‫الرئيسية‬ رأي الخيانة حُبلى بكوارث جديدة
رأي - ديسمبر 9, 2020

الخيانة حُبلى بكوارث جديدة

د. محمد صديق العربي :

ليس لدى جماهير شعب السودان المغلوبين على أمرهم الكثير ليفقدوه فطوال الثلاثين عام المنصرمة كانت تحت حكم جبري، نكل بالشعب بدا حكمه بغرس قطعة من الحديد في رأس طبيب وختمها بغرس قطعة اكبر منها في دبر معلم وما بين المنطقتين ملايين من حمم الموت وضعها في مئات الأبرياء والمظلومين.
ليس لدينا الكثير لنفقده حتى فقدنا امل العيش كمواطنين شرفاء تحت مظلة حكم رشيد وعيش رغيد حتى شبعت منا المنافي والبحار والهجرة والارتحال، ليس لدينا شي نفقده أكثر من تسولنا وارتزاقنا ليس لدينا الكثير نفقده أكثر من نعينا لجيش السودان الذي كنا نظن فيه بعض الشرفاء.

حكومة حمدوك كانت خصما على ثورة ديسمبر أكثر مما لو انفرد العسكر بالحكم بعد الانتفاضة؛ في جلباب الحكم المدني تمددت المليشيات إلى أبعد ما كانت عليه حتى أصبحت مملكة ال دقلو لا تتحاشى او تتحرج استخدام الطائرة الرئاسية لنقل موظفي شركة الجنيد الخاصة بهم كما جاء الخبر في الاسافير؛ لسرقة مواردنا ومزيدا من افقارنا وذلنا.

ننعي إلى شعب السودان حكومة حمدوك بعد أن وضعت يدها في يد القتلة و المرتزقة ولن نعامل المدنيين في هذه الحكومة كجسم منفصل عن الشق العسكري وإنما هم شركاء ويمكنونهم يوما بعد يوم من موارد السودان وفشلهم في إدارة موارد الدولة وتعطيل الانتاج وتنفيذ ما يطلب منهم خارجيا ولو على حساب المواطن الذي ضاق ذرعا بالحال البئيس وطوال الفترة المنصرمة والناس تصطلي بلهيب الصفوف والندرة والغلاء والترهيب حتى مكنوهم من مفاصل الدولة حتى أصبح الآن ما يسمى استخبارات الدعم السريع تأخذ المعتقل من المحتجين من مخافر الشرطة للتحقيق معه ثم تعيده او تودعه في حراساتها الخاصة حتى أصبحوا دولة داخل دولة.

رسالتى الى قوات الشعب المسلحة نحن تعودنا على النضال الطويل وتمرسنا عليه ولنا متاريس وصدور عارية تعرفونها فنتمنى ان تتجلدوا حينما يضع الجنجويد ابواتهم على وجوهكم ونياشينكم التى على صدوركم.

إلى شباب المقاومة صانعي التغيير الذين يحلمون بسودان ووطن يسع الجميع لا تركنوا إليهم ولا تهادنوا من تمرسوا المراوغة وعدم المصداقية؛ لن يكون هناك مجالس تشريعية حقيقية سيصنعون لكم أجسام موازية هلامية قابلة للتمدد والانكماش.
هذه الوثيقة الدستورية أصبحت غير صالحة بكثرة خروقاتها ولم يعد الترقيع يحقق شي على الأرض؛ فلا تضيعوا تاريخ بطولي بالمشاركة في هذه الحكومة المعيوبة المعطوبة؛ فلنا الأرض ولهم الكراسي.

إلى الشرفاء المدنيين في حكومة حمدوك باب الإياب مفتوح ان عدتم الان واعتزرتم لشعب السودان اما اذا بدا الطوفان فلا مكان لكم بيننا.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …