‫الرئيسية‬ رأي حاتم الياس يكتب عن كورونا… هل نحن وسط حرب نجهل أدواتها؟
رأي - مارس 27, 2020

حاتم الياس يكتب عن كورونا… هل نحن وسط حرب نجهل أدواتها؟

أمر ما يجعل ذهني يستسلم لهذه الاخبار حول مرض كرونا وللارشادات الصحية ولمخاوفي اليومية التى تنتاشني من كل فج بالطبع ، والتى تحولت الى نمط هوسي عجيب كل يومك تقريبا وانت تمضي حذر أن لايلتقطك (ذلك الكائن اللامرئي الجميل ) العنوان هنا من رواية الكاتب العظيم عيسى الحلو واعتذر له عن تلطيخ مجاز العنوان بان يصبح الكائن اللامرئي المخيف هنا فيروس كرونا . في عهد الجامعة في كلية القانون درسنا في مبحث القانون الدولي امر مايتعلق بتطور قواعد القانون الدولي الحديث ، والغريب في الأمر هو أن القانون الدولي الحديث نشأت قواعدة وتطورت وتصبح بعدها منظومة قانونية وتشريعية دولية عامة انه الضرورة التنظيمية التى دفعت لنشؤ قواعده كانت الحرب ومن تطور مفهوم الحرب نفسه . بدأ ذلك التقنين بما اطلق عليه مفهوم الحرب العادلة بين الممالك الاوروبية والتى كانت في كل مرة تخوض حروب ضد بعضها البعض فالزمت قاعدة الحرب العادلة انه حين تنوى مملكة أو امير أو ملك حرب مملكة اخرى كان عليه الالتزام بإنذارهم قبل ان يخوض المعركة فعليا بانه ينوى محاربتهم (يعني مايخلعهم ويجيهم في الليل ساي) ومن هنا برزت الحوجة للقانون الدولي وقواعده المختلفة واستمرت حتى وقتنا الراهن .
(كنت اود اطيل واسهب واترامى بين اطراف اللغة معيدا تثبيت ماهو ضروري من مفاهيم حول تطور القانون الدولي لكن في ظني انه أمر خارج اختصاص الزمن الفيسبوكي السريع )..لكن بشكل ما أنتبهت لمقال نسب للمفكر لنعوم شومسكي حول كرونا وإن كان كاتب ذلك المقال تشومسكي أو غيره ووضع أسم نعوم تشومسكي اظن انني اتفق معه بالكامل مع حذري بالطبع من متاخمة أي ظلال تفكير ينحو جهة تبني فكرة المؤامرة ، الخوف من تبني فكرة المؤامرة ليس مبررا ان لانبدي رايك وأنت امام احداث وفيروس ينتشر ويفتك بالعالم فكرة المؤامرة باب واسع ومغرية لبعض ذوي العقول المهووسة بها لكن أنت هنا أمام موتى وضحايا ودول كبرى تنتحب من الرعب واطباء وعلماء ومراكز ابحاث كلها تبحث عن علاج وإنقاذ البشرية وانت تاتي لتتحدث عن المؤامرة ؟
لما لا وما المانع ؟.. تطور العالم وتطورت حروبه كانت في السابق حروب مذهبية وايدلوجية وحروب إستعمارية تلتمع ببزات النازيين وخطابات تشرشل وروزفلت واليابان وحرب كوريا مرورا بالعدوان الثلاثي وتهديدات الصحاف وصدام كنا نعرف هوية المتحاربين من الدول والامم ونفهم اسباب النزاع ونتابع في الافلام الوثائقية ونتابع مع السي ان ان دخول الحلفاء لبغداد وقصف غزة المباشر من قناة الجزيرة لكن اليوم تم تعمية هوية المتحاربين تماما خلف مختبرات العلماء وتصريحاتهم واصبحنا نرى الموتى والضحايا بلاقاتل معلوم الوصف إلا خلف مايكروسكوب والطريف ان الميديا رسمت له صورة (كرة خضراء واحيانا حمراء ولها شعيرات كده) وقالوا لنا هذه صورة كوفيد المستجد ود الكلب وثبتت الرسمة المتخيلة على حائط الخيال البشري المرعوب . حديث شومسكي كنت افكر فيه قبل ايام الى ان وجدت مقاله المزعوم ولعل احدهم قد يقول (الناس في شنو ونعوم شومسكي في شنو) حتى يتكئ على هذا التحليل المستنتج من خيال لأ اثر مادي له في الواقع وبلغة القانون تسمى بينات ظرفية !
هذا كله لايمنع ان نفكر باننا الان ربما نعيش وسط حرب كونية ثالثة ونحن المشغولين بالنجاة والخوف من الكائن اللامرئي لانملك الاداة التى تثبت لنا ذلك لأننا اصلا في دول الجنوب وبقية العالم بما فيها ايطاليا وبريطانيا حرمنا منها في السابق كنا نرى الحرب في شكلها المادي الكلاسيكي والمعبر عنها بشكل مباشر في خطب السياسيين والشعارات اما هذه الحرب التى نعيش في خضمها فقد انسحبت من ميدانها الايدلوجيا والسياسة والخطب والبارجات والصواريخ والطائرات وظهرت العلوم بأسلحتها المخبرية وحربها البايلوجية وسط أسلوب جديد لم تختبره البشرية من قبل في مفهوم تطور الحرب الذي بدات به البوست ، المقال ، الخاطرة ، سمه ماشئت

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …