محطات… دار زين العابدين عيسى عمر هى دار الثائرين.
مأمون على
بعد سقوط نظام الطغيان إعتليت هضبه الزمان ونظرت بعيدا للوراء .. فترأت لى العديد من المحطات التى شكلت وجدانى ووجدان الكثيرين من أبناء جيلى سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفيهم من أتاحت له الاقدار اليوم أعتلاء قمة الهرم السياسي والتنفيذى بالبلاد لنحقق معا ما كنا نحلم به فى تلك المحطات
شتاء ١٩٩٢ فصل لقيادات الحركه الطلابيه، تجميد لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، احتلال كامل لداخليات البركس ، طرد وتشريد الطلبه والطالبات، والكثير من الثائرين لا مأوى لهم فخرطوم ذلك الزمان ليست هى خرطوم يومنا هذا فكثير من طلاب الجامعه لا أقرباء لهم فيها. .. حدث كل ذلك عندما أصدرت لجنه تسير إتحاد طلاب جامعة الخرطوم قرارا بمقاطعة الامتحانات كوسيلة ضغط على أداره الجامعه لإرجاع الطلاب المفصولين، وعوده نشاط الإتحاد، كنا نعتقد أن اداره الجامعه بقياده مأمون حميدة متواطئه مع حكومه الانقاذ، لم يجمح خيالنا الى أن أداره الجامعة هى قائده للصراع ضد طلابها، ويد السلطه الباطشة داخل أسوار الجامعة، وأنها على إستعداد كامل لتفعل كل ماهو غير أخلاقى دون أن يرمش لها جفن،تلك قصه أخرى سوف نعود لها فى مناسبات آخر بإذن الله تعالى ..
كانت مقاطعة الإمتحانات معركه تفوق قدرتنا وخبرتنا كطلاب ،المهم قاطعنا الامتحانات وسط ظروف نفسيه وإجتماعيه قاسيه بكل ماتحمل الكلمة من معنى ،وعدم رضاء معلن وغير معلن من أهلنا ،وتم فصلنا من جامعة الخرطوم بمكانتها وعزتها وعزه الدخول إليها وأصبحنا عطاله ،وصارت ديارنا لاتطاق والتقريع ينالنا من كل حدب وصوب على غشامتنا وتهورنا فى مقارعه سلطه باطشه لاتخاف الله ولاترحم نشرت الرعب والخوف فى جميع أنحاء البلاد !!! إلى أين المفر والهجره والمستقر !!! لايوجد غير نجاشى ذاك الزمان..والهجره إلى دياره،عمنا الزين عيسى عمر ،،
وعمنا الزين رجل قل أن يجود الزمان بمثله ،كان طويلا كطول نخلات بلادى وله شلوخ غائرات كالنيل فى خد أرضنا الحبيبه إن مشى وضع رجليه مترفقا بالأرض وإن ضحك أعطاك أمل فى الحياه يمنحك إحساس ابوة صادق.. نسأل الله له الرحمه والجنات العلى. هذه الديار واهلها كان لهم القدح المعلى فى حمايه الكثيرين منا من الضياع ومن الإصابات بالامراض النفسيه والعقليه،والعاهات
كان نصيب ديار الزين عيسى من تلك المقاطعة أربعه مرافيد ثلاثه كنداكات حرائر ( بسمه وندى وسلافه) وأيم الحق كل من هن كانت بشجاعه مهيره وثقافه بنونه رد الله غربتهن أجمعين،وولد شفت عثمان ، أبوذر زمانه ، قام بمظاهرة وحده، وفر بنزينها وحده، وحمل لستكها وحده، وأشعل نارها وحده ، ودفع ثمنها إعتقالا وتعذيبا وتنكيلا وحده ….
عثمان صاقعة الليل الضرب كركاعة
دود كاجه النتر هجملو جماعة
رفيقى المو رفيق فارغة وضحك قرقر
رفيقى رفيق مشقات وطوهن حر
رفيقى رفيق دباديب الكتل والجر
فضلك ذاتو كان قاسوهو مابنقاس
لامى الهامله والعاطله وولاد الناس
أكان جابوهو الكرم وإتقسمو الفراس
قسمتو الكبده عثمان والقلب والرأس
فى تلك الديار تعلمنا ما معنى القيم والمبادئ وحب الوطن والإيثار والخوف على الرفيق والوفاء والالتزام بالعهود…تعلمنا من هشام ذلك الاتحادى القح الكثير ورأينا حمكته وطولت بآله ،جسد لنا إحترام الرأى والرأى الآخر وان الإختلاف فى الرأى مصدر قوه و فعلا لايفسد للود قضيه….وتباهينا وإنبهرنا بعيسى الزين وشفتنته وكرمه وفكاهته وحضور بديهته وعيسى هذا أحد الذين لم يستفد السودان من إمكانياته فهو رجل ذكى ولماح وبصير وما أحوجنا للبصير فى هذه الأيام….اما أستاذنا اسامه الزين فهو مدرسه قائمه بذاتها رجل لين الجانب يلقاك هاشا باشا، قوى الشكيمه ،مجرد وجوده فى الدار يبعث الاطمئنان فى نفوسنا بأن لاخوف علينا أن نحن فى ديار آمنين.
جزى الله عنا خير الجزاء أهل تلك الديار لصبرهم علينا وكرمهم وحلو معشرهم أمنا المغفور لها باذن الله الحاجه فوزيه وفهد وسلوى ومى…شكرا سارتانا فقد ناضلت انت أيضا معنا…
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …