حينما يحكم البلاد المغتربون
د. محمد صديق العربى :
واني نائب عميد الشؤن العلمية في جامعة اعالى النيل في العام 2010م يفتح مكتبة المجمع ويستخرج كل المراجع التي باللغة العربية ويحرقها ورمادها يصيبني داخل قاعات الدراسة ونصف الطلاب او أكثرهم درس باللغة العربية عدا الذين كانوا يسمون بالعائدين Retairnese من كينيا ويوغندا درسوا باللغة الانجليزية وتم اخطارنا بتغير الدراسة إلى اللغة الإنجليزية ومراجعها غير متوفرة وتم حرق العربية منها.
من المواقف التى لم انساها كذلك استدعاء الاخوة من جنوب السودان المتعلمين منهم من خارج السودان وتنصيبهم الوزارات لم تسعفنى الذاكرة لتذكر اسم الدكتور الأسترالي من أصول الجنوب سودانية وكنا نسكن سوية وتم تعينه أستاذا جامعيا وبعد الانفصال (وهم يسمونه استقلال) أصبح وزيرا؛ كان رجلا لطيفا مهذبا فسألته لماذا لم تحضر اولادك من أستراليا؟ قال لانه سيعود إليهم هو وكما انه يسافر للاجازات هناك إلى البلاد التى يحمل جنسيتها؛ فقلت في نفسي الرجل في اغتراب لجمع الأموال وسيعود إلى حيث الحياة وزينتها ولن يضحى بحياة بدائية حيث كهرباء بسويعات وباعوض يجعلك تهرش جلدك صباح مساء.
سال والدي شادية بعد أن رجعت الي العمل مجددا في المنزل كيف وجدت الجنوب قالت الكل مرهق عدا الذين يضعون اقلاما على جيوبهم، فالتفت إلى الوالد افهمت قصدها ؟ قلت لا ؛ مع اننى قد أدركت مقصدها ولكن حبا في سماع رد الوالد يختصر الإجابات بكلمات بسيطة ومعبرة
قال انهم يسرقون من قبل الافندية.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …