‫الرئيسية‬ رأي حزناً وحباً وكرامة
رأي - نوفمبر 27, 2020

حزناً وحباً وكرامة

علي الكوباني :

كانت يا أحباب آخر كلمات خطها الأمام الراحل المقيم السيد الصادق المهدي رحمه الله هي عندما كتب:
[صحيح (بعضنا) أحسّ نحوِي في المرض بالشماته..ولكن والله ما غمرني من محبة لا تجارى وقديما قيل: ألسنة الخلق اقلام الحق..] وكان ذلك الدرس الاخير لنا ولسوانا في الترفع عن الصغائر والبعد عن الضغائن والسمو وحفظ الود عند الاختلاف وعدم خلط المواعين..
نعم يا أحباب..بالله لاحظوا الامام وصف الذين شمتوا بمرضه وقال عليهم(بعضنا)..أي انهم منه وفيه..ولم يقل او يوصفهم (بشذاذ الافاق) أو صغّر من شأنهم ولا قال عنهم انهم غرباء او خارجين عن الملة السودانية الاصيلة..بل قال انهم (بعضنا) واكتفى..يا للسمو ويا للترفع ويا لعظمة التخلق بالاخلاق الحميدة..
نعلم جميعنا كما علم الامام نفسه والذي قضى أكثر من 8 أعوام من عمره في معتقلات الانظمة القمعية..علم أن الاختلاف السياسي أمر حتمي..وقد يحتدم الصراع بشدة ويتم تبادل الاتهامات بالتخوين والتكفير وغيره من السباب..ولكن لا يحق لنا ولا لغيرنا الشماته عند اصابة أحد الاطراف بالمرض والابتلاء او حتى إن اتاه اليقين ومات..بل ندعوا صادقين بالشفاء عند المرض وبالرحمة عند الموت..ويموت الاختلاف مع الميت وقد يظل مع فكرته او حزبه..لكن قطعا لا اختلاف سياسي او غيره بين بشر على الارض مع أرواح في برزخ الرب ترجو رحمته وواسع مغفرته والهدى للسير على الصراط المستقيم..
والله لو ترك لنا الامام هذا الدرس العظيم ولم يترك غيره لكفاه..
اللهم أن عبدك الصادق قد انتقل من دار الفناء لدار البقاء فأكرمه يا أكرم الأكرمين بكرمك وجودك وعطفك ورحمتك التي وسعت كل ..وأشفي جميع مرضانا وعافي مبتلانا وأرحم جميع موتانا يا حي يا قيوم..
خالص التعازي لأسرة المهدي الكرام ولكيان الانصار العريض ولحزب الامة القومي..وانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين..

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …