(يستدقنون)..!!
عبد الله الشيخ :
خط الاستواء
التغيير حتمي لا شكّ فيه، هذا ما تبديه الأيام ً: ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا، ويأتيك بالأخبار من لم تزود. التغيير آت ﻻ محالة (من جهة لا تعلمونها، وبهيئة تنكرونها).
لن يتأخر التغيير عن موعده لأن زمرة من المنتفعين تتهكم على المبشرين به أو تعاند عليه صبر الناس.
التغيير مرتجى، والسؤال عنه موضوعي، من أي جهة صدر، وما على الرواد إلا الاستعداد للحظاته الحاسمة.. ما عليهم إلا انتظار تدحرج كتلته الحرجة.. أما البديل – النظام السياسي- فهو يتخلق ببطء،، تماماً مثل إبدال ظفر معطوب.
البديل إبن وقته، فالنخبة السودانية لم تؤسس لما بعد الاستقلال، ولا كان الشعب جاهزاً لما بعد أكتوبر، ولا كان الثوار قادرون في أبريل على كنس آثار مايو، لكن في عمق هذا (التلكؤ) تختبئ ملاحظة جديرة بالاهتمام هي، أن البديل في أزمنة الفشل لا يمكن أن ينجح…….وهل فشلت ثوراتنا بأحكام الزمان، أم أننا لم ندير زمانها كما ينبغي؟
البديل – في نهاية الأمر – يفرض نفسه، وشكل التغيير القادم يتوقف على الطريقة التي يمضي بها الحِراك..
أكثر دروب التغيير أماناً، أداته (الشارع)، لكن التغيير عبر الشارع باهظ الكُلفة إذ يفرز (نظاماً) قوامه مطالب الشعب الحقيقية، لكن التجربة التاريخية تشير إلى أن الزخم الجماهيري غالباً ما يفشل في حماية مكتسبات ثورته.
هذا ما حدث في أكتوبر، وفي أبريل، وفي ديسمبر، وبالنتيجة فإن ذلك الهدير – هدير الشارع – حين يفشل، تعقبه الكارثة، والكارثة في حياتنا السياسية هي الانقلاب..
الانقلاب في الحياة السودانية هو (البداية والنهاية)..
الانقلاب ربما يزيح حكام الحاضر، لكنه يستفرخ دكتاتورا آخر ، فكأننا يا (قوش) لا رُحنا ولا جئنا!
التغيير بالهبوط الناعم، وفق اقتباسات من خُطة إقليمية ودولية.. التغيير وفق نظرية جبريل وعقار ومناوي ، لن يهدئ اللّعب في ميدان السودان، فمثل هذه التهدئة، ما هي إلا محاصصة تفضي إلى تغيير شكلي أو أقل من ذلك، عندما تُلوَّن الجُدر القديمة بمسارات تستصحب جوهر ما هو سائد، فتتمكن فلول النظام السابق من الاستحماء ببعض قوى التغيير، فيتخذونها درعاً من غائلة المحاسبة!
هذا الهبوط الذي تراه الآن، هو حل التلاقي في منتصف الطريق!
هذا التﻻقي ليس ثور بطبيعة الحال..
التغيير العنيف قد تأتيه الجماهير، رغم أنها ليست صاحبة المصلحة في العنف..
التغيير يمكن أن تأتيه فئة ذات مبادءة عسكرية، لكن: كيف يمكن الثقة في أن تتجه تلك الفئة نحو تحقيق مطالب الجماهير في الحرية والتنمية!؟
التغيير الحقيقي هو تأسيس نظام ديمقراطي لديه قدرة الدفاع عن نفسه.. هذا مانقوله النخبة، وتعجز عن تحقيقه..
الرؤيا ﻻ تنبئ بالخير ..
إن أداء قادة الجبهة الثورية بعد عودتهم للداخل تشي بأنهم (يستدقنون) هبوطهم الناعم، دون حباء من دم الشهيد …
إنهم ( يستدقنون)، بتسكين الدال وكسر القاف ، وﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله!
عن المواكب
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …