الويل والليل والكورونا والحكومة

فتحي البحيري
لا علاقة لليل بالكورونا أيتها الحكومة… سنلتزم بالتوجيهات والإرشادات ما وسعنا جوعنا وفقرنا وخوفنا الموضوعي من إعادة عسكرة وامنجة الحياة السياسية في بلادنا ورعبنا المعقول من خطوات الشيطان… خطوات سرقة هذه الثورة العظيمة المجيدة… سنلترم بالتعليمات والتوجيهات يا سيدة قلوبنا يا حكومة لأجل دحر الكورونا… ولكن حدثينا قلبا لقلب وعقلا لعقل وقنبورا لقنبور… ما علاقة الكورونا بالليل وما علاقة الليل بالكورونا ؟
وحتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع عشقنا المازوم وشاكوشنا المحموم يا حكومتنا الحبيبة الموقرة فإن قرارات حظر التجول الليلية تطقم أكثر مع رغبة محتملة محمومة للتراجع عما تحقق حتى الآن من أهداف الثورة أكثر من تطقيمها مع حملة حكومية جادة بالفعل لمكافحة الكورونا..
.. يستطيع المواطنون الكرام أن يركزوا مع الكورونا وحدها إذا لم تكن هناك خطوات قد بدأت بالفعل لتفكيك لجنة إزالة التمكين.. ويستطيع المواطنون أن يركزوا فقط مع الكورونا لو أن المكون العسكري التزم بتمليك الحكومة المدنية مفاتيح الاقتصاد وأوردته وشرايينه المتمثلة في الاستثمارات الأمنية والعسكرية الضخمة والتي أقر صندوق النقد الدولي نفسه أن السودان لا يحتاج إلى مساعدة مع وجودها والتي تشكل الان للأسف بؤرة فساد يتمتع به أشخاص معدودون على حساب الجيش والشعب.
بوسع المواطنين أن يتحلوا بالمسؤولية والصبر تجاه الكورونا وتجاه كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة دون مراعاة لظروف هؤلاء المواطنين المعيشية الصعبة بسبب هذا الفساد الإنقاذي الذي لا يزال مستمرا والذي يحمي جله المكون العسكري في حكومتنا الانتقالية… إذا كان هذا المكون العسكري قد تكرم فقط بجمع الأسلحة التي بيد مليشيات النظام السابق الخارجة على الدولة والقانون والنظام الان من تنظيمات وتكوبنات طلابية مسلحة وكتايب ظل ودفاع شعبي إضافة إلى الجيوب التي لا تزال تدين بالتبعية للنظام القديم داخل أجهزة الدولة.
ما يتعين على الحكومة بشقيها أن تنتبه له بشدة أن الشعب وثواره الميامين من مهنيين ولجان مقاومة في أشد حالات الانتباه لأي بادرة كأني ماني تعيد عجلة ثورته الطافرة إلى الوراء وأنه مثلما احضركم جميعا إلى واجهة الفعل السياسي من القبور والعدم قادر أن يعيدكم جميعا وفي لمح البصر إلى القبور والعدم وان يستكمل ثورته المجيدة من دونكم… عادي زي اكل الزبادي.. وكان خذلانا وتنكبا وخيانة لم تكن.
الا هل بلغت؟
وحرية سلام وعدالة.. والثورة التي لا يقدرها هؤلاء خيار الشعب