دموع فى السجن بكاية
يوسف البروف
بعد احداث مدينة الفولة المشهورة والمشؤومة والمنبوذة دنيا وآخرة والتى راح ضحيتها مئات الموتى والجرحى والمبعدين والمهجرين ، وزارة الشؤون الدينية بالولاية والمركز بالتعاون مع الادارة الاهلية وقيادات ومثقفى وشباب ورموز المنطقة، سيروا قوافل توعوية من الائمة والدعاة ورجال الدين عشان ينشروا ثقافة التعايش السلمى وحث الناس على اتباع النهج الربانى القويم الذى حرم قتل النفس البشرية الا بالحق، يا زول ما شاء الله تبارك الله، رجال الدين شتوا ليك فى الفرقان شتة جداد وادى واهلك فى الفرقان يعجبوك كرم جد، ضبايح ولبن ونسية وشاى وجبنة وونسة وصيد، ورجال الدين كمان من جانبهم لقوا ليك الترطيبة دى وقالوا وكدا ووقعوا ليك فى الناس، صلاة وخطب ووعظ ودروس وامثال وحكم، والشباب من جانبهم برضو ما قصروا، تجهيز اباريق ومصالى وصوانى تتطاقش، اها يا زول فى واحد من رجال الدين ديل لاحظ ليك انو فى شاب كده بجيب الحاجات وسريع برجع، اصلو ما حصل قعد ليهو فى حلقة تلاوة ولا قعد سمع ليهو خطبة ولا درس، قام الشيخ نادى ليك الشاب دا، قال ليهو، يا ولدى ما شاء الله تبارك الله، انت شاب نشيط ورشيق وخدوم وما قصرت معانا تب والله من اليوم الجيناكم فى الفريق دا ونحن راضيين عنك وعنكم جميعا والله، الا يا ولدى، انا لاحظت انك ما حصل مرة قعدت سمعت كلامنا دا كلو كلو، الشاب قال لعمك رجل الدين دا، والله يا شيخنا، كلامكو سمح حار الا انا ما بدور اسمعو، الشيخ قام قال للشاب، ليه يا ولدى، الشاب قال للشيخ، كلامكو دا بلين القلب وانا ما داير قلبى دا يلين.
يا خوانا اكتر من صديق رسل لى الفيديو بتاع بت اللمبى وهى قالوا بتبكى وقالوا ناشدت الجهات الرسمية انو يطلعوا ليها ابوها من سجن كوبر لانو قالوا احمد هارون جاتو الكورونا وهى خايفة على ابوها من الكورونا، اقول ليكَم بصراحة كده، والله العظيم انا أبيت افتح الفيديو دا، انتوا عارفين ليه؟، عشان خايف افتح الفيديو واشوف دميعات البنية الصغنتوتة دى وقلبى يلين وانا ما داير قلبى دا يلين عشان ناس اللمبى ديل كلو كلو.
يا بت اللمبى تعالى نحكى ليكى عن ابوكى دا، يا بتى، ابوكى دا الحلا بلة تانى ما بحلو، انتى ما حكوا ليكى عن ابوكى دا ولا شنو، طيب تعالى يا بتى نحكى ليكى عنو عشان تانى لو قالوا ليكى اقعدى فى كرسيكم السمح دا وابكى واتصورى بتلفونك السمح دا ما تصورى، شوفى انا داير اطمنك، نحن والله ما عندنا اي شغلة معاكى، تعيشى في هذا البلد معززة ومكرمة ولك حقوق ذيك وذى اى سودانى من دون نقصان، لكن والله ابوكى دا كان تانى بتحلمى انو يطلع من السجن ويلبس عراقيهو وسروالو الطويل دا وانتى وامك واخوانك قاعدين حولو، غايتو دى تانى ما بتحصل لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، فى الدنيا دى تعالى نوريكى جرايم ابوكى المادية والنفسية فى حق هذا البلد، اول حاجة ابوكى دا شارك فى انقلاب الانقاذ وشارك فى اعدام ضباط رمضان وشارك فى جرايم دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق واحداث سبتمبر وديسمبر، ابوكى دا تقلد منصب عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ ووزير دفاع ووزير داخلية ووالى الخرطوَم، شفتي المناصب دى كلها عندها علاقة مباشرة بكل عمليات الاعتقال والضرب والتصفيات والابادات، عشان كده يا بتى ارفعى وكيلك لله واعتبري نفسك ما عندك ابو، يا بتى ابوكى دا وقعتو دى ذى وقعة فلطوكى حمارة ابا بندا تانى ما بقوم منها، اها نسيت اوريكى حاجة ابوكى دا الضرر النفسى الدخلوا فى البلد دى لا يقل عن الضرر المادى باى حال من الأحوال، ابوكى دا لمن كان وزير داخلية مصنع الشفاء انضرب ولمن المذيع سالو عن الجهة التى نفذت تلك الهجمات، قال ليه، أمريكا، ولمن قال ليهو، عرفت كيف، قال ليهو ناس بربر شافوا الطيارات طايرة ذى الكلجو، والكلجو جمع كلجوية وهو عبارة عن طير اسود بظهر فى الخريف، ابوكى دا صاحب نظرية الدفاع بالنظر، حيث اقترح نظرية الدفاع بالنظر حماية للاجواء السودانية من الهجمات الاسرائيلية على الحدود الشرقية، ونظرية الدفاع بالنظر بتقول انو الناس تقيف على ساحل البحر الاحمر فى شكل صفوف وتعاين بعيونها المجردة دى كان في طيارة جايا تضربنا ولو شافوا طيارة يقوموا يضربوا تلفون لناس الدفاعات عشان يسقطوها، والله العظيم انا جادي معاكى، انت قايلة ابوكى دا سموهوا اللمبى عشان شنو، بعدين ابوكى صاحب أشهر مخاتة في التاريخ، انا اسف استخدم هذه الكلمة المقرفة فى زمن الكورونا دا، لكن والله دى الحقيقة، ياخى ابوكى دا اتمخت وقدامو سبعة واربعين قناة ومايق مستخدما يد جلابتو تارة وشالو تارة اخرى، ابوكى دا اكتر زول عفص ورفس اللغة الانجليزية اثناء مفاوضات الجنوب، يا زولة هوى ابوكي دا في الدنيا دى اقنعى منو ساكت، والله سجن كوبر دا مش يظهر فيهو كورونا، والله كان ظهر فيهو المسيح الدجال تانى ما بمرق منو، اها نسيت اقول ليكى حاجة، ابوكى دا حاجة هدية الله يرحمها قالت لولدها عمر البشير، عبد الرحيم دا لو ما خليتو عزل المناصب بيدو انا ما عافية منك دنيا وآخرة، اها شفتى الوصية دى هى الورطت ابوكى ونهايتو كانت سجن كوبر، اها الوصية بالمهلة يا بتى، تانى كان دايرة تصورى ما تصورى فى كرسيكم السمح دا، أمشى الجخيس ولا امشى البردانة ولا أمشى انقولا القى ليكى راكوبة معروشة بشوالات خيش وبداخلها عنقريب مقدود من النص واقعدى فيهو واتصورى عشان الناس تتعاطف معاكى، ولا اقول ليكى حاجة تعالى أمشى معاى قريتنا (املس) وندخلك فى واحد من كرانك مدرستها ونصورك، لكن كرسيكم الشافتو عيوني دا بجيب ليكم ناس لجنة ازالة التمكين وبتبقى عليكم موتة ابو وخراب ديار ، بعدين داير اقول ليكى حاجة، ابوكى دا يوم القيامة ذاتو ما بتلمى فوقو تانى لانو دربو معروف وانتى يا بتى نسال الله ان يجعل لكى طريقا غير طريق ابوكى ونهاية غير نهاية ابوكى ودار خلود غير حقة ابوكى وفهم غير فهم ابوكى وزمرة غير زمرة ابوكى ولسان غير لسان ابوكى.
قولى امين،،،،
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …