‫الرئيسية‬ رأي البريدك بقشِي ليك درب .. والباباك بشبشبِي فيك كلب
رأي - يناير 5, 2021

البريدك بقشِي ليك درب .. والباباك بشبشبِي فيك كلب

شاكر سليمان حسين..أبوبلسم

مثل دارفورى بليغ يقابله المثل العامى ( الما بريدك .. فى الضلمه يحدر ليك ) ..
إنه الكيد السياسي ودوافعه التاريخية وراء الهجمة الشرسة للنيل من مدير المناهج الدكتور عمر القراي ، وله إرتباط وثيق بعبارات شيخه محمود محمد طه ألد أعداء جماعة المشروع الحضارى سئ الصيت والسمعة ، كلماته المأثورة عام ١٩٧٨م ، وكل حرف فيها بمثابة منظار للمستقبل وقد صارت واقعا معاشا هو سر العداء البغيض لتلميذ الشيخ …

“ومن الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني . وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية . إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب مدى زيف شعارات هذه الجماعة . وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسياً واقتصادياً حتى ولو بالوسائل العسكرية . وسوف يذيقون الشعب الأمرين . وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل . وسوف تنتهي فيما بينهم . وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا أنتهى كلامه ….

إغتالوه معنويا وإجتماعيا وسياسيا ونسجوا له كل خيوط الغدر للوقيعة به وبأنصاره ، بل أرادوا إجتثاثه نهائيا ، فشككوا في معتقده ودينه وكفروه وأهدروا دمه ثم قتلوه حتى قبره أخفوه ثم أبادوا مؤلفاته وجرموا كل من يقرأ له ، ليس حماية للدين والشرع بل رعبا وفزعا منه حيا وميتا…

لم يستطيعوا مواجهة أفكاره ليقارعوه الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق فلجأوا الى بربريتهم المعهوده ( الخيانة والتكفير تم الانقضاض ) …فالذي يصف فكرهم بتلك العبارات لابد ان يكون مدركا وواعيا وخبيرا بدهاليز وخفايا ذلك الفكر الضال المتخفى بثوب الإسلام ، وبحكم وطنيته وإخلاصه لشعبه وبشجاعته المتناهية ضحى بكل ما يملكه ليحذر شعبه من الخطر القادم ( الطوفان المدمر ) الذي ينبغى أن يستعد الناس لتجربته ليتأكد من صدق حديثه وما تنبأ به ، فالتجربة خير برهان ، وقد كان…

قتله بذلك الغل والتشفى دليل أن الرجل يمثل بعبعا وخطرا جسيما على خططهم فما كان منهم الا اللعب على وتر العاطفه الدينية لتجييش الشعب دينيا ، ظاهريا كان ذلك ، اما باطنيا فكانت فكرة الرده فرموه بها وكان لهم ما أرادوا ، وعندما إستتب لهم الأمر بعد ذلك أنكروا وجودها بل إعتبروها من الحرية بمكان ، والذي افتانا بذلك ليس الصغار بل عراب ومؤسسى ومخضرمى تلك التنظيمات ( الشيخ حسن الترابى ، الشيخ راشد الغنوشى ، دكتور طارق السويدان وغيرهم) بفيديوهاتهم المنتشره فى الاسافير…

هذه المعطيات بما فيها إبادة الكتب والمنشورات وتغييب الجمهور من الإطلاع عليها ليقف على حقائق ما نسب اليه ليقرر هل الرجل فعلا بدل دينه وإرتد بدلا أن يملى عليه من معلومات من اتجاه واحد هو الحاكم والجلاد ، ثم ما بدر من سوءات وموبقات افعالهم من كذب ونفاق وتدليس وفساد فى حكمهم ، كل هذا الربط يبين ان المرحوم حاكمته سياسة الحكم الذى لا يؤمن بالآخر ، وقتله الهوس الدينى السياسي غدرا ليفسح له المجال يعبث بأجندته كما يشاء …

ما شاهدناه فى منابر العبادة من بكاء الأئمة والدعاة على مادة فنية للفنان مايكل انجلو يشتمل على باب يتحدث عن النهضة الأوروبية في مجال الفنون ، وتم إيراد عدد من اللوحات لتلك الفترة ، هى نفسها تدرس فى أعرق الجامعات الإسلامية فى البلاد .. بكاء مرا لم نشهده طيلة ثلاثة عقود خلت بدأت ١- بسفك دماء ثمانية عشر ضابطا فى شهر التوبة والغفران بعضهم دفنوا أحياء . ٢- قطع أرزاق ميئات الآلاف وتشريدهم . ٣- حرب ابادة وتطهير عرقى فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق . ٤- مجزرة كجبار وتشريد المناصير . ٥- موت بالجملة فى بيوت الاشباح . ٦- مجزرة طلاب العيلفون . ٧- اذلال النساء فى الطرقات بقانون النظام العام الجائر . ٨- مقولة كبيرهم فى المرأة الدارفورية بحديث عنصرى مقزز . ٩- فصل الجنوب وذبح ثورا اسودا ابتهاجا . ١٠- قتل المتظاهرين فى مارس وديسمبر ومجزرة ميدان الإعتصام . ١١- مقتل المعلم احمد الخير ببشاعة مستحدثة ١٢- اغتصاب بعض مشايخ الخلاوى للطلاب ودار المايقوما وما تستقبله بالعشرات يوميا من فاقدى النسب . ١٣- نهب المال العام ومقدرات البلاد وكفارة من يريد ذلك بفقه فصل للفاسدين (فقه التحلل ) مع التكبير والتهليل برفع السبابة والوسطى . ١٤ – قتل الشهيد بهاء الدين بدم بارد …كل هذه الموبقات لم تحرك لهم ساكنا …

أليس هذا ما يسمى الكيل بمكيالين والمرادف لها كلمة يعفها قلمى لتصف بها علماؤنا الأجلاء محلهم بالتأكيد الإحترام والتقدير ، وأمل الأمة فى وحدتها وإصلاح شأنها ، حيث الدعاة واجبهم الحرص على هداية الناس والتحلى بالرفق مع العصاة والدعاء لهم بالهداية والصلاح ….
المسؤولية التى على عاتقكم مناهضة خطاب الكراهية والتعاطى مع الحوار والمقارعة بالحجة ( وجادلهم بالتى هى أحسن ) . ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) .. قدموا لنا من المواقف لتكونوا قدوة لنا نتأسي بكم ، كما تأسينا وإقتدينا بسيد الخلق أمامنا وحبيبنا ومعلمنا الذى تمم مكارم الأخلاق فى مواقفه المختلفة والتى إن تمسكنا بها لن نضل أبدا ، مواقف مشرفة كموقفه مع الإعرابى الذي دخل المسجد فبال فى طائفة المسجد وقد أراد الصحابة زجره والنيل منه لكنه القائد والمربى يمنعهم قائلا ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) معطيا درسا فى الرفق وعدم العجلة … وموقفه من الشاب الذي طالب الإستئذان بالزنا وما دار من حوار فى منتهى الرقي والتحضر أفضى إلى إقناعه التام أن جريرته كبيرة من الكبائر ، إنتهى بوضع المربي الفاضل يده عليه داعيا له بالغفران وطهر القلب والحصن ، فلم يكن ذلك الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شى …
إين أنتم من هذين النموذجين ومن المواقف الكثيره التى لا حصر لها …

الوضع هش لا يحتمل التجاذبات السياسية والدينية فالبلاد أحوج من إى وقت مضى إلى وحدة الصف والتماسك ونبذ الشتات ، والبعد عن الخوض فى سفاسف الأمور لخدمة أجندات سياسية مفهومه للجميع ، الشعب السودانى بعد تجربته القاسية مع نظام الإنقاذ الفاسد فهم كل حرف من كلمات الوصية وقد عايشها تماما بتفاصيلها المؤذية ، وبلا شك إستفاد منها لبناء مستقبله …

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …