
أهداف التعليم في السودان ما بين كان وينبغي أن يكون
طه محمد الحسن كوباوي :
تلعب سياسات التعليم والتنشئة المعرفية دورا كبيرا في تشكيل واقع ومستقبل المجتمعات البشرية. فغايات التعليم في العهد الاستعماري لم تتعدي تعليم الطلاب ليكونوا موظفين في دواوين الحكومة آنذاك ، لذلك لم تهتم السياسات التعليمية حينها بتقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز قيم الوحدة الوطنية الذي يتنافي مع أهداف الدولة الاستعمارية.
وبعد استقلال السودان سعت الحكومة الوطنية إلي إصلاح التعليم فكونت ثلاث لجأن لصياغة السياسات والأهداف التعليمية أشتهرت منها لجنتان ، الاولي كانت تعرف بلجنة عكراوي ، فيما عرفت الثانية بلجنة كاظم وعملت اللجنتان بمساعدة ودعم منظمة اليونسكو.
توصلت لجنة عكراوي في تقريرها إلى أن السودان يواجه مشكلات غاية في الصعوبة والتعقيد ، بالنظر إلى التنوع العرقي والثقافي الكبير الذي يتمتع به ، وأن للتعليم دور كبير وحيوي في حل مشكلات التعدد والوحدة الوطنية بصفة خاصة. واقترحت اللجنة تعزيز قيم الملكة الفنية لدي التلاميذ ليتمكنوا من الاسهام بفعالية في المؤسسات الديمقراطية
والحياة الثقافية والاجتماعية ويكونوا متسامحين ومتفاعلين مع إحتاجات البلاد وتطلعات المواطنين.
وفي الديموقراطية الثانية عام 1968 تمت صياغة سياسات تعليمية تهدف إلى تربية جيل محب لوطنه وعارفا” بحقوقه وواجباته وداعماً للوحدة الوطنية.
وفي فترة الحكم العسكري المايوي أنعقد مؤتمر للمناهج في نوفمبر 1984
استمد اهداف التعليم من قوانين سبتمبر (أو ما يعرف بقوانين الشريعة الإسلامية) ، وكانت البداية الفعلية لاسلمة العلوم والمعارف حيث هدفت إلي تنشئة مواطن سوداني صالح يدين بالعبودية لله في كل مناحي حياته عقيدة وشريعة واخلاقاً وسلوكاً.
وجاءت حكومة الجبهة الاسلامية وعقدت مؤتمر لإصلاح التعليم بالسودان في سبتمبر 1990 وآخر في 2012 هدفوا إلى غرس قيم العقيدة والاخلاق الدينية في النشء وتبصيرهم بتعاليم الدين الإسلامي وتراثه وتربيتهم علي هديه وبناء الشخصية المؤمنة العابدة لله المتحررة ، وتقوية روح الوحدة الوطنية وتنمية الشعور بالولا للوطن.
ولكن للأسف لم تتحقق غايات التعليم في كل العهود السابقة و تعسرت في تحقيق أهدافها ، فالازمة الحقيقية كما يقول الخبير التربوي د. محمد عمر بشير في كتابة (دراسات في الوحدة الوطنية في السودان ) هي أزمة عدم الاتساق والانفصال بين القول والفعل ، وغياب ما هو مكتوب في الأهداف الاستراتيجية والممارسة ، لذا علي الخبراء والتربويين الذين يعملون علي ضياغة سياسات وأهداف التعليم في سودان ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة، أن يعيدوا النظر في غايات التعليم بالبلاد مستفيدين من الفشل المتكرر في تجارب العهود السابقة وذلك بوضع فلسفة تجسر المسافة ما بين النظرية والممارسة وتحول الأقوال إلى أفعال وتعمل علي غرس وترسيخ مفهوم المواطنة والحرية والسلام والعدالة لدي الطلاب، وتعزيز قيم الوحدة الوطنية، تحقيقاً لهتافات المواكب باعتصام القيادة العامة (مش كلنا جينا من ادم ، ومش ادم ابو البشرية) وإحترام التنوع والتعدد (الديني/العرقي/اللغوي/الثقافي).
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …











