‫الرئيسية‬ رأي في ذكرى ديسمبر المجيدة
رأي - ديسمبر 19, 2020

في ذكرى ديسمبر المجيدة

د. محمد صديق العربي :

الجماهير الهادرة التى خرجت اليوم في كل احياء وازقة وشوارع الخرطوم حتى وصلت إلى أسوار القصر الجمهورى ماهي الا رسالة قوية إلى من هم على كراسي السلطة الان سواء كانوا مدنيين او عسكريين بأن الكلمة الأولى والأخيرة للشعب وللمواطن الذي طحنه غلاء مستفحل وندرة وارهقته صفوف تحت وطأة الهجير إلى بزوغ فجر يوم جديد في انتظار الحصول على لترات وقود او كسرات من الخبز، خرجت جماهير الشعب صانعة التغيير الحقيقي والدليل القاطع على ان الجماهير لا يحركها حزب سياسي معين فهم منشغلون بتقسيم التركة ما بين وزارات او هيئات او ولايات حتى وصل بهم الصلف ان يتم عمليات تبادل لكراسي السلطة بين الأحزاب كانه سوق للتبادل التجاري يعرض حزب بأن حصته في عدد كراسي وزارات ولائية يرغب بالمقايطة، مثلا عدد اثنين كرسي في وزارات ولائية مقابل كرسي واحد بوزارة في ولاية الخرطوم، هذا الأمر ليس من بنات أفكاري ولكن حقيقي حدث حزب جديد منحوه كرسيين في وزارات ولائية عرض المقايطة مع حزب تليد كانت حصته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية ولاية الخرطوم.

خرجت الجماهير وعبرت عن سخطها وانها لا يقودها حزب بعينه واحرقوا علم اكبر حزب بوغي ويده في السلطة ورجله في المعارضة وحلقومه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ اعتقد هذه المحاولة لن تكون الأخيرة إذ أن وعي الجماهير تجاه جائحة الكورونا جعل جل الساخطين على أداء الحكومة يلتزموا بالحجر والتباعد الاجتماعي بعدم الخروج إلى الشوارع حفاظا على الأرواح وخاصة في ظل منظومة صحية منهارة، خرجت جماهير الشعب لتقل لا لتسويف العدالة والمطالبة بالمحاكمات العادلة للقتلة عامين والشعب ينظر الي تهافت النخب السياسية على نصيبها من المحاصصات الضيقة.

ان كان العسكريون ينظرون إلى هذه الحشود هي محمدة تصب في مصلحتهم للانقضاض على الحكومة الخديج التى ظلت تمارس المماطلة وبرودة الهمة والركون إلى عقلية التسول والمنح والاعانات دون العمل الجاد؛ فهم واهمون ويمنون أنفسهم الاماني الوردية اذ لم يستطيعوا الحكم مع من باع لهم دم الشهداء مقابل تنسم كراسي السلطة ولم يتركوا متر إلا ملؤه بالمجالس بمسميات لا نعلم منذ جلوسهم عليها ماذا قدموا لشعب أخرجه الجوع والظلم والكبت.

كما اننى ارى بأن هذه الجماهير سوف تعود إلى بيوتها بعد هذا اليوم ولكن قدمت رسالة قوية بالاخص إلى الشق المدني عليك بالعمل والبعد عن الترضيات السياسية او الطوفان؛ كما أن هذه الجماهير لا يوجد في حساباتها المكون العسكري فهم مؤمنون تماما بأن مكانهم الثكنات ليس للنوم وإنما المحافظة على الدستور وامن البلاد.

كما اننى اقترح على الحكومة الجديدة ان كانت كفاءات وتم اختيارها بعيدا عن الحزبية وحتى تستطيع العمل في هدؤ دون المشاكسات الحزبية ومعلوم الحزب الملعون صاحب الحلقوم يتم المصادقة على فتح بار Bar ويسمى Red Night Club ويصبع باللون الاحمر ويتم الدخول اليه ببطاقة الحزب المعين وبهكذا يكون الحزب جمع كل أصحاب الهوى في مكان واحد وقد يزيد العدد أكثر من العدد الحالي وفيه يناقشوا كل القضايا السياسية طوال الليل وفي الصباح يكونوا نيام وفيها فرصة جيدة للبناء والتعمير.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …