‫الرئيسية‬ رأي لماذا يُعتبر الدعم السريع أخطر من كتائب الظل ؟؟
رأي - ديسمبر 27, 2020

لماذا يُعتبر الدعم السريع أخطر من كتائب الظل ؟؟

بشرى احمد علي :

مكمن الخطورة هو ان قوات الدعم السريع ترتوي من معين قبلي محدد ، و الولاء الأكثر هو للقبيلة ، وهي تعمل بصورة منظمة ولها غطاء شرعي وتمويل غير محدود ، كتائب الظل تم تضخيمها لتخويف الثوار من الخروج للشارع ، وهي عبارة عن تشكيل يضم مدنيين وعسكريين ، وقد انتهى بسقوط البشير، وكان تكوين قوات كتائب الظل عفوياً ولم يكن منظماً..
و خطورة قوات الدعم السريع تأتي من باب أن افرادها ليس سجل في ادارة الرقم الوطني والهجرة والجنسية ، وهم جنود مجهولون لا يعرف المجتمع شيئاً عن خلفياتهم، كما لا تعرف الشرطة السودانية سجلهم الجنائي ، و يعيشون في معسكرات مغلقة ويطلب منهم عدم الإختلاط بالسكان ، وهناك مزاعم ان بعضهم تم جلبه من خارج السودان ..
أصبح للدعم السريع ظل موازي لمؤسسات الدولة السودانية ، فلهم إدارات منفصلة مثل القضاء ، النيابات ، الاراضي، المحاكم ، مراكز الإعتقال ، مستشفيات ، ويسيطرون على بعض القنوات الفضائية والصحف ..
قوة الدعم السريع تأتي من ضعف الدولة السودانية وغياب المؤسسات الرسمية الأمنية مثل الجيش والشرطة ، في منطقة جنوب أولياء انتزعت قوات الدعم السريع مساحة ميدان وحولتها لمعسكر على الرغم من صدور حكم قضائي يبطل حقها في الإستيلاء على ذلك الميدان ..
وفي إحدى مرات قامت بتهريب أحد المتهمين بارتكاب جريمة قتل في حق أحد الشباب إلى خارج الخرطوم ، ومصدر قوة هذه القوات يأتي في انها تحظى بدعم وتدريب اقليمي من مصر والإمارات بحجة انها تحارب الاخوان والإرهاب، ولكن الخطورة انها أصبحت مصدر للإرهاب موجه نحو السودانيين في الداخل ، وهناك مصادرت أكدت أنها تدربت في اليمن على اسلوب حرب المدن والعصابات، وهي تستطيع الان الاستيلاء على السلطة من دون مواجهة تذكر ولكن الأمر الذي يعرقل حركتها هو ردة فعل الشارع وخوفها من الادانات الدولية .
والان يمثل جنودها في محكمة بالابيض بتهمة قتل 10 تلاميذ العام الماضي ، ووثقت منظمة هيومان رايتس واتش أن قوات الدعم السريع قتلت المواطنين عمداً بإطلاق الرصاص في احتجاجات كسلا خلال هذا العام، وهذا غير دورها الواضح في فض الاعتصام ، والان امامنا قضية الشهيد بهاء الدين وغيرها من القضايا التي سُجلت ضد مجهول ، حيث أصبح ظاهرة الاختفاء القسري والدفن بدون ترخيص من سمات حقبة ادارة حميدتي للدولة السودانية، فنحن لسنا أمام ظاهرة كما نعتقد، بل نحن أمام سياسة ونهج حكم جديد.
ولا يكتفي الجنرال حميدتي بسيطرته الفعلية على مراكز قوة الدولة السودانية ، بل أمتد طموحه وقام بتعيين أخاه عبد الرحيم في مجلس الشراكة الإنتقالي ، ثم ان اتفاق جوبا أمن له جبهة دارفور، وبعد سجن موسى هلال لم يعد ينازعه السيطرة على الإقليم ، وقد تحالف مع الحركات المسلحة ووعدها بالمناصب والأموال ليملأ الفرغ الأمني الذي خلفه رحيل قوات الامم المتحدة من دارفور ، ومقابل توفير تلك الحماية اشارت مجموعة الأزمات الدولية أنه طالب بنفس المبلغ الذي كان يُصرف على قوات الامم المتحدة ، ورأت مجموعة الأزمات الدولية ان هذا التحول سببه ان دول الخليج لم تعد متحمسة لحرب اليمن كما كانت في السابق ، وانها استبقت وصول المرشح الأمريكي، والرفض لحرب اليمن، والفائز باالانتخابات الأخيرة، جو بايدن للبيت الابيض بوضع خطة سلام جديدة في اليمن تفضي الي سحب المليشيات من الأراضي اليمنية ، ولذلك كان الجنرال حميدتي في حاجة إلى مورد مالي جديد يعوّض فارق دخل حرب اليمن .
وقد أستغل الجنرال حميدي الخلاف بين المكونين العسكري والمدني في بسط نفوذه وسيطرته ، فهو يوحي لكل طرف بأنه معه في صدام محتمل ، ولكن الواقع يقول أن الجنرال حميدتي هو فقط مع طموحاته ومشروعاته الشخصية في الهيمنة على الدولة السودانية ..
وقد منح الفريق برهان قوات الدعم السريع المزيد من المكاسب ومنحها الحصانة بعد أن اصدر قراراً يفيد بان قوانين القوات المسلحة لا تنطبق عليها ، وكان في السابق يقول ان قوات الدعم السريع هي جزء من الجيش وتلتزم بقوانين القوات المسلحة السودانية ، وبذلك حرص الفريق برهان على تجاوز شر هذه القوات المتفلتة حتى يأمن غدرها كما فعلت بسلفه البشير عن طريق منحها الحصانة ، ولذلك أصبحت قوات الدعم السريع لها اليد المفتوحة في العديد من الملفات الأمنية ، فقد سيطرت على البنية التحتية لجهاز الامن والمخابرات ، وأصبح لها حق الاعتقال والحجز والتحقيق والقتل خارج إطار القانون، ولا يستطيع اي جهاز قضائي محاسبة قوات الدعم على الجرائم التي ترتكبها لان الجميع اتفقوا على تسليمها شئون هذه البلاد..

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …