‫الرئيسية‬ حوارات الدكتور حاتم المهدي للشاهد : هذه الثورة لن تسمح ابدا بعودة الدائرة الخبيثة التي حكمت البلاد منذ الاستقلال
حوارات - يناير 27, 2020

الدكتور حاتم المهدي للشاهد : هذه الثورة لن تسمح ابدا بعودة الدائرة الخبيثة التي حكمت البلاد منذ الاستقلال

الخرطوم – الشاهد
قطع الدكتور حاتم المهدي أن ثورة ديسمبر المجيدة سوف لن تسمح ابدا بعودة الدائرة الخبيثة التي حكمت البلاد منذ الاستقلال وأكد في حوار مع صحيفة الشاهد الإلكترونية على أن هذه الثورة التي اتسمت بروح التجرد والقيادة الجماعية والمبادرة في زمن صعب جعلتنا نستطيع لأول مرة ان نؤبن شهدائنا الابرار “سليم وبشير والتاية” حيث كان ذلك ممنوعا علينا طيلة ثلاثين عاما وكان حدثا فارقا حيث اكد علي خلود الشهداء وترددت أسماءهم في ردهات الجامعة وذهب القاتل طي اللعنات وسوء الخاتمة. وقد كان يوما ملئيا بالشجن والحزن ونحن نلتقي اهاليهم الذين تلقوا العزاء فيهم أخيرا.
واستطرد حاتم المهدي الذي كان قد شغل موقع رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في الدورة التي قادها الطلاب المحايدون في ٩٠-١٩٩١م قائلا إن الطريق إلى هذه الثورة بدأ مبكرا واستغرق ثلاثون عاما من عمر الوطن وعمر ثلاثة أجيال من السودانيين وبذلت فيه مهج وارواح ونضالات من كل الذين امنوا أن هذا النظام لم يجلب الا الخراب والدماء والقتل والتشرذم والعنصرية وأقام دولة شائهة دكتاتورية شمولية دينية وطوال هذه المسيرة المليئة بالدماء والدموع قدم الجميع وساهموا سلما وحربا ولذلك لا يستطيع احد الادعاء بملكيته للثورة. وبحسب حاتم المهدي فإن “شهادة بحث” هذه الثورة قد سجلت باسم الشعب السوداني وهذه عبقرية جديدة والقيادة كانت لدي الجماهير التي في الشوارع والقرار هو ما اتخذته من شعار تسقط بس.
هذا الشعار بحسب المهدي يحمل معاني القطيعة المعرفية والسياسية مع النادي السياسي القديم والنظام المعرفي الذي أنتجه – والحديث لا يزال لحاتم المهدي – مما يتيح للأجيال الجديدة حق اختيار طريق المستقبل. ويعكس هذا الشعار العبقري توق السودانيين إلى اختطاط طريق جديد لبناء الوطن بقيم جديدة داس عليها النظام السابق في سبيل توطيد سلطته علي كل أسس التنوع المميز للشعوب السودانية وقام بقولبة البلاد بقالب اسلاموي عروبي يعكس اختزال الثقافة السودانية في مكون واحد من مكوناتها.
وقال الدكتور حاتم المهدي انه يطلق على هذا الحدث السوداني المجيد كلمة ثورة رغم معرفته بعدم اكتمال أسسها لأنه يرى توثب الشباب وجسارتهم وإصرارهم على إكمال الطريق وليسو هم من يسمح بعودة الدائرة الخبيثة التي حكمت السودان منذ الاستقلال وفي هذا الطريق لابد من وضع ملامح لنظام جديد لسودان جديد وهنا تبرز أهميه الوعي ببروز جسم قيادي يمثل روح الثورة والتجديد في الفكر واللغة والابتكار في تنفيذ الخطط والبرامج التي ترسل تطمينات لنا أولا وللعالم من حولنا اننا موحدون نحو هدف التغيير الشامل.

الجدير بالذكر أن الدكتور حاتم المهدي كان من المساهمين البارزين في تكوين اللجنة الموحدة لأطباء الاسنان السودانيين التي قادت الإضرابات والاعتصام منذ ديسمبر، وكان له مساهماته مع تجمع المهنيين في عدة لجان ابان الثورة.
وعن اعلان الحرية والتغيير يقول حاتم المهدي أن ظهوره لم يكن صدفة ولكن كان نتاج مجهود بذل من قبل في اعلان الحرية والكرامة والذي كان اول ما اقترح توحد كل القوى السياسية والعسكرية المعارضة للنظام وذلك كان في بدايات عام ٢٠١٨. وقد قادت قوى الحرية والتغيير الشعب السوداني في وقت كان احوج فيه لقيادة تمثل الجميع وادت المهمة بنجاح. وهو أوسع تحالف سياسي في تاريخ السودان وحقق حوله اجماع لم يحدث منذ اعلان الاستقلال.
وعزا حاتم المهدي ضعف الإعلام الثوري مقارنة باعلام قوى الثورة المضادة في الفترة الماضية الى انشغال القوى الثورية بالتركة الثقيلة التي تركها النظام ومحاولة تثبيت دعائم الدولة في ظل مقاومة دولية وخارجية ، الا ان الاعلام البديل هو ساحة الثورة والثوار حيث تم بصفحة واحدة في الفيسبوك هزيمة نظام صرف الأموال الطائلة في الاعلام دون جدوي ويرى الدكتور حاتم المهدي انه يجب التركيز علي الاعلام الرسمي من إذاعة وتلفزيون لان لهم قيمه كبيرة ولكن جيل الثورة تؤثر فيه تغريدة وترند في الوسائط الاجتماعية اكثر من الأجهزة الرسمية، ولابد من بروز خط إعلامي يحمل ملامح الثورة من أخلاق وقيم جعلت كل بيوت السودانيين مفتوحة واحتوت الجميع دون سؤال قبيلة أو عنصر.
وفي سؤال لصحيفة الشاهد الإلكترونية عن موقفه من الدعوات التي تنطلق بين الحين والآخر لقيام انتخابات مبكرة قال حاتم المهدي أن قدرنا هو محاربة فلول النظام البائد واحزابنا السياسية التي لم تتعلم الدرس من أكتوبر وابريل ، ولا خيار لنا سوي دعم نجاح حكومة الفترة الانتقاليه وهي المناط بها تأسيس الديمقراطية. ونعلم من تجاربنا ان الديمقراطية ليست تصويت وانتخابات وانما نظام اجتماعي وثقافي والان نحن في منصة التأسيس لنظام الدولة واستعادة الوحدة الوطنية ضمن تنوع السودانيين وإزالة التهميش وتحقيق العدالة الانتقالية والاتفاق على دستور يضمن حقوق الانسان والحريات الدينية والثقافية.
وعن زيارة دولة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس وزراء حكومة الثورة لكاودا مؤخرا قال إنها دليل آخر علي قوة دفع الثورة والتي تشاركها الجميع في المدن والقرى والمناطق المحررة وان الاستقبال الحار لرئيس وزراء الثورة يؤكد وحدة الوجدان المتوجه نحو السلام.

وفي الختام – يقول حاتم المهدي – هذه فرصة تاريخية للسودان صنعها ابناؤه وبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس وليس لديهم ادنى استعداد لاضاعة هذه الفرصة.

‫شاهد أيضًا‬

د. محمد صديق العربي : طريقة استشهاد النادر الوسيلة ينبغي أن يقف عندها كل شخص في قلبه ذرة انسانية

حوار فتحي البحيري : غير متفائل بالتشكيل الوزاري الجديد لهذا السبب! تمهيد الدكتور محمد صديق…