‫الرئيسية‬ رأي “المهجر إليهم” ضحية السد الصامتة
رأي - يناير 7, 2021

“المهجر إليهم” ضحية السد الصامتة

عمر عثمان :

يجهل الكثيرين أن الضرر الذي لحق بأهل الدامر عموما وأهل الوديان المتوارثة شرق المدينة من قبيلة الجعليين بكل فروعها المنتشرة في المنطقة في وحول وادي المكابراب والجباراب والموسياب والشعديناب والكبوشاب والعشير البلاب والفريع والعشانيق في ابورقيبة والقنديلاب والكنوز والحسناب والعكد وأدنى نهر عطبرة ووادي طنيدبة ظلت متوارثة مثلها والأراضي والحواكير في دارفور والوديان والجبال في شرقنا الحبيب التي تعتبر أراضي محرمة لغير الهدندوة والبشاريين والبجا عموما كوادي العشار وجبال النمر ونوراية الغنية بالذهب مناطق قبيلة والسلطة فيها للقبيلة لا للدولة باعتراف الحكومة المركزية التي تفرض رسوما على المعدنيين من خارج القبيلة تحصل بواسطة القبيلة موزعة بين أفرادها كحق أصيل متوارث.

فالضرر الذي وقع على أهل الدامر عموما والجعليين خصوصا من قيام سد مروي أن يجنوا ثمرة للتضحية الكبيرة باراضيهم من أجل استيعاب الاهل المهجرين قبيلة المناصير وما تبقى من أراضي ابتلعه غول زادنا والشركات الأجنبية والفاسدين من جماعة النظام البائد دون أن يترك للمدينة المكتظة بالسكان متسع مقابر لدفن الموتى مستقبلا ناهيك عن أراضي زراعية أو سكنية أو استثمار بعد أن أغلقت المدينة بالكامل جهة الشرق نفس الشئ الذي حدث لأهلنا في نهر عطبرة الذين نزعت أراضيهم غربا.

حيث ترك للنظام البائد للأهل من قبيلة المناصير الخيارات مفتوحة مابين الرحيل والخيار المحلي ولم يترك لأهل الدامر خيارا سوى القبول بالتنازل عن أراضيهم لاستيعاب المهجرين والأمر هنا لا يهم من هم المهجرين ولا من اي قبيلة طالما القرار صدر بأمر النزع.

فمع إيماني التام بأن لاهل المناصير قضية فإن قضية أهل الدامر عموما والجعليين خصوصا من أهل الوديان لاتقل أن لم تكن أكبر من قضية المناصير، لأنها الظلم الذي لحق بهم وباجيالهم المتعاقبة بسد الأفق أمامهم وقتل مستقبلهم كاصحاب حق متوارث بمثلما في بقية أجزاء الوطن، يجب أن يقابل بماهو أكبر من اعتصام واغلاق الطرق ولكن تحكيم صوت العقل حتى اللحظة من أجل أن تقف الحكومة المدنية علي قدميها وتقدم حلولا موضوعية لا تستثني احد فاطراف قضية المتأثرين بالسد ليس المناصير (مهجرين + خيار محلي) فقط كما هو شائع ومتداول بل يوجد طرف ثالث أكثر تأثرا بقيام السد يتمثل في (المهجر إليهم) الذين لم يفتي في أمرهم حتى اليوم ويظلوا يراقبون تحركات الحكومات المتعاقبة في عهد النظام البائد الذي لم ينصفهم بل تمادى في ظلمهم َتفنن في انتزاع حقوقهم عنوة وطالما لم يخرجوا عليه فحتما لن يخرجوا علي حكومة الثورة التي ينتظرون أن تكمل أهدافها ومن ثم تبت في أمر القضية ككل وليس بالقطعة بعد دراسة جميع جوانبها دون أن تلحق الضرر بمجموعة دون أخرى.

*المهجر إليهم هم من ضحوا باراضيهم لاستقبال المهجرين من أهلنا المناصير والنظر لحل قضية طرف واحد دون بقية الأطراف يزيد نيران الفتنة اشتعالا.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …