‫الرئيسية‬ رأي اوقفوا حملات الارهاب المكارثى ..ضد المبدعين
رأي - مايو 10, 2020

اوقفوا حملات الارهاب المكارثى ..ضد المبدعين

الرشيد آدم عيسي

عندما غاب الحب غاب الجمال..
(المكارثيه هوسلوك يقوم بتوجيه الاتهامات بالتامر والخيانه دون الاهتمام بالادله..وينسب هذا الاتجاه الى عضو مجلس الشيوخ الامريكى جوزيف مكارثى الذى سميت هذه الحملات باسمه..كان رئيسا لاحد اللجان الفرعيه بالمجلس اتهم عدد من الموظفين بانهم شيوعين.وقد تبين بعد ذلك بان اتهاماته كانت من غير اساس..ولكن مايهمنا ان هذا المصطلح استخدم للارهاب الثقافى الموجه ضد المثقفين والمبدعين..وقد كان اشهر من اتهم من هؤلاء .مارتن لوثر كنج.البرت انشتاين..ارثر ميللر.وتشارلى شابلن)
لا ينكر اى منا ثلاثينة الظلام قد اخذت فى طريقها الكثير..فقد كانت سنوات من الغيبوبه التى طالت كل شئ فى الوطن..وان هناك اجرام حدث بكل الاشكال اللا نسانيه التى مارسها هذا النظام..كل السودانيين بلااستثناء نال منهم هذا النظام بدرجات متفاوته..بدات من الاقصاء والتشريد والقتل والحرق وانتهاك الحرمات باختصار كل شئ..لن يفلت اى من قام بهذه الافعال من العدالة..وقد اصدرت حكومة الثورة الانتقاليه من القوانين واللجان مايكفل لنا اخذ حقوق هذا الشعب المناضل الابى الذى صبر وصمد طيلة هذه السنوات العجاف..
انا فى هذا البوست اتوجه به مباشرة الى اخوانى وزملائي واصدقائي المبدعين واخص المسرحيين ان يوقفوا هذه الحملات التى تحاول ان ترهب وتقصى الكثير من الزملاء وتوزع صكوك الوطنيه كيف ماشاءت وان تخلق الكثير من العداء بين المبدعين و تجفف مواعين الحب والاحترام والتقدير التى تصنع الفن..لان صناعة الجمال تحتاج فى المقام الاول الى طاقة الحب الجبارة التى تزيل كل العوائق
الحب الذى صنع ويصنع المسرحيات العظيمه التى قدمناها من قبل..وصنع ويصنع الالحان التى وحدت وجداننا وعلمتنا الادب..الحب الذى جعلنا نسكن ونعيش اجمل سنوات حياتنا مع بعضنا البعض..الحب الذى يجعلك تتنازل وتضحى بكل شئ من اجل لحظة جمال تمنحها لانسان وطنك حتى يتعافى ويجدد حياته..ساذكر حكاية صغيرة حدثت لى لاؤكد من خلالها عظمة مابيننا من حب وتقدير عظيم..عندزواجى جاء كل اصدقائي الفنانين وكانوا حضورا مبكرا ..وجاء شقيقى واعمامى متاخرين. وكعادة السودانيين يحدث التعريف لاهل العروسين..عندما جاء تقديم الاسماء كل الزملاء قدموا انفسهم بانهم اخوة العريس .وعندما جاء دور اخى الاكبر بدأ تعريفه ضاحكا وقال بصراحة انا شقيق العريس ولكنى لا اعرفه كما يعرفه اصدقائه الفنانين فقد عاش معهم وبينهم اكثر مماعاش معانا…اعتقد ان معظمنا يدرك جيدا ان الفن اسلوب حياة كامل تعيش كل وقتك مع اصدقائك وزملائك المبدعين وتمنح كل حياتك لفنك ..حتى اننا فى كثير من الاحيان لايرانا اولادنا..عشان كدى دائما مانقول ان لنا قبيلة عظيمه فى السودان اسمها قبيلة الفنانين للاسف لايوضع لها اى اعتبار فى دساتير هذه الدوله المنهوكه والمنتهكة..
لذلك ادعو اخوانى المبدعين بكافة اطيافهم ان يقاتلوا من اجل الحفاظ على بعضهم البعض وعلى فنهم وعلى تلك القيم النبيله التى تقود الشعب نحو العلياء والتقدم والنهوض..وان نترك عنا صراعات السياسيين الذين نقوم على الدوام بتنظيف وغسل اوساخهم وادرانهم..
وانعل ابو السياسه التى تفرق اكثر مماتجمع..الوطن الان فى امس الحاجه للمبدعين فى المقام الاول لاعادة مشروع الوطن فى توحيد وجدان الناس وبناء نسيجهم الاجتماعى واعاد اللحمة بالحب ثم الحب ثم الحب..
(ليس هناك دوله متخلفة وانما هناك دول تخلف اهلها عن حبها)

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …