‫الرئيسية‬ رأي الشعب صابر لأنه يعلم أن هذه الحكومة هي الأجدر
رأي - أبريل 18, 2020

الشعب صابر لأنه يعلم أن هذه الحكومة هي الأجدر

متوكل على محمدين

أتذكر أنه بعد استلام حمدوك للسلطة بخمسة أيام جاءني أحد الكيزان وقال لي بالحرف الواحد:لقد مضى على وجود حكومة قحت خمسة أيام ولم يغيروا الوضع إلى الأحسن! فرديت عليه بأن التغيير لا يتم بين ليلة وضحاها وأن على الشعب السوداني أن يصبر على حكومة الثورة ولايضايقها حتى تستطيع القيام بالإصلاحات على الوجه الأكمل.
نفس هذا الشخص غاب عني سبعة أشهر ثم زارني قبل أسبوع واحد وطرح لي نفس السؤال وعلامات الإنتصار ترتسم على وجهه قائلا:لقد مضت سبعة أشهر على وجود حكومة قحت ،التي تؤيدها،في السلطة ولكنها لم تفعل شئ،فإرتفعت الأسعار وجاع الشعب،واصبح الوضع أكثر سوءا من الوضع في زمن عمر البشير.فرديت عليه قائلا بأن الوضع المذري الذي يعيشة السودان هذه الأيام هو نتيجة للخراب المستمر والممنهج من قبل النظام السابق في كل المجالات .قلت له أن التركة التي ورثتها حكومة تلثورة كانت ثقيلة لحد بعيد. فالثورة قد ورثت علاقات خارجية منهارة وديون خارجية بلغت أكثر من ستين مليار دولار.هذا بالإضافة إلى تعويضات أهل ضحايا المدمرة كول وسفارتي نيروبي ودار السلام التي تقدر ب ١١ مليار دولار.
إن وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب يعتبر الآن أكبر عائق أمام تدفق أموال الشركات وبويتات المال الأروبية والأمريكية إلى السودان.
إذا تقاضينا عن كل ذلك وإلتفتنا نحو الداخل سوف نرى العجب العجاب.فحكومة المؤتمر الوطني هي المسئولة عن قيام الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وأن الإسلاميون كان همهم الوحيد هو الثراء الحرام والإعتداء على المال العام حتى أصبح السودان يحتل المرتبة الأولى من حيث الفساد والمحسوبية وصار الفساد يبتلع نصف ميزانية الدولة.فنهبوا البترول الذي لم نهنأ به البتة فظهرت عائداته في البنايات الشاهقة لمحاسيب الإنقاذ ولم يظهر في المشاريع التنموية.
أما في مجال الإقتصاد فقد دمروا مشروع الجزيرة،وقضوا على السكة حديد التي تعتبر أرخص ناقل على وجه الأرض وخصصوا سودان إير وباعوا خط هيثرو،و صفوا مؤسسة المواني البحرية،التي كانت تملك أسطولا يتكون من أربعة عشر سفينة تجوب بحار ومحيطات الأرض محملة بالصادرات والواردات السودانية.فباعوا هذه السفن إلى بعض الدول خردة و بأسعار بخسة،وهي الآن تعمل في تلك الدول بكفاءة عالية بعد صيانة خفيفة أجريت عليها.
لقد طال الخراب في عهد الكيزان كل مرفق من مرافق الدولة.
هذه الحكومة يا صديقي الكوز تعمل الآن بجد وإجتهاد لإصلاح هذا الخراب الذي طال كل شئ.فهي الآن تقوم بمحاولات عديدة لرفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب،وتسعى نحو تحقيق السلام،وفي مجال الإقتصاد تقوم الآن بإستعادة المال الذى نهبه الكيزان إلى خزينة الدولة.وتعمل ليل نهار لإنجاح الموسم الزراعي ،لكي تعيد إلى الجنيه السوداني عافيته التي افتقدها منذ استلام الكيزان للسلطة.
الشعب السوداني صابر على الغلاء الفاحش وعلى صفوف الخبز والوقود ، لانه يعرف أن الحكومة الثورية لا تقف مكتوفة اليدين أمام كل هذه المشاكل الموروثة من النظام السابق.الشعب صابر لأنه يعرف أن إصلاح هذا الخراب لا يمكن أن يتم في سبعة أشهر،وأن هذه الحكومة هي الأجدر للقيام بهذه المهمة على الوجه الأكمل.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …