‫الرئيسية‬ رأي رسالة مفتوحة.. لمن يهمه الأمر
رأي - ديسمبر 31, 2020

رسالة مفتوحة.. لمن يهمه الأمر

وائل محجوب :

• حتى يفهم النائب العام ووكلاء نيابته والمكون العسكري والمدني في الحكومة الانتقالية ما حدث بالسودان خلال الثورة فيحسنوا التقدير ويبدون الإحترام الكافي لشعبهم، ويقومون بدورهم، فليعلموا اولا أن هذا الشعب الذي دك معاقل ديكتاتورية وطغيان العهد البائد، لن يقبل بإستمرار ثقافة البطش والعدوان والتعذيب.
• لم يكن هناك موكب ولا مسيرة ولا مظاهرة، الإ وكانت تتم عنوة واقتدارا وأمام أعين وعلى بعد أمتار من كتائب ظل النظام وفي مواجهتهم، وفي ذلك إشارة مهمة وهي تعني بغير شك شجاعة الشجعان، وتحمل الناس في سبيل ذلك الاعتقال والقتل والتعذيب.
• والشباب الذين هبوا لفعل ذلك هم طلائع مقدامة ومتفردة وشجعان بما يكفي ليهتفوا ويحفظوا جثامين قتلاهم، ويواصلوا مسيرهم الزاحف نحو الدولة المدنية، التي يتلجلج بعض صغار عساكر الدولة ممن تربوا على ثقافة الطغيان على حمايتها، وهم لو أدركوا انما فيها حياتهم.
• لم يثن الناس عن المضي في طريق ثورتهم لا الموت ولا الإعتقالات ولا التعذيب، ولن تقوم طالما انتصرت الثورة لهذه الموبقات قائمة، فما لمثل هذه الأفعال زغردت النساء ولا هتف الشباب في تمام الواحدة يوم عز الهتاف.. حرية سلام وعدالة.
• حينما قلنا اننا لن تحكمنا بيوت الأشباح مرة أخرى انما راهنا على الفرس الوحيد الرابح وهو هذه الهبة الجماعية، وما خاب فآلنا وما كنا مرجمين، وقد مضى شهيد، ومضى شهداء أخرين في مختلف انحاء السودان، فما هي قيمة الحكم الذي انعقد بالأساس لحقن الدماء، إذا كانت دماء أهل السودان رخيصة لهذا الحد، وما هو المسوغ للبقاء في الحكم اصلا، إذا لم يكن أهله قادرين على حماية الناس من غوائل الإنفلات الأمني، ومن جرائم قواتهم وتعلموا الدروس بما يكفي لإنهاء ثقافة التعذيب..؟
• من الأفضل لنا جميعا إذا أردنا الخير لبلادنا أن لا نعرضها لمخاطر الاستقطاب، وأن يلزم كل طرف حده في هذه المعادلة، وأن تفكك هذه البيوت والأقبية السرية للتعذيب، والإ سيقتحمها طوفان بشري ويحرر كل من اقتيد اليها ظلما وعدوانا، وليس في الخرطوم حتى تفهم الرسالة على وجهها الصحيح، انما في كل انحاء السودان.
• إما أن تستقيموا على جادة الدرب وتطهروا صفوفكم أو سيطهر الشعب بلاده، من دنس بقايا عهود الضلال، ولن تنتصر عليه تلك الثقافة بالغ ما زيف لكم الجهلاء، ممن تربوا على إجرام النظام البائد وأمواله الحرام.
• نحن نهضنا بعد فض اعتصام القيادة يوم أشاعت فئة الموت، وتصورت أن بمقدورها هزم الناس وسحقهم، والتسلل لمواقع السلطة والإستحواذ عليها، وتقدمت جموع الشعب، وقالت قولها في مواكب الثلاثين من يونيو، فالجمت وحسمت كل متربص وأعادت الأمور لنصابها.. وقزمت أحلام من توهموا وافترضوا وراثة عهد البشير.. وما من سبيل سوى المضي في درب الشعب، وتطهير صفوفكم وعقولكم من كوارث عهده، وفي مقدمة ذلك وقف وانهاء المعتقلات والسجون السرية، وذلك هو السبيل الصحيح والوحيد لإدارة البلاد ولن يقبل اهلها إشاعة ثقافة الموت مطلقا، كونوا عقلاء.
• في أمان الله يا بهاء الدين وصحبه من شهداء الموت المجاني في بلادنا.. إلى جنة عرضها السموات والأرض

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …