‫الرئيسية‬ رأي المجلس التشريعي .. في الليلة الظلماء يفتقد البدر
رأي - ديسمبر 30, 2019

المجلس التشريعي .. في الليلة الظلماء يفتقد البدر

 

فتحي البحيري

ندري انه يظل احتمالا قائما أن تكون هناك أسباب وظروف موضوعية قاهرة وراء تأخير قوى الحرية والتغيير وشركائها لتشكيل المجلس التشريعي كثيرا عن ميعاده المستحق الا انهم بالتأكيد قد عرفوا الان ان المصاعب والخسائر والمشكلات التي تنتج عن أي يوم يغيب فيه هذا المجلس أو يتأخر أكبر بكثير جدا من تلك الناجمة عن وجوده.
إن غياب المجلس التشريعي كل هذا الوقت مؤلم ومعوق جدا، لاسيما في ظل عرض موازنة مثيرة للجدل سياسيا وجماهيريا، وفي ظل الحاجة الملحة لمراقبة الكثير جدا من أوجه التقصير والتجاوزات الفردية من عدة وزراء أبرزهم الداخلية والإعلام والمالية والزراعة والخارجية ولا يمكن حسم هذه التجاوزات وذلك التقصير بغير مجلس تشريعي بصلاحيات تشريعية ورقابية مطلقة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن التقصير البائن والذي يرى البعض أنه متعمد فيما يلي تفلتات منهجية خارجة على القانون في قلب العاصمة الوطنية ام درمان أمر لا يجب أن يمر ابدا دون مساءلة ومحاسبة السيد وزير الداخلية ان لم يكن استقالته، نفس الشيء يقال عن وزير المالية وشبهة الفساد في التعاقد مع شركة الفاخر بخصوص الذهب وعلاقة الشركة المذكورة بنافذين في النظام الانتقالي.
الحجة الحالية لتأخير تشكيل المجلس التشريعي هي أنه تم ربطه بالفراغ من مفاوضات سلام لا تبدو المؤسسات الانتقالية القائمة تتعامل معها بالحد الأدنى المفترض من الجدية والمنهجية وهي لعمري حجة لا ترقى لتبرير النقض الكبير مع سبق الإصرار والترصد للوثيقة الدستورية التي تمنح وحدها الشرعية لكل هؤلاء الذين يتشاركون الان في هدم الأرضية التي يقفون عليها جميعهم.
ليس بالضرورة أن تكون مطالبتنا بسرعة تشكيل المجلس التشريعي دعوة للتخلي عن استحقاقات التفاوض مع الحركات المسلحة، ولكنها دعوة للإسراع بحسم كلا الملفين في أقصر وقت ممكن حتى تتفادي الحكومة الانتقالية هذا الوضع الشاذ الذي لن يفضي بها إلى أي عافية..وكيف يمكن النجاح في أي مهمة بدون آلية فاعلة ومستقلة للمحاسبة والمساءلة والرقابة؟

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …