الخرطوم….. عين على السلطة ويد على الزناد
عمر عثمان :
عندما انطلقت الثورة لم يكن في الحسبان ان تنتهي دون إسقاط الطاغية وتلك كانت غاية لاتراجع عنها ولا تهم الكيفية التي يسقط بها بقدر مايهم السقوط نفسه وتأسيس دولة مدنية بعيدة عن أيادي العسكر وأكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أن يخرج علينا أمثال الكباشي والبرهان وحميدتي ويدعون شراكة لا يستحقونها إذ لايتعدي دورهم البيان الأول ومن ثم تسليم السلطة للمدنيين وكاذب من يقول غير ذلك.
فالثورة انطلقت مدنية في وجه العسكر ورصاصهم الذي حصد المئات من أبناء الشعب السوداني في الطرقات ومن نجا من الرصاص كانت عجلات التاتشرات تطحنه في الميادين، من خرجوا من تحت عباءة المخلوع وبذته العسكرية لن يكونوا بدلاء له باي حال، وشرفاء القوات النظامية أولئك يعرفون دورهم تماما في “حماية الشعب” وليس “حكمه” والحماية لاتعني الحكم والدخول في مفاوضات من أجل “اقتسام السلطة” وليس “الاستيلاء عليها” كما حدث بعد ذلك والقرار الخاطئ هنا هو العودة لطاولة المفاوضات بعد مجزرة فض الاعتصام أو بالأصح بعد الحادي عشر من أبريل، تلك المفاوضات التي مهدت الطريق للعسكر للتربع على الكرسي من منطلق انهم من يحملون السلاح والثوار أنذاك غير مبالين مهتمين بالذي موجه إلى صدورهم اكليلا كان أم ذخيرة لأن الهدف حينها “تسقط تاني” وتسقط عاشر مالم يتحقق “جيبو حكومة الحكم المدني” ودم الكوز الكتل الطالب “” مالم يتحاكم بشة ونائبو،، على عثمان وكتايبو ” تلك كانت المطالب ومازالت بعد مرور العامين ولنتوقف للحظة نراجع ماتحقق ومالم يتحقق،، فهل يعقل أن تغيب حكومة الحكم المدني حتى الآن وبرهان وحميدتي وكباشي وزد عليهم أمراء الحروب مناوي وجبريل وعقار وعرمان الذي لم يحدد حتى اليوم هل هو طير يسبح في الهواء ام نعامة ترفل في البيداء، سنتين ولم نخرج من حكم العسكر وتشكيلاتهم المختلفة مابين قوات نظامية ومليشيات وحركات مسلحة مما زاد الأمر سوءا والواقع أكثر قتامة وغموضا ومصير الحكم المدني الذي بات في حكم المجهول والخرطرم اليوم تضم معظم حملة السلاح من الأضداد اللاهثين خلف السلطة وما من عاصمة في التاريخ ان يتواجد فيها قادة الحركات المسلحة والمليشيات مع القوات الحكومية جنبا إلى جنب عينه على السلطة وكل يده علي الزناد يتخذ من أرقى الفنادق مقرا لمليشيته بكل عتادها وهو وضع مقلوب وواهم من يقول انه طبيعي بحسن نية لم تتوفر حتى بين ابناء العمومة من قادة هذه الحركات.
فبعد مرور سنتين على قيام الثورة التي ضاعت ملامحها الان سوى من بعض المرثيات بين الفينة والأخرى على دماء الشهداء واشجان ليالي القيادة العامة قبل ليلة الغدر الكبرى، خرج الجميع من مربع التفكير في الانتقال المدني الكامل الذي بات حلما إلى محطة الترقب والانتظار وخرجت قوي الحرية والتغيير من صناعة الفعل إلى انتظار الفعل ومن ثم أحداث ردته التي تأتي ضعيفة بين فوهات البنادق التي سيطرة بالكامل على الأجهزة المرئية والمسموعة والمقروءة بلباس مدني زائف فلم تعد شكل وجدان احد او تجد الاهتمام الكافي التي يجعل منها مصدر ثقة في تشكيل رأي عام يقود إلى المدنية.
فلعنة الله على المحاور التي أخذت منذ بواكير الثورة تبيع وتشتري في ضعاف النفوس والطامعين والباحثين على الشهرة والسلطة من أجل دحر أبناء جلدتهم من أجل استمرار تدفق خيرات هذا الوطن بشرا ومواردا بغير انقطاع وذلك لايتم الا عبر حكومة رضعت من ثدي المحور القذر حتى ارتوت مع توفير الحضن الدافئ لها إذا ما اشتد في ليالي الشتاء القر.
*من يقول غير أن اوان الموجة الثالثة من الثورة لم يحن بعد عليه أن يسرع في ملء الاستمارات التي توزع في الطرقات من أجل الانضمام للمليشيات التي لن يطول انتظارها أكثر في سبيل استلام السلطة كاملة غير منقوصة قريبا لن تسمع الخرطرم الا صوت من يحمل السلاح بحيث لا مجال لمفاوضات بجوبا أو غيرها فالكل هنا وخروجه يعني انتظار ثورة مدنية لن تأتي قريبا يعود بعدها بمفاوضات هشة بمثلما فعلوا في أبوجا وابشي وميشاكوس وغيرها من المدن الاجنبية التي تأخذ نصيبها اولا ومن ثم تفتح فنادقها للعهر السياسي المسمى اتفاقا.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …