في انتظار جهيزة : هل العميد سيف عطا حركة إسلامية أم لا؟
فتحي البحيري
حبيبنا الإعلامي القدير والخلوق الطيب بشير، وبعد نقاش خاص طويل يتراجع عن القطع بعدم انتماء مدير مكتب اللواء بشائر للتنظيمات الإسلاموية ويصر على نزاهة ابن دفعته ويتهم جهات في الشرطة ببيع الوهم لقوى الحرية والتغيير ويقول بالحرف “اللحظة مملوءة بمؤامرات داخل الشرطة تبيع الوهم للساسة وتستغل (بعض) الصحفيين لتصفية حسابات”.
وكان الذي يكتب هذا قد ألح في مناقشته بعد ما كتب مقالا ً دافع فيه باستماتة عن العميد سيف عطا مدير مكتب مدير عام الشرطة عقب تعرض الأخير لانتقادات حادة من بعض منسوبي قوى الحرية والتغيير في برنامج تلفزيوني. وجاء في مقال الطيب بشير الدفاعي عن اللواء سيف أن المذكور كانت قد تأخرت ترقيته مع آخرين أوائل عهد الانقاذ معتبرا ً ذلك دليلا ً كافيا ً لنفي “الكوزنة” عن الرجل فيما تقدّم من عمره وما تأخّر وقال الطيب بشير في خاتمة مقاله “أنا لا أعرف الفريق عادل بشاير، لكني أعرف، عن كثب، دفعتي سيف أب زرد ، أعرف لربع قرن من الزمان دفعتي سيف عطا..وأعرف كيزان الدفعة.. أعرف مفسديها.. أعرف من أثروا فيها .. أعرف من تمت ترقياتهم بغير وجه حق.. من يدافعون عن (وسخ الكيزان ليل نهار) ليس من بينهم على الإطلاق العميد سيف عطا فضل السيد أبو أكثم “الكلس” ولكن “على الإطلاق” هذه تراجعت في ردود الطيب بشير على التعليقات التي وردت على مقاله حيث قال في أحد هذه الردود “هل أجزم أن سيف ليس عضواً في الحركة الاسلامية؟ وكيف لي الجزم بذلك؟أستطيع الجزم بانو غير مفسد”.
ما يعنينا من ذلك كله هو ما يلي : الصديق الطيب بشير يجد منا كل الاحترام بحق الأخوة والصداقة وبحق مواقفه المشرفة غير المتدنسة بقاذورات الانقاذ طيلة السنوات الثلاثين التي اختار فيها أصعب الطرق للتحقق وللرزق الحلال وترك للإنقاذيين جهازي الشرطة والتلفزيون اللذين كان بإمكانه أن يترقى في كليهما إلى أعلى الدرجات لو أنه اكتفى – فقط – بالصمت والانحناء. ولكل ذلك فإن أي شهادة من الطيب بشير حول أي شخص أو قضية تجد منا ومن الجميع تقريبا كل العناية والاهتمام وإلا كان بإمكان الذي يكتب هذا تجاهل كل هذه الإفادات بالكلية.
ما يعنينا أيضا أن هناك ثورة قامت ضد هذا التنظيم الاخطبوطي الذي أضر بالوطن والمواطنين أيما ضرر وأن هناك قانون متواضع نتج عن هذه الثورة الباذخة يقضي بتصفية كل تمكين قام به هذا التنظيم. وبالتالي يكون التصدي للدفاع عن أمثال العميد سيف عطا بكل هذا الاندفاع ومن شخصية مرموقة عندنا مثل حبيبنا الإعلامي الكبير الطيب بشير دون أن يكون لديه القدرة على الجزم بأنه ليس عضوا في هذا التنظيم الاخطبوطي سيخلق بلبلة ما أغنى الثورة عنها وسيكون ثغرة ومدعاة للتراجع عن واجب وضرورة تصفية تمكين النظام السابق بالقانون مما يفتح ثغرة كبيرة في الاستقرار الهش الذي نعيشه الآن ويصبح مدعاة لالتماس جماهير الثوار طرقا اخرى لتحقيق هذه التصفية العادلة الواجبة والملحّة.
ولأنه ليس من الحكمة – مع ذلك – أخذ الناس بالشبهات طلبنا من الطيب بشير ومن آخرين التعاون للبحث عن إجابة قاطعة على السؤال المهم الآن : هل العميد شرطة سيف عطا ينتمي تنظيميا للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أم لا؟ وعلى الرغم من امتلاكنا للقرائن والإفادات والمعايير المرجِّحة بقوة لإحدى الإجابتين إلا أننا سننتظر جهيزة التي ستقطع قول كل خطيب والثورة خيار الشعب.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …