‫الرئيسية‬ رأي السلاح في الخرطوم..والشرق يعاني
رأي - ديسمبر 17, 2020

السلاح في الخرطوم..والشرق يعاني

عمر عثمان :

في الوقت الذي كانت القيادات العسكرية وحملة السلاح يهاجمون المدنيين العزل ويصفونهم بالفشلة، كانت المليشيات الإثيوبية تتسلل للعمق السوداني مهاجمة قواتنا هناك التي تركها قادتها وقللوا من الاهتمام بها بعد أن صبوا جل اهتمامهم في مهاجمة المدنيين في السلطة ولم يتركوا من جهدهم أو وقتهم مجالا لتفقد أوضاع قواتهم هناك في الجبهة الشرقية.

فالحفاظ على السلطة أو التفكير في الانفراد بها يستوجب في المقام الأول معرفة القدرات الحقيقية على الأرض ونحن نفشل في اختبار مليشيات إثيوبية صغيرة وليس جيَوش ابي أحمد أن جد جدها وتعثرت مفاوضات سد النهضة فإن الأمر يستدعي الوقوف مع مصر كما تريد السعودية والإمارات اللتان لا يرفض لهما العسكر طلبا، بمثلما حدث في فض الاعتصام بنقل التجربة المصرية بحذافيرها وان اختلفت الميادين فإن البصمة المصرية أو السيسية لا تخطئها عين أمام القيادة.

تبقى الحقيقة أن المدنيين يحترمون العسكري الذي يقوم بواجبه في حماية الأرض والعرض دون منٍ ولا أذى وان تواضعت رتبته ولا يحترمون من يحشر أنفه في السلطة ويحاول بقدر المستطاع أن يثبت انه الأجدر بحكم البلاد من خلال الرتب التي تعلو كتفيه لاغيرها ومن يوجه لهم سهام الانتقاد والاستفزاز صباح مساء متناسيا واجبه المقدس هناك في الحدود، متفرغا للانقضاض على كرسي الحكم متى ما أتيحت له الفرصة، ففي الوقت الذي كان جنوده يطاردون الشفتة والمليشيات الإثيوبية، كان البعض هنا يطارد أحلامه وشعبه ويصفهم بلاعقي أحذية الأعداء، ومناوي الأخر الذي تعود أن يوجه رصاصه إلى أبناء الوطن لاتعنيه الفشقة ولا حلايب بقدر مايعنيه نصب الخيام على مقربة من القصر الجمهوري، مثله مثل جبريل وعقار الذين مازالوا يعتقدون أن العدو هو الجيش السوداني والشعب السوداني والجلابة، ولا دين يردونه إليهم.

هذا هو الراهن الان بعد أن أصبح المدنيين العزل هم أعداء قادة الحركات المسلحة ولجنة المخلوع الأمنية الذين يشاركون هذا العداء تجاه المدنيين بينما تسرح عصابات الشفتة في شرقنا الحبيب ويرفرف العلم المصري في سماء حلايب، ومن يطلب منهم التحرك لتحرير هذه المناطق من العدوان يعتبر خائن، لأنهم جاءوا ليحكموا فقط لا أن يعودوا للحروب، فجميعهم لم يعتاد الدفاع عن الأرض في مواجهة الأجنبي لأن رصاصهم لايعرف الا صدور السودانيين وشباب الثورة وبنادقهم لم ترفع الا في وجه بعضهم البعض، بينما شكلت دول الجوار من حولنا الحضن الدافئ بمعظمهم ولم تأوه عاصمة أجنبية، اجبرته المحاور على تجاوز هناتها وتجاوزاتها وتوغلها داخل أراضينا في الوقت الذي تحرضه نفس المحاور على قتل أبناء شعبه.

فالتحية للشرفاء من أبناء شعبنا وجنودنا البواسل الذين مازالت جذوة الوطنية مشتعله في دواخلهم ونيران الغيرة على تراب الوطن تستعر في صدورهم ولا عزاء لللاهثين للسلطة المتكالبين عليها ولا يهمهم وان وصلت المليشيات الإثيوبية شارع البلدية أو احتلت مصر كبرى المك نمر اكثر مما يهم الاستيلاء على السلطة واذلال شعبهم الأعزل، فالسلاح في الخرطوم أكثر منه على امتداد حدودنا مع الجوار، ليحرس قادة الحركات ولجنة المخلوع الأمنية اما الحدود فلا بواكي عليها.

فالرحمة والمغفرة لشهداء الشرق الذين حملوا السلاح وقدموا أرواحهم من أجل الوطن والخذي والعار لمن حملوا السلاح لإرهاب شعبهم وتركيعه حتى يرضخ لحكمهم.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …