‫الرئيسية‬ رأي شركاء الانتقالية .. ما تم هو عمل استخباراتي واسع
رأي - ديسمبر 4, 2020

شركاء الانتقالية .. ما تم هو عمل استخباراتي واسع

عصام جبر الله :

أعتقد اننا دخلنا مرحلة الاعلان الكامل عن الحاضنه السياسيه المحليه الداخليه التي ستحكم الحقبة القادمه الممتدة لما بعد الفترة الانتقالية، الحاضنه السياسيه المحليه هي نفسها “محضونة” من قبل حاضنه سياسيه خارجيه اقليمية و دوليه.
الحاضنه المحليه كان يتم تشكيلها و توضيبها و لسنوات لتحقيق التسوية السياسيه المشتركه بين الانقاذ و قوي سياسيه قبلت بها و رمت طوبة المقاومة و اسقاط النظام، الثورة اربكت هذه الخطط، لكن اطرافها المختلفه دخلت من شباك الثورة و هي تحمل نفس الاجندة و الخطط.
بالحاضنه المحليه لا نعني قوي الحرية و التغيير ، بل القوي السياسيه او قياداتها تحديدآ و الكيانات و الشخصيات ذات الارتباط السياسي و الاستخباراتي و الاقتصادي بالحاضنه الخارجيه، أي المجموعات المتحكمه فعليآ في صنع و تنفيذ القرار سابقآ و حتي اللحظة.
عند اندلاع الثورة لم تكن الحاضنه المحليه مهيأه لها، لكنها أثناء و بعد ابريل مرت بتحولات و مراحل، جري الحاق و ادخال بعض الكيانات و المجموعات و الاشخاص بها، و تم استخدام مجموعات و افراد فرضت الحوجة لوجودهم ذلك، و حدث ابعاد و ازاحة لمن حاولو اللعب خارج النص أو انتفت الحوجة لخدماتهم،
الآن الصورة اقرب للاكتمال باطرافها الثلاثة: الاجهزة العسكرية (أمن، جيش و دعم سريع) ، قوي سياسية مدنية و حركات مسلحة.
مجلس شركاء الفترة الانتقالية هو الصيغة السياسية لما ستكون عليه الحاضنة السياسية المحلية الجديدة،، رغم المحاولات التعبانة لنفي ذلك، الشعب تعلم من كذبة مجلس السياده التشريفي، و كما ابتلعت الوثيقة الدستورية اعلان الحرية و التغيير و قواه و أسست لمرحلة و تحالف جديد بين بعض القوي السياسية و الاجهزة العسكرية الآن ابتلعت التعديلات المضافة لها كل ما سبقها و شرّعت للحلف الجديد القديم، بمعني انه امتداد للحلف القائم منذ ما قبل الثورة و تجمع أغلبه في نداء السودان.
كل ما تم هو عمل سياسي استخباراتي واسع – بما فيه انقلاب اللجنة الأمنيه – كان هدفه قطع الطريق علي الثورة و الالتفاف عليها و اعادتها علي خط التسوية السابقه بهدف الحفاظ علي “عضم” النظام ، أي اجهزته الامنية و العسكرية و المصالح الاقتصادية و السياسية و الامنية و العسكرية الضخمة التي يحميها لصالح المستفيدين المحليين و الخارجيين.
الحاضنة المحلية سيظل دورها جوهريآ هو نفس دور النظام، ترتيب و تهيئة الاوضاع الداخلية قدر استطاعتها كما تقتضيه شروط و قرارات الخارج، يسمح لها بمساحة قرار و فعل في الهامشي من القضايا او كما تقتضي ضرورات و طوارئ الاوضاع. تظل مجرد تابع و رهينة للخارج يملي ما يشاء حسب اولوياته و ليس هناك مثال اوضح من كل مسرحية فرض قضية التطبيع مع اسرائيل علي اولويات شعب السودان، و يفرض ذلك علي الحاضنة المحلية كأولوية ابعاد و اقصاء شعب السودان و جماهيره عن صنع القرار و تنفيذه او التأثير فيه و ذلك ما فعلته بنجاح باهر منذ ابريل و حتي اللحظة
ماذا الآن؟
هذا القطع و الالتفاف نفسو قصير، الأزمات قائمة و تتفاقم اما للعجز السياسي الكامل و البائن للمتنفذين في السلطة أو بفعل الخنق المخطط و المرتب للسلطة الانتقالية لمزيد من الاخضاع و التركيع حتي و هي تفتقر للحد الأدني من فعل المقاومة، و ربما ترتيب لازاحتها بشكل كامل،
لمواجهة هذا لا بديل غير استعادة مبادرة المقاومة و الفعل و احياء و انعاش التحالف القاعدي الشعبي الواسع – و الذي في تقديري يشمل ضمن قوي أخري كل او معظم قواعد الاحزاب السياسية – الذي نفذ و خطط و قاد الثورة بصيغ و اشكال جديدة
المراجعة النقدية للاخطاء كبيرها و صغيرها و علي رأسها النقد الجذري لأزمات الحركة السياسية قديمها و جديدها

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …