل الفريق سلفاكير في الاحتفاظ بمنصبه كرئيس مدى الحياة لدولة جنوب السودان ، فهو ايضاً يقود هذه الدولة باسم القبيلة ، تنصيب الفريق برهان على السودان سوف يقتل حلم الجنوبيين بالتغيير ، كما انه سوف يضعف معارضته التي طالما احتمى قادتها باللجوء إلى السودان .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …