محاصصات ذكوربة وأحزاب ديكتاتورية

الشاهد – نافذة تحليلية

تذخر أحزابنا السياسية على علاتها الكثيرة والكثيفة بالكفاءات الوطنية الثورية المخلصة ما في ذلك شك… وتتمتع جماهيرها.. رغم طفاسة وفراغة عين الكثير من قادتها وكوادرها الوسيطة … بالصبر الاستراتيجي.. والزهد الحكيم… وطولة النفس السياسي والنضالي… ولكن وللأسف الشديد لم يفلح مزيج هذه الإيجابيات القاعدية والسلبيات القممية في الدفع بقائمة ترشيحات لمناصب حكام الأقاليم أو ولاة الولايات.. تنتمي لمعايير ديسمبر الثورية العادلة. فلم تعج قائمة ترشيحات قحت بنسبة معتبرة ولا غير معتبرة من الشخصيات النسائية على الرغم من أن غالبية الذين خرجوا في هذه الثورة كانوا من النساء وعلى الرغم من أن بالإمكان الان اعطاء قيادات قحت قوائم بمرشحات فضليات بعدد الولايات مضروبا في عدد الأحزاب القحتوية وقوايم أخرى بمرشحات فضليات أخريات أقوى وأكثر من خارج هذه العضوية المقدسة الشريفة.

فلماذا إذن هذا الإصرار الغريب على الغباء وعلى هذا التخلف السياسي والإنساني… ناهيك عن التناقض المر المتعمد مع سبق الإصرار والتعمد.. لروح ثورة ديسمبر وتاريخها ومعطياتها وأهدافها وشعاراتها؟

قد يتكي البعض على ذريعة الكفاءة والخبرة والأهلية كمبرر لخلو قائمة الترشيحات من أي اسم نسائي.. لكن جزى الله التجربة التي هي خير برهان أن السادة الرجال يستطيعون خذلان حسن الظن بهم باسهل وأكثر مما تستطيع النساء اللواتي كان الانكراب والنجاح حليفهن في معظم الفرص التي أتيحت لهن على قلتها.

ان المحاصصة في وقت ثوري ووطني كهذا فعل قبيح يستوجب اللوم والشجب والتقزز… ولكنه يثير القرف والغضب والحزن جميعا معا عندما تضاف إليه هذا المقادير الكبيرة جدا من الهبل الحزبي والغباء السياسي وضعف الرؤيا وانعدام الاستراتيجية وغياب حتى المرونة التكتيكية اللطيفة في مواجهة ثورة مجيدة صديقة مثل هذه تراقب أفعالنا وسكناتنا وحركاتنا جميعا بمحبة وصبر وحلم وطولة بال… لها آخر مهما تطاولت.

يا أحزاب قحت وتنظيماتها الذكورية الديكتاتورية انتبهوا… قبل فوات الأوان.