جمعة الهواء الطلق… احترام حريات الناس ومعتقداتهم وسلامتهم ومخاوفهم!!
الشاهد – نافذة تحليلية
لم ترض دعوات الوزير مفرح أحدا.. ويبدو أنه والله اعلم انك عندما تلتمس الاصوب فإنه لن يرضى عنك أحد في هذا الزمان المشوش.
لم يسكت وزير الشؤون الدينية حيال المخاوف الجدية لتفشي فايروس الكورونا ولم يترك الازدحام الكثيف المعتاد في كل جمعة في مساجد غير جيدة التهوية الطبيعية وغير الطبيعية في غاليها الأعم مع إمداد كهربي يصر على عدم الانتظام والاستقرار فوجه والتمس ودعا أن تقام صلاة الجمعة خارج القاعات المغلقة للمساجد وفي ذلك رفع كبير للحرج عن المتدين العادي والمتوازن الذي يرى أنه ملزم بأن يشهد الجمعة وان يتقي قدر المستطاع الإصابة بالعدوى في ذات الوقت.
البعض رفع سقف توقعاته من الوزير مفرح واعتقد انه كان يجب عليه أن يصدر قرارا بمنع إقامة صلاة الجمعة البتة. والسؤال هنا.. هل لدينا مقاييس مسبقة لمعرفة مدى استجابة الناس لمنع كهذا؟ لدينا على كل حال تجارب في حظر التجول ومنع التجمع في الافراح والأتراح وكيف أن الالتزام كان ضعيفا حتى من النخب الزعيمة نفسها. فهل كان إغراق الحكومة الانتقالية في فتنة التشنيع بأنها أغلقت دور العبادة في بلد لا تعي بعد أن الكورونا تقتل الناس فعلا ويتكدس الناس فيها في أسواق الأحياء عندما يتم قرعهم عن الأسواق المركزية.. هل كان سيكون هذا الإغراق مجديا فعلا في المساهمة في التصدي لخطر جائحة الكورونا؟ وهل سيحظى بنسب تنفيذ عالية دون احتكاكات ومماحكات وتربصات وانتهازات وبلاوي؟
صحيح أن تنفيذ التوجيه الذكي الوسطى القاضي بإقامة صلاة الجمعة في الهواء الطلق سيكون مواجها بتعقيدات فنية ولوجستية عديدة.. وباستهجان كل الأطراف تقريبا… لكنه منح الأفراد مطلق الراحة في اختيار ما يناسب معتقداتهم وسلامتهم ومخاوفهم دون أي استقطاب أو مزايدة أو ابتزاز… وهنا مربط الفرس الثوري المتزن… لله درك يا مفرح!!!
