ما هي مصالح الوطن التي يعرفها ياسر العطا ويجهلها الثوار ؟
بشري احمد علي :
الرد على تصريحات الفريق ياسر العطا
المدنيون والعسكر …
أيهما يأتي اولاً الثورة ام الوطن ؟؟
يقول الجنرال ياسر العطا : ان المدنيون يخافون على الثورة ، وأن العسكريون يخافون على الوطن أكثر منهم ، وحسب رؤيته فإن الثورة والوطن على طرفي النقيض لا يمكنهما الإلتقاء ، والأمر الذي انكره الفريق ياسر العطا أن الثورة هي التي قدمت الفريق برهان وياسر العطا للعالم وليس الجيش السوداني الذي كان يحرس نظام البشير ، فالجيش السوداني وافق على سياسة الجبهة الإسلامية القومية ورضي بإعدام ضباطه واحالتهم للصالح العام ..
الجيش توّرط في حرب ضد جنوب السودان رُفعت فيها الشعارات الدينية ووافق ان يقوده مدنيون مسيسون في ساحات القتال ، وعندما اعلنت الجبهة الإسلامية نهاية الحرب في الجنوب لم يكن الجيش طرفاً في ذلك القرار ، بل طُلب منه الإنسحاب من مدن الجنوب والقبول بالسلام ، فهو قد شارك في حرب لم يكن يعرف نواياها ، وانسحب منها لأن قادته يرون انها إنتهت ..
وكذلك تكرر نفس السيناريو في حرب دارفور ، ولا أعتقد ان الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 500 الف إنسان وتشريد أكثر من أربعة ملايين نازح كان الغرض منها خدمة مصالح الوطن ، لأنه ليس من مصالح الوطن قتل أبناء هذا الشعب وتشريدهم . ووصل الأمر أن اصبح قادة الجيش السوداني مطلوبين للعدالة الدولية ، ولا زالت التهم معلقة فوق رؤوسهم ، مما جعل الأمم المتحدة ترسل قواتها لتحرس أبناء الشعب السوداني من الجيش السوداني العاجز عن حمايتهم والمبادر إلى الهجوم عليهم .
كان البشير يُمثل المؤسسة العسكرية التي يأتمر بعلمها الفريق ياسر العطا ، لكنه توّرط في جرائم الحرب وتسبب في عزلة البلاد ووضعنا في قائمة الإرهاب وحرم البلاد من المساعدات ، وحتى اللحظة الأخيرة التي سبقت حكمه، كانت المؤسسة العسكرية بقيادة كمال عبد المعروف تقف مع البشير وتسانده في البطش والقتل والارهاب ، وقد وصف كمال عبد المعروف الثوار بشذاذ الآفاق ، فموقف الجيش السوداني لم يتغير قبل الثورة أو بعدها ، لأن قادته الحاليين كانوا سدنة للنظام السابق .
ولم يتحرك الجيش لحماية مصالح الوطن إلا بعد ان تعاظمت حركة الشارع وازدادت الإحتجاجات واتسعت لتشمل كافة أنحاء ، فكان ولاء قادة الجيش للبشير مطلقاً وأعمى ولا ينطلق إلا من مصالحهم شخصية وخوفهم من ضياع المخصصات والامتيازات . ثلاثون عاماً من حكم البشير غابت فيها الدولة وسيطر التنظيم على مفاصل الحكم ، ، وكان وجود الجيش رمزياً ولا يستطيع حتى التدخل في منطقة حدودية مثل (الفشقة ) او (حلايب ) وانتزاعها من مليشيات متفلتة ، لأن المسالة في الاساس لم تكن لها علاقة بمصالح الوطن ..
وحتى عندما تسألهم الآن …لماذا لم تحرروا منطقة الفشقة قبل خمسة وعشرين عاماً وانتم الان تطنبون في الإعلام عن خيراتها وأرضها الخصبة …لماذا تأخر قرار التحرير لمدة 25 عاماً ؟؟
تجدهم يردون عليك بكل بساطة : لأننا كنا مشغولين بمحاربة الحركة الشعبية !!!
اي أنهم يفضلون حروب الداخل ضد أبناء الوطن على حروب حماية حدود الوطن ..
ولولا الثورة السودانية لكان كل من الفريق برهان وياسر العطا وكباشي في صفوف المعاشيين يعانون الامرين في رحلة البحث عن الخبز والدواء ،
الثورة السودانية هي التي أعادت للسودان حصانته السيادية واخرجته من العزلة الدولية وضمته للمجتمع الدولي .. فإن كان كل ذلك لا يعني خدمة مصالح الوطن التي حققتها الثورة ..فدعونا نعرّف ما هي مصالح الوطن التي يعرفها الفريق ياسر العطا ويجهلها الثوار الذين قادوا هذه التغيير ؟؟
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …