في فصل “الحب” عن الدولة
محمد فاروق سلمان :
لوقت طويل ظل تطور الدولة نحو العلمانية يبدو كموقف من الدين نفسه، ولما كان يمكننا فلسفيا على الاقل اخذ اي موقف من الدين كموقف ديني في الاساس الا ان الموقف العلماني الصحيح هو موقف من الدولة واعادة تعريف لها في ظل دينامية السياسة نفسها وليست تعريف للدين واعادة التعريف به، ولما كانت اي من الثورات الاجتماعية الكبيرة قد شهدت ثورات دينية ايضا سواء اذا نظرنا للصراع الكنيسي الذي اتاحه مارتن لوثر في اوروبا والذي اتى كمقدمة من مقدمات عهد النهضة الاوروبي او الدعوات للاصلاح التي كانت تتم داخل الكنيسة الكاثوليكية نفسها، ولا اعتقد ان ما تشهده عوالم المسلمين ومن اوقات الأمام محمد عبده وجمال ألدين الافغاني انتهاءا بحركة الاسلام السياسي تجاوزت اعادة التعريف بالدين ومقدمات طبيعية لهذه الثورة وبداية مشروع للاصلاح الديني للمسلمين.
ليس موضوعي هنا ما يمكن ان توحي به هذه المقدمة حول فصل الدين عن الدولة، ولكن بقدر ما يمكن ان يكونه الدين داخل وجدان المتدين والقداسة التي قد نحملها له امر في غاية الاهمية والتبجيل بالنسبة للافراد، يظل فصله عن الدولة هو الخيار الموضوعي للحفاظ على هذه القداسة عند الافراد. وبذات الدرجة وكيفما يبدو “الحب” امر اخر في خيارات الافراد يحظى بمكان لا يقل عن الدين في وجدانهم ان لم يكن هو من طرائق التناول الوجداني للانتماء الديني الابلغ بطريقة ما. واظن فهمنا لفصل الحب عن الدولة امر اقرب لتصوراتنا مهما اختلفنا عن موضوعية ادعاءات فصل الدين عن الدولة؛ فممارسة الحب نفسه لا تتم في اطار موضوعي جمعي كما الدين، وعادة ما نعترف خلف اهات اوجاع الحب بمقولة تقطع بلا معقولية الحب: “القلب وما يريد” وان كانت قناعتي شخصيا ان الحب نفسه نشاط عقلاني يدلف لجوهر الاشياء ويبحث جمالها من خلال غرائز تطورت مع الانسان لم تعد في طاقة عقله القياسي فضاء الممارسة السياسية الاوفق لنا جميعا، ولا يختلف “البغض” عن “الحب” كثيراً كملازم طبيعي له الا في قدرتنا على تسبيب كرهنا لشخص ما، وحوجتنا أخلاقيا لتبرير كرهنا لانسان ما، وان كان “الكره” الحقيقي صنوا للحب الحقيقي تماما يكون لوجه الله واحيانا قد يكون غطاء لحب لا طاقة لنا به.
من بؤس الممارسة السياسية ان تكون المشاعر كالحب او البغض من معايير الاختيار ومقدمة على الكفاءة والتجربة في التبرير لتقلد المواقع في الدولة، بؤس يبدوا معه اننا امام فصل جديد من الهوس لا يقل خطرا عن الهوس الديني، ويفضح باكثر منه فقرنا القيمي والمعرفي. هذا بالطبع لا يجعلنا نغفل حوجة الانسان للتجسيد والترميز وعجزه عن التجريد مطلقاً، وان كانت هذه امور لا تخلو منها اي ممارسة ديمقراطية وقد تكون حاسمة في الفوز باي انتخابات نزيهة؛ هذا القبول الجماهيري الذي يحققه اي مرشح. وان بدا ان حب الجماهير او كرههم له هو اساس هذا الفوز، الا ان الممارسة السياسية الرشيدة داخل مؤسسات مدنية حقيقية هي ما يجب ان تقف وراء كل هذا والا سيخيب رجاءنا ويكون خذلاننا بايدينا من صناعة القادة “خايبي الرجا”!
بالتاكيد دفعني لكتابة هذه الخاطرة محاولة قحت التي لا تقل بؤسا عن مجلسها ومخيالها (محاولة منى للجمع بين ركاكة كلا الخيال والخيلاء)، وكانما عدمت كل الحيل السياسية لانقاذ ماء وجهها، وصيانة الانتقال من سوء غزلها. فصارت تحشر الحب في معايير اختيارها وهي تدفع بترشيح خالد عمر (سلك) لمنصب وزاري! وبغض النظر عن صحة الحجة في مداولات الترشيح عن كونه يتمتع بحب الجماهير، لكن التفاعل في الحملة التي انت لاحقة لتسريب هذه الحجة هو ما يهمنا. بحكم كونها الاكثر تقدما من سابقة ترشيح نفس سلك لمنصب وزير الخارجية، واذكر انني خاطبت وقتها مباشرة بعض قادة المؤتمر السوداني عن خطل هذا الترشيح وخطره ممن تبقى بيننا مِن الاحترام والتقدير ما يسمح بمناقشة الهم العام بعد، وان كنت اتمنى ان يكون هذا متاحا حتى مع خالد عمر نفسه لما كان بيننا مِن ود واحترام ولكنه انقطع كما انقطعت اواصر كثيرة وتبدلت عقول بعد ابريل ٢٠١٩، وصرنا الى اناس يقفون امام رؤاهم وخلف طموحهم وحده، وصار معيار نجاح السياسة عندنا الوصول الى السلطة وحده، وهو معيار وان لم يخلو مِن وجاهة ولكنه ليس بحصانة مِن الخذلان ان صار هو وحده يتيما في تعريف نجاح السياسي، وخزي لن يكون للسياسي نفسه منجاة منه ان لم يكن هو اول المخذولين في نفسه!
لم يعدم التاريخ السياسي عندنا هذه العواطف الجياشة في تتبع القادة وتقديمهم وانكار الذات في هذه التبعية وعل هذا هو مِن اهم الملامح في الممارسة القديمة التي هي اولى بتسفيهها، وعلها كانت في السابق حقيقية اكثر لا يحكمها نشاط قد يكون زائفا في صفحات التواصل الاجتماعي، او ما اصبحت تتيحه التكنولوجيا الان. وانا هنا بالطبع لا اضع ترشيح اي مِمن قدمتهم قحت في مصاف من تقدموا في تاريخ اسبق مِن قادة العمل العام وتفاني جمهورهم في الولاء لهم لا يختلف في هذا عبد الخالق محجوب عن الزعيم الازهري في التعصب لهم مِن مشايعيهم وشيوعهم، تعصب صبغ صراعنا السياسي بانقسام وقف سدا امام وحدة الارادة الوطنية وحاجزا امام حب الوطن نفسه، وما زلت اذكر الاوراق عن الثورة السودانية في مدرسة الكادر في مؤتمر الطلاب المستقلين، ومدرسة وكادر هنا مجازاً لاختلاف نهج الاستقلالية نفسه عن هذه المصطلحات التي تفيد الرصانة التنظيمية وتقييد الافراد، المهم لا زلت اذكر حديث محمد جلال عن الثورة السودانية ومراحلها بدءا بالتجسيد في الثورة المهدية والتي جسد الامام المهدي وقتها الوعي الجماهيري بقيم الثورة في زمانه، ثم الترميز في اكتوبر ٦٤، والذي كان فيه القرشي رمزا يمكن ان يكون ايٍ منا في تطور للوعي الجماهيري وانعتاق مِن التجسيد، انتهاءا بالتجريد في ثورة ابريل والتي يصر دكتور محمد جلال على تعريفها بثورة اكثر منها انتفاضة لقدرتها على تحقيق وعي مجرد بقيم الثورة وفشل كل محاولات العودة للترميز والتي كان يحاول كثيرين مِن الطبقة السياسية الارتداد اليها بتمجيد شهداء ابريل بتفس شاكلة ما تم في ابريل وهو ما فشل فيه البعثيين في الشهيد فضل ورغم البطولة في اعدام الاستاذ محمود محمد طه لكن الهامه كان في تقديم نموذج الشجاعة او الفداء كما تنبأ هو نفسه به، وهو امر معروف عند جمهوريي ذلك العهد، ونموذج الفداء هذا كان اكثر حضورا في هذه الثورة وتجاوز شجاعة فرد واحد لحالة عامة تكررت عند كل شهداء ثورة ديسمبر، ليصبح كل واحد منهم ملحمة لوحده وبطولة لم تختلف عما قدمه الاستاذ محمود محمد طه وهو يخطو مبتسما لحبل المشنقة.
تمتع استاذي محمد جلال هاشم بعقل منهجي دائما ما اعجبت به وقدرة على تحديد مواقفه بشكل قاطع لا تحتمله كلا الثورة او السياسة حتى وان لاح هذا ثوريا لوهلة، لكنه من صميم صفات المفكر، وعله في الاعتداد بعقله والفكر اقرب للانبياء منه للعلماء، فمن سمات العقل العلمي وقدرته على النقد مفارقته لليقين وقرينة ان يكون الامر خاطئا وهو امر لا يحتمله اي عقل ايدولوجي وان كان من المستحيل القطع بخلو اي عقل او نشاط عقلي من الايدولوجيا مطلقا كوقائع مجردة للوعي ووعورة وعي الوقائع تجريدا وامكانية اعتبار حتى هذا أيدولوجية اكثر اعتدادا بنفسها. المهم تشكل وعيي كثيرا بمساحات التقارب بيني وبين استاذي محمد جلال واذكر انني في مرحلة كنت قد طلبت من خالد عمر ان يتواصل مع محمد جلال ولا ينقطع عنه وكنت ناصحا امينا له وقتها اكثر من كون هذا وفاءاً لمن ساهم في تشكيل وعي المستقلين بشكل سافر، واذكر انني قلت له تحديدا اذهب اليه وناقشه ستخرج منه اكثر تحديدا لبوصلة اتجاهك حتى وان اختلفت معه وستضمن ايضا انه قد لا ياتي على ذكرك في مقال لاحق! واظن هذه النصيحة الاخيرة لم تخلو من التخابث مني على تلميذي واستاذي. وليس في اعتباري لخالد تلميذ لي تجنيا فقد كانت اجابته لي عندما اراد التقليل من الذهاب لمحمد جلال انه يعتبرني استاذه اكثر من محمد جلال وانني اتقدم محمد جلال هذا بمسافات فاجبته وقتها ضاحكاً؛ انا ليس أستاذك والا لكنت الان تتقدمني كما تراني اتقدم استاذي محمد جلال لان هذا ما يفعله الاستاذ الناجح ومعيار نجاحه الوحيد ان يتيح لتلاميذه ان يتقدمونه…
وفق منهج محمد جلال نفسه ان الثورة اللاحقة لمرحلة التجريد هي ثورة وعيها يقوم على عزل اعداء المبدأ، كمحطة خطية في تطور الثورة السودانية من التجريد في الثورة المهدية مرورا بالترميز في ثورة اكتوبر وصولا للتجريد في ثورة ابريل وهي ثورة هدمها صعود اعداء المبدأ على اكتافها، لذا لا بد من الانتهاء بعزل اعداء المبدأ، وهو ما يفسر تفانيه الحالي في البحث عن اعداء الثورة وبشكل جعله يقدم ورقة مع بداية الحراك الذي قاد لهذه الثورة لحماية الثورة واتذكر واثناء وجودي وقتها في تنسيقية قوى الحرية والتغيير وفي يناير على ما اذكر انه ارسلها لي للتوقيع وكان من المبادرين في التوقيع عليها بروفيسور محمد الامين التوم واخرين لم اعد اذكرهم، وقد اعتزرت له وقتها ان الامر مبكرا للتفكير في سارقي الثورات وقلت له ضاحكا امام اصراره ان الثورة الما بيسرقوها دي ذاتها ما ثورة وان علامة انتصار الثورات هو وجود هؤلاء السارقين، وهذا امر لم اكن شخصيا استخف به ولكن كنت واثقًا من كون المؤسسية وحدها ما يجب ان توقينا شره، وهو امر شق على طبقتنا السياسية وظلت تحافظ على سيولة المشهد متوهمة ان الفرص التي تتيحها هذه السيولة هي الطريق الاسهل للصعود على اكتاف هذه الثورة وهو امر ساهمت فيه (قيادة) المرحلة بعد ١١ ابريل والتي اصرت على تصدر المشهد قفزا على استحقاقات القيادة المؤسسية واعتمادا على رصيد (ايقونات) الثورة وشبحية القيادة ghost leadership التي اتاحها وجود تجمع المهنيين نفسه فعدمنا القيادة الجمعية collective leadership والرؤية التي يجب ان تكون خلفها وصرنا للطريق الذي يصنعه المشي.
اعرف ان المقارنة بيني وبين محمد جلال وخالد عمر واذا نظرنا للتصنيف بين تيار يدعو للتسوية او التغيير الجذري قد تضعني ابعد من محمد جلال كـ hard liner ولا اصنف نفسي الا كـ soft liner وان كان هذا يضعني في المعسكر الذي يوجد فيه خالد عمر الا ان الشروط عندي اكثر تحديدا ووضوحا من وقت مبكر لم تخضع ابدا لتغيرات السياسة وموازين القوى اللحظية، حتى للامانة انني كنت ميالا للتفاوض مع عوض بن عوف (ذاتو)، واستغربت جدا البيان الذي تلاه الدقير في الاعتصام يوم ١٢ ابريل والذي لم يتم فيه تشاور واسع وان تم لم يكن بشكل مؤسسي، ولم اعتقد حتى وقت قريب وجود اي فرق في التفاهم مع عوض بن عوف او البرهان وان كنت مؤخرا اعتقد ان الشروط للتفاوض كانت افضل مع الاول! واظنني اميل لمًا ذهب اليه وقتها الصحفي عثمان ميرغني في خطل اهتمام الحرية والتغيير بتجويد اداء الفريق المنافس من الاهتمام بنفسها وكنت قد تناقشت مع كثيرين عندما بدات الاحتجاجات حول قادة كثير من الوحدات في القوات المسلحة والقطاع الامني تاخذ منحى لعزل هؤلاء القادة مما يجعلنا بدلا من مواجهة مراكز قوى متعددة امام مركز واحد او مركزين يسهل اتفاقهم على الانقلاب على الثورة بدلا من فرض شروطها عليهم. وهذه تجربة اتاحها لي قربي من محمد جلال دائما، ومحاولة مضنية لهزيمة السيناريوهات التي يتخيلها من موقعه كما يقول عن نفسه: weather forecaster وكثيرا ما اختلفنا في هذا التعريف اذ انني اعتبره مفكرا ولايجب ان يكون دوره حصرا على التنبؤ بمالات الاحداث والانتظار لتحقيق نصر بصدق تنبؤات كارثية مهما بدت واقعية كان الاولى مواجهتها ووقاية شعبنا منها.
يقول لوي تولستوي على ما اظن ان الاحترام وجد لملأ الفراغ الناجم عن غياب الحب، ولا اظن انتي احتجت ان اسال نفسي هذا السؤال فيما يختص بكثيرين مما جمعتنا رفقة هذا الطريق في ظروف وايام تباينت صعوبتها وعسرها علينا طالما كان الود محفوظا وكنت قد بدات احث نفسي على احترام اعداءها وليس الرفاق واظن ان هذا جعلني غير مفهوما لكثيرين ظلوا اسرى خطاب الادانة المطلقة، وهذا مفهوما لي شخصيا فانا نفسي قد مررت بهذا الطريق ووقعت تحت هذا الاسر، لكن بالعودة لترشيحات قحت الاخيرة وهذا التناول البائس لها في ظل فشل قحت نفسها المؤسسي وانقلابها على مواثيقها منذ تعيين الولاة، لا اعتقد انني لا احمل من المودة والحب لخالد سلك وكثيرين غيره ممن جمعنا في فترات مضت هذا الطريق، وبشكل خاص لا يمكن ان تكون علاقتي به او بالمؤتمر السوداني نفسه على شاكلة علاقتي بالبعث او اي مِن احزاب القوميين العرب او حتى الشيوعيين ممن احسب ان بهم عته ايدولوجيا لن تطيقه هذه الثورة كما لم يطيقها الا بشق الانفس وتهديد كسبها واظن ان رياح التغيير يجب ان تطال اصحاب هذه الافكار بدرجة لا تختلف عن نفس حوجة تغييرها عند الاسلاميين، ولكن يظل هذا شانهم ومنهم مبادرين طرقوا هذا الباب على مثال الخاتم عدلان وصديقي المفكر محمد على جادين طَيب الله ثراه وصنوه عبد العزيز حسين الصاوي كما لم تعدم الحركة الاسلامية اصلاحيين حاولوا الخروج بها مِن تنكب طريق القهر السياسي ابتداءا بالمرحوم البروفيسور الطيب زين العابدين ومرورا بمفكرين كالمحبوب عيد السلام ود خالد التجاني ود محمد محجوب هارون وراشد عبد القادر وحتى الطبيب غازي صلاح الدين. واظننا ان نظرنا في تاريخنا السياسي لن تعدم مسيرة اي كان الادانة ولن يكون هذا غير مدعاة للتغيير لا الاحتفاء بها لاعادة تدوير التاريخ، اما بالنسبة لرفاقي ممن حملتنا الدعاوي لسودان جديد فاظن كثيرين منهم اقرب الان لممارسة حقهم في “الغلط” على هذه البلاد بعد ان حرموا منه لعقود كقوة جديدة: لا اعتقد ان تصدرهم المشهد الان سيخلق فرقا في ظل حفاظهم على نفس بنيات النظام القديم والاعتداد بادوات الممارسة القديمة، بما في ذلك ارباك قوى الثورة. وربما الاعتداد عما قريب بقهر الدولة في اعادة تعريف هذه الشراكة مع العسكر وحركات النضال المسلح في منحى اظنه الان اكثر تهديدا للانتقال الديمقراطي مِن الدولة العميقة.
انا لم اعدم الود لخالد عمر مهما بدأ هذا صعبا وتصديقه اصعب لمن هم على تواصل مع كلانا، ولا اتوقع عنده مثل ما عندي له شانه شان كثيرين فرقنا هذا الطريق الذي يصنعه المشي. وان كنت اراه آثماً في ما آلت اليه الامور بالنسبة للبناء المؤسسي لقوى الثورة وهذه السيولة التي انتهينا اليها الان، واظن انه لو استفاد مِن هذه السيولة في ترقي اي منصب سيكون مِن السهل وصفه بالانتهازية، لكني لا اعتقد انه استثناءا عن ما هو سائد الان، وسيظل ضحية لعدم قيمة النقد او الاشادة التي اتاحها هذا السعي الدؤوب منه لتحطيم كل فرص البناء المؤسسي لقوى الحرية والتغيير واختزال تمثيل نداء السودان في حزبه وهو امر بالتاكيد قد يعتبر نجاحا لقبائل الاحزاب يحسب له في حزبه، ولم يبتزهم فيه الا عم علي الريح، لكنه يظل التهديد الاكبر لهذه الثورة والانقلاب على مواثيق الانتقال وفي مقدمتها التزام قوى الحرية والتغيير بمبدا الكفاءات المستقلة الذي وان كان ترديده الان سذاجة مني، لكنه تذكير اهم؛ “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” سورة النحل الاية (٩٢)
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …