هواء طلق.. الثقل الثوري للبرهان والصادق المهدي
فتحي البحيري
ليس للسيد أسامة داوود مثلا اي ثقل ثوري على الرغم من وزنه في مجالات الأعمال والاقتصاد والبذل الخيري وعلى الرغم من اسهامه في الثورة قل أو كثر.. لأجل هذا لن يستطيع أسامة داوود أن يغير اتجاه هذه الثورة مهما أراد واجتهد.. نفس الشيء ينطبق على السيد الصادق المهدي بالمناسبة.. ربما يكون للصادق ثقل سياسي تاريخي قبل أن تفعل ثورة ديسمبر فعلها في المحو والاثبات والرفع والخفض لكن الثقل الثوري أمر جد مختلف.. ولنضرب أمثلة.. هل يستطيع الصادق الان منفردا تنظيم مواكب ومليونيات طوال أربعة أشهر مثلا في ضخامة وروعة وبسالة تلك التي أسقطت جلده الذي لم يجر فيه الشوك عمر حسن أحمد البشير ؟ ان قدرة واستطاعة المهدي لحشد هكذا مواكب ليست بأفضل من قدرة البشير واستطاعته الان او في أخريات أيامه.. ذلك لأن الثورة شيء مختلف وليس من اختصاص الأشخاص الذين هم على شاكلة البشير والصادق ومن لف لفهم مهما ارتفعت عقيرة بادعاءات هنا أو فنجطت اظلاف بحركات وبركات هناك.
ان المواكب والمليونيات والاعتصامات التي أسقطت البشير شيء بعيد كل البعد عن كيمياء هذا التسعيني الذي لا يريد هو ولا يريد الذين من حوله مراعاة النواحي الإنسانية البحتة والتي تفرض عليهم وعليه أن يكتفي بهذا القدر العظيم جدا من الفشل والإحباط والخذلان الذي تسبب فيه لهذا الشعب الابي.. ليس لأنه استنفذ فرصا أكثر من كافية وحسب.. وليس لأن الذي يقترب من التسعين سيكون بطبيعة الحال واهن العقل والعزم والبدن وحسب.. ولكن لأن الساحة تسودها وتسيرها الان هذه الكيمياء الثورية الشبابية الطامحة المقدامة والتي لا تعرف كبيرا ولا إماما ولا دياولو.
والاعجب أن الصادق يريد أن يقود الثورة ويروضها وهو يتحالف بشكل مفضوح وفج مع الد اعدائها ومع نفس أولئك الذين ظلت تمور وتشتعل ثلاثين عاما ضدهم… يا أخي… يا أخي… يا أخي… اما ان لك أن تستحي؟!
وما يقال عن الصادق يقال مثله وأكثر عن عبد الفتاح البرهان.. فإذا قيل لك أن الشخصين يخططان لأمر ما فاعلم أنه ضد الثورة وحتى لو لم يكن.. لنهضت الثورة ضده تلقائيا بطبيعة الحال ومنطق الأشياء وكيمياء الثورة التي تعرف فطرة وسليقة صليحها من عدوها
المعركة القادمة في مقبل الايام هي جولة مهمة في صراع الثورة ضد أعدائها وخطوة أكثر أهمية نحو استكمال تحقيق أهدافها وشعاراتها.. وعلى العاجزين نفسيا وذهنيا واراديا أن يكونوا في جهة الثورة والوطن أن يجتهدوا أكثر وأكثر لكيلا يكونوا في جهة أعداء الثورة والوطن وحرية سلام وعدالة واي كوز اي اي اي كور ندوسه دوس.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …