‫الرئيسية‬ رأي هواء طلق…. الرجل القبيلة وثورة ديسمبر
رأي - أبريل 13, 2020

هواء طلق…. الرجل القبيلة وثورة ديسمبر

فتحي البحيري

لست هنا بصدد الحديث عن مأثر المرحوم فاروق ابوعيسي التي لا يمكن بحال اختزالها في واحدة أو اثنتين ولست الأجدر بهكذا حديث ولكنها مناسبة نتذكر فيها بعض هموم الوطن.

من أشد الكلمات التي يمكن أن يفخر بها فاروق ابوعيسي وكل من يبحثون الان عما يمدحونه به في يوم شكره الذي أتى.. هي كلمة أراد أن يذمه بها المخلوع عمر حسن أحمد البشير فرفعه بها مكانا عليا من حيث لا يدري. فانطبق عليه قول الشاعر.. وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود.
قال المخلوع عمر حسن عن الاستاذ فاروق ابوعيسي طيب الله ثراه.. انه رجل بلا قبيلة. وهو يقصد بذلك انه بلا عزوة ولا سند وبلا قيمة بالتالي… وما درى المسكين انه بهذه الكلمة قد أنار تاريخ الرجل السياسي والنضالي الذي صال فيه وجال بغير اعتماد على اي رافعة سوى محض كسبه وبلائه خلال حقب ما يسمى بالنادي السياسي القديم الذي اعتمد أكثر اللاعبين فيه على روافع النسب والحسب والمصاهرة المنفعية لدرجة انك لو جردت كثيرين من أسمائهم واصهارهم وقبيلتهم لكانوا نسيا منسيا واصفارا على الشمال.. فأي شكر اسبغه البشير على فاروق بهذه الكلمة التي لم يلق لها بالا؟

الملاحظة الثانية هنا والأشد أهمية ان أبوعيسى رسم لثورة ديسمبر المجيدة نهجا ما اقتربت منه إلا وحالفها النجاح والانتصار وما ابتعدت عنه إلا واصابها التيه والضلال… قال أبو عيسى في ندوة موثقة على يوتيوب يوم 16 ديسمبر 2018 : ” شعبنا تعلم في اكتوبر 64 وفي ابريل 85 أن يأخذ حقه بيده وهذه المرة سنأخذ حقنا بيدنا سنسقط النظام وسنسترد الديمقراطية وستكون القوى المؤثرة في صنع القرار وفي إعادة بناء السودان هي القوى المنتجة وليس أولاد الذوات وإلخ وإلخ من تعرفونهم ، هؤلاء ليس لهم مكان وإن قبلوا وتواضعوا سيكون لهم سهم مثلهم ومثل كل السودانيين ولكن ليس بالطريقة القديمة” وقال ابوعيسى في ذات الندوة “الخلاف عميق بيننا وبين (نداء السودان) الذي كتب رئيسه (الصادق المهدي) لي خطابا ولم يهتم بإيصاله لي يدا ً بيد ولم ينتظر ردا منا وسافر بنفس اليوم إلى أديس أبابا ولو كان جادا ً في خلق عمل مشترك لاسقاط النظام لتواصل معنا سرا ولكان بالداخل .. هكذا هم قادتنا لا يريدون تغييرا وطنيا أو ثوريا .. يريدون تغييرا يدعوا انهم هم من صنعوه يتحكموا فيه هم .. ونحن نريد تغييرا لا نتحكم فيه نحن .. تغييرا يتحكم فيه الشعب الذي جاع وذاق الأمرين ثلاثين سنة كاملة لا تعليم ولا مواصلات ولا صحة’

ألم أقل لكم انها ليست مناحة ولا تعديدا لمناقب الفقيد المرحوم بقدر ما هي محض مناسبة سانحة نتذكر فيها ونتذاكر بعض هموم الوطن؟!

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …