هواء طلق… ثورة الشباب تستحق أحزابا شبابا
فتحي البحيري
دافع كثير من الأحباب بحزب سوداني عتيد أن مؤسساتهم وهياكلهم الجديدة تعج في معظمها بكوادر من عمر الأربعين فأقل.. قلت لهم بخ ومرحب ولكن ماذا عن موقع رئيس الحزب.. ان المعايير الدنيا التي تناسب هذه الثورة وتناسب شهداءها وشعاراتها… ان يكون رئيس حزبكم في عمر أحفاد الرئيس الحالي وان لا يكون هنالك بعد ذلك أي رابط بالقرابة أو المصاهرة من الرئيس الحالي أو الأسرة اياها من قريب أو من بعيد فهل انتم جاهزون لإنتاج واقع حزبي مثل هذا أو قريبا مثل هذا.
لأنه رضي الله عنه وأرضاه كان خليفة راشدا وحاكما صالحا بالفطرة وبالمعايير الإنسانية المحضة فقد رفض الخليفة عمر بن الخطاب أي استحقاق سلطوي لابنه عبدالله بن عمر على الرغم من إقراره الضمني انه ليس بأقل جدارة من الستة الآخرين الذين تم ترشيحهم ليختاروا أحدهم لتولي السلطة بعده. وهذا مبدأ عبر إلينا من ثنايا التاريخ وخلال سلوك الإمام المهدي نفسه والذي كان أيضا لا يرى لأولاده المباشرين اي استحقاق سلطوي أو ميزة دينية أو اجتماعية على الآخرين… َوسالت الاحباب هل تحبون ونحن في 2020 لثورتكم وثورتنا أن تكون أكثر تخلفا في هذا المعيار المطابق للنظرة الموضوعية والوجدان السليم والفطرة الإنسانية المحضة مما كنا عليه في 1883 ومما كان الناس عليه في 700 ميلادية؟ فبهتوا واجمين!!
العمل السياسي العام لاسيما في هذه الضراوة وهذا الاحتدام ليس ميدانا للعاطفة والمجاملة وارضاء الحبايب والقرايب والنسايب على حساب البناء المدني الديمقراطي السليم للمؤسسات السياسية المنوط بها قيادة تقدم وتطور الدولة والمجتمع نحو التنمية والاستقرار والحداثة والرفاهية. ولا يجب أن نقبل بحال من الأحوال أن نستقبل سودان ما بعد الثورة باحزاب تتحكم في تشكيل موسساتها عواطف غامضة وتحكم شرعية تفويض اي شخص لأي موقع عبارات مثل ‘ فلان هو مرشح فلان للموقع الفلاني’. ويكاد ينحصر أعلى مكاتبها في أسرة واحدة واصهارها.
إن الإصلاح السياسي الذي يخطب ود هذه الثورة الغالي يجب أن يبدأ باندلاع ثورات مماثلة لها داخل كل حزب لتعدل كل حال مائل وتجعلنا نحصل على أحزاب شباب بشكل فعلي وحقيقي لتكون جديرة بالتواجد في محيط ثورة قوامها شعب من الشباب وحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …