الاخوان يتخفون تحت مسمى الاسلاميين….
د. مرتضى الغالي :
يقول دكتور عبد الوهاب الأفندي (هل يمكن أن يساهم الإسلاميون في دعم الديمقراطية)…؟ وهو طبعاً يعني (الجبهجية) وجماعة الإنقاذ والمؤتمر الوطني.. وهنا نقول بهدوء وفي حديث قصير أن مشكلتنا التي نريد أن نطرحها في هذه السطور لا تتعلق بإمكانية مساهمتهم في الديمقراطية أو عدم مقدرتهم على بلعها..! ولكن تساؤلنا هو لماذا تسمى هذه الجماعة نفسها ويسميها أخرون بـ”الإسلاميين”؟!..هذا الأمر (في حد ذاتو) يُعد تحويراً للحقيقة واتخاذاً لموقف مسبق تجاه القضية موضوع المناقشة..فمن هم الإسلاميون؟! وهل تعني هذه الصفة جميع السودانيين المسلمين أم أنها (شارة وإشارة ودبورة) لبعض المحتالين الذي أرادوا أن يميّزوا أنفسهم بصفة أو معتقد لا ينفردون به.. وأن يقولوا نحن المسلمون وسوانا (زوائد وزعانف) ضلت سواء السبيل مصيرها جهنم ..وساءت مرتفقا..!
نحن هنا نتحدث عن قضية عامة ليس محورها كلام الأفندي أو غيره..بل محورها أن هؤلاء الناس لا ينبغي أن يتسمّوا بالإسلاميين أو أن يخاطبهم الآخرون بهذه التسمية ففي ذلك (رضوخ للمقلب ووقوع في الشرك وابتلاع للطعم ومجاراة للوهم) …وفي أسماء الدنيا واللغة متسع..! فما هو المعنى في أن تختص هذه الجماعة بهذه التسمية في مجتمع غالبيته من المسلمين..؟! كل المشكلة تنبع من هنا..! وهذا هو بداية الخلل والاختلال والنوايا السيئة والتمويه اللئيم والتآمر المبيّت على السودانيين من أجل تسويد معيشتهم و(قلقلة راحتهم) وبلبلة حياتهم وتعكير صفاء نفوسهم و(سماحة طينتهم).. ومن هنا بدأت كل المشاكل مع هذه الجماعة التي تعلم بخبث ماذا تفعل وماذا تريد….إنها تريد (التبعيض) ودق الأسافين وتقسيم المجتمع وهلهلة نسيجه…! فتسمية جماعتهم بـ(الإسلاميين) ما هي إلا سرقة انتساب وتخصيص عموم في غير مكانه و(لداحه لا معنى لها)..! فكيف جاز لهم تصوير أنفسهم أنهم هم الإسلام وأنهم المعنيون الوحيدون بالدين وغيرهم هو الضلال.. والدين صفة قائمة لا تقتصر عليهم، ومعتقد ركين عند كثير من أهل السودان ولدى كثير من أحزابه والعديد من طوائفه ومكوّناته.. وفي السودان مواطنون غير مسلمين لهم أهلية كاملة في وطنهم مثلما لزعيط ومعيط..ولكنه خبث مقصود ومُخطط له.. ففي هذه التسمية (فش غل) تجاه وطن يكرهونه من خالص قلوبهم ويريدون تجاوزه باسم أممية متوهمة؛ وفيها إذعان بالولاء لجماعات في الخارج لها أنفاق وسراديب لتمرير المال والمنافع وبيع وشراء الذمم في بورصة الشرور والأغراض الملتوية المنحرفة التي تستهوى الأجراء ضعاف النفوس الذين يتم تجنيدهم للعمل ضد مصالح أوطانهم.. هذه جماعة غير صادقة تتظاهر بالغيرة علي الدين وحمايته..(حمايته من ماذا)؟! وهي في حقيقة أمرها تتخذ الدين مطية… تتاجر به و(تتبضع) عليه.. وتريد أن تضفي على نفسها صفة القداسة وتنصّب نفسها متحدّثة باسم السماء وترمي خصومها السياسيين بالكفر والإلحاد والتجديف من أجل حماية مصالحها الدنيوية؛ بل من أجل ما هو (أسوأ وأضل) من أغراض دنيّة شهوانية أرحم ما فيها الكسب السياسي المزّيف.. واستحلاء الركوب على رءوس الناس بالتسلط والترهيب والنهب والسرقات كما فعلت جماعة الإنقاذ…إذن لماذا نهرب من كل هذا الاحتيال وهذه الجرائم التي ارتكبها الإنقاذيون الذين أفقروا الوطن وشرّدوا أهله وأهانوا كرامة بنيه وباعوا ثرواته ومزقوا أرضه وجغرافيته.. ونتحدث عن إمكانية مساهمتهم أو عدم مساهمتهم في الديمقراطية وهم “يموتون في الكلبتومانية” وعلى ظهورهم آثام تنوء بثقلها الجبال الرواسي ..يصلحون للديمقراطية أو لا يصلحون هذا ليس سؤال الوقت …القضية هي: لماذا نصر حتى الآن على تسميتهم بالإسلاميين؟!
العمل في السياسة هو خدمة المجتمع والناس بيد نظيفة وضمير شريف وبرنامج مُعلن.. فيكفي اللعب بالدين ويجب أن تنتهي هذه التسمية الكاذبة.. فقد انتهى عهد الإنقاذ وجماعتها بعد أن كشف الناس حقيقتهم ..ولن يستطيعوا بعد ذلك (مهما أوتوا من تآمر) أن يلعبوا على الناس..لقد انكشف الغطاء واستبانت النوايا الغادرة والأيادي الملوثة بالدماء… ومهما حاول بعض الناس إعادة تسميتهم بالإسلاميين فلن يبلغوا ما بلغته عبقرية الشارع الذي أعطاهم اسماً ووصفاً صادقاً بديعاً بليغاً خفيفاً على اللسان ثقيلاً في الميزان ودمغهم بعبارة موجزة (ذات جرْسٍ يأسر الإذن شجيا)….عندما كان يردّد عبارته (سلمية سلمية…..)!!
لقد انتهت اللعبة ورآهم الناس على مدى ثلاثين عاماً وهم في هلاهيلهم وشالاتهم وعمائمهم (المكلوجة) مثل الممثلين الهزليين (يدرشون المال العام والفول المدمس) ويفرغون خزينة الدولة في غرفهم وسياراتهم ويرفعون أصبعهم ويكبرون ويهللون لكل كاذب أشرْ.. وكل حلّافٍ مهين.. همّازٍ مشّاءٍ بنميم.. منّاعٍ للخير مُعتدٍ أثيم..عُتلٍّ بعد ذلك زنيم.. ويتمايلون بقفاطينهم وعصيهم ويظنون أنهم ملكوا صولجان الدنيا ولم يبق إلا أن يتنزّل عليهم الوحي ويقول لكبيرهم: (ما تلك التي بيمينك يا موسى)..؟! ..الله لا كسّب الإنقاذ.!
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …