فهد يوسف للشاهد : اقتربت سانحة أن يكون السودان ولاية أمريكية في قلب أفريقيا
حوارات – الشاهد :
مقدمة
منذ سنوات عديدة طرح المهندس فهد يوسف فكرته أو نظريته المسماة “انضمام السودان للولايات المتحدة الامريكية” والتي تتلخص في أن حلول مشاكل السودان تتلخص ببساطة في أن يكون جزءا من النموذج الأفضل الجاهزالموجود الآن للدولة الحديثة بدلا ً من أن يتعثر في محاولات الوصول أو الاقتراب من هذا النموذج إلى ما لا نهاية … الفكرة التي لا تلاقي قبولا في الأوساط السياسية .. يساندها في الواقع كما يقول فهد أن السودانيون جميعهم تقريبا يتطلعون كأفراد لاستبدال جنسيتهم السودانية بأخرى أمريكية .. أو أي جنسية أوربية أو عالمية أخرى قريبة منها.. مما يعني أن المواطن متقدم على الكيانات السياسية في استنباطه للحلول النهائية .
مع التغيرات الحالية المتمثلة في بدايات انفتاح كبير للسودان على العالم بعد رفع اسمه من القائمة الامريكية للدول الداعمة للإرهاب .. وتزامنا مع حمى التقديم لقرعة الهجرة الأمريكية لعام جديد .. كان لصحيفة الشاهد الالكترونية هذا الحوار مع صاحب فكرة انضمام السودان للولايات المتحدة الامريكية
أجرى الحوار : فتحي البحيري
* بشمهندس فهد ، مرة أخرى وسنة بعد سنة يتهافت السودانيون نحو مراكز التقديم للوتري الامريكي، لوتري هذا العام يأتي في وقت تم فيه إنجاز ثورة عظيمة اطاحت بنظام ديكتاتوري متخلف ولكن لا زال عامة الناس منجذبين إلى ما وراء الأطلنطي .. ما تعليقك حسب نظرية انضمام السودان للولايات المتحدة الامريكية ؟ وهلا تفضلت بشرح موجز للسادة القراء لهذه النظرية ؟
– تقوم النظرية على اساس تحرك و احلال تلقائى للمواطن السودانى للجنسية السودانية بالامريكية او الاوربية , وذلك بعد التشبع بالفشل من خلال فشل الساسة المحليين فى بناء ما يسمى بالدولة السودانية. وسوف تتضاعف الاعداد المهاجرة فى هذا العام لوجود عدم الثقة فى المكون السياسى الذى اعتاد المواطن ان لا يجد منه غير خيبة الامل رغم قيام الثورة الاخيرة والتى قامت مثيلاتها من قبل وصعد على ضؤئها نفس المكون الفاشل الذى بين ايدينا الان .
* لكن الولايات المتحدة تشهد في الفترة الاخيرة احتقانات وتوترات تصب في دلالاتها ضد هذه النظرية.. الحركة الاحتجاجية الواسعة “حياة السود مهمة” واصطفاف شرائح من البيض العنصريين في حشد مضاد لها … التهديد الكبير الذي شكلته كورونا .. واتضاح هشاشة الاقتصاد الامريكي القائم على الابتزاز والصفة البوليسية العالمية … وهيمنة الدولار الذي بات تحت تهديد عصر العملات الرقمية التي ستطيح بالامتياز النقدي الامريكي قريبا و.. الخ .. باختصار الولايات المتحدة لا تبدو على ما يرام في السنوات المقبلة ؟
– نماذج العنصرية, المهددات الوبائية , التقلبات الاقتصادية , توجد فى معظم الدول و هى اشياء ملازمة للوجود الانسانى ولكن المميز فى الولايات المتحدة ان هذه المتلازمات تجد طريقها للحل و هذا هو الفرق بين الفشل و النجاح .
اما المصطلحات مثل هشاشة الاقتصاد او الابتزاز او الصفة البوليسية العالمية , نجد اصلها كان شائعا فى زمن الاتحاد السوفيتى وكانت تتبنها ايدلوجيات اشتراكية فى الشرق الاوسط وذلك للتقليل من شأن الولايات المتحدة و الغريب ان هذة الايدلوجيات البائدة لازالت تتبنى نفس الخطاب القديم لشرعنة وجودها رغم ان عدد من اعضائها يعيش فى الولايات المتحدة
* لا يزال الشعب وقواه السياسية والاجتماعية بعيدين جدا عن نظرية انضمام السودان للولايات المتحدة رغم مرور سنوات عديدة على طرحها.. إلى ماذا تعزي ذلك ؟
– العكس تماما فالحاصل ان الانضمام للولايات المتحدة او اوروبا كان يتم بشكل فردى منذ زمن بعيد حيث تجد ان عدد حاملى الجوازات و الجنسيات لتلك الدول لاحصر له
و اعزى ذلك لتفوق المواطن على القادة السياسيين بالمعرفة و التحولات العالمية التى لها تاثير مباشر على افراد الشعب الغير منتمين لايدلوجية تعيق حرية تفكيرهم و اختياراتهم.
* الصراع في السودان الآن، بكل تجلياته، ينحصر بين قوى ثورية حية تريد للسودان أن يمضي قدما في طريق تأسيس دولة مواطنة ديمقراطية مستقرة تحترم المؤسسات ويسود فيها حكم القانون والتداول السلمي للسطلة وبين قوى مرتهنة لحسابات ومعادلات ماضوية اقليمية وداخلية تريد كبح هذا السير لإضراره بمصالحها .. ما موقع النظرية والداعين اليها من هذا الصراع … لا تقل أنكم متجاوزين له .. وأنكم لاجل ذلك متفرجين ؟
– هذة الثورة تكررت على مر التاريخ منذ الاستقلال تصبو الى وجود الديمقراطية و الليبرالية وغيرها من متلازمات الدولة المدنية الحديثة ولكن دائما تصطدم بذات المجموعة المنتجة للفشل. دعنا نتحدث عن مكون الفشل هذا قليلا و اعنى بذلك الاحزاب السودانية , فالاحزاب الاكثر ظهورا الان تعتنق ايدلوجيات لاسند لها سوى اقليميا او دوليا فهى كانت مجموعات ضمن الصراع الرسمالى و الاشتراكى لذلك لن تستطيع هذة الاحزاب ان تكون دولة مستقرة كما يتمنى الشعب السودانى , لانها وجدت اصلا من اجل الصراع السياسى اضف الى ذلك ما يسمى بالمكون العسكري و الذى كان اساسا جزء من هذة المنظومة و التى ينطبق عليها الفشل ايضا.
* هناك اتهام للقوى المدنية والسياسية جميعها تقريبا، لا سيما تحالف قوى الحرية والتغيير، بأنها استسلمت استسلاما مريعا أمام تمدد المكونات العسكرية على أجهزة وفضاءات الدولة والمجتمع والاقتصاد لدرجة أصبح فيه السودان فعلا وفي فترة ما بعد الثورة المجيدة أشبه بسلطنة أو مشيخة يديرها سلطان اسمه حميدتي أو أمير اسمه برهان .. إلى أي مدى ترى أن هذه الردة ستقود السودان بعيدا عن أو قريبا من تحقق نظرية الانضمام للولايات المتحدة ؟
– هذه دوامة الفشل (ثورة ، احزاب ، عسكر ) ولكن هذه المرة اجتمع الفاشلان و اتوقع ان ياتى الحل هذة المرة من الخارج وسيكون مؤقتا بعد اشراك المكونات الاقليمية و الدولية وسوف تكون سانحة عظيمة لتبنى التفاوض حول ضم السودان للولايات المتحدة ليكون ولاية امريكية فى قلب افريقيا وبذلك نكون قد طوينا صفحات الفشل ونجحنا في تفويت الفرصة على مدمنى الفشل.
ما بين هذة الثورة و الثورات التى سبقتها ضحى من خلالها الشعب السودانى بزمن غالى لا يمكن استرداده او تعويضه منذ الاستقلال و لا يكفيه محاكمة السياسيين من كل الطوائف جراء ما تم هدره بسببهم من ارواح و موارد، حيث ظل هؤلاء الساسة يبثون الوعود الزائفة من خلال ايدلوجياتهم البائدة و تبنى قضايا لاوجود لها, ان الشركاء فى كل الجرائم ضد الشعب السودانى ليس النظام البائد كما يقولون بل كل الذين اتاح لهم هذا الشعب ان يحكم و يبنى دولته الحرة يجب ان يسأل كما يسأل من هم فى السجون الان
د. محمد صديق العربي : طريقة استشهاد النادر الوسيلة ينبغي أن يقف عندها كل شخص في قلبه ذرة انسانية
حوار فتحي البحيري : غير متفائل بالتشكيل الوزاري الجديد لهذا السبب! تمهيد الدكتور محمد صديق…